طموح بلا حدود (10) – القائد العسكري ينفجر.. ويذرف الدموع

السبت، 29 أبريل 2017 - 11:58

كتب : محمد الفولي

رونالدو

"والفائز بهذه النسخة هو، كريستيانو رونالدو"، يقبل نجم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي رفيقته أيرينا شايك الجالسة بجانبه ويصعد للمسرح ويمد يده لجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ويحتضن بيليه ويحي ميشيل بلاتيني ورئيس صحيفة (ليكيب). أخيرا أصبحت الكرة الذهبية بين يديه مجددا.

احتاج الأمر من كريستيانو خمس سنوات ليضع يديه مجدداعلى الجائزة التي تُعرفه كأحسن لاعب في العالم. ربما لو كان لاعبا غيره لما ظن أنه سيفوز بها مجددا فبعد 2008 سيطر عليها ليونيل ميسي لأربع سنوات متتالية.

أهلا بكم في الحلقة العاشرة والأخيرة من كتاب الإيطالي لوكا كاليولي "طموح بلا حدود" الذي يتناول قصة النجم العالمي كريستيانو رونالدو.

طالع الحلقات الماضية،الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

الخامسة

السادسة

السابعة

الثامنة

التاسعة

الكرة الذهبية

بين كرة 2008 الذهبية وكرة 2013 كانت هناك سنوات كثيرة من الكفاح والأهداف شملت 403 هدفا على صعيد الأندية والمنتخبات من ضمنها 69 فقط في 2013.

كان الخصمان الرئيسيان لكريستيانو في سباق الكرة الذهبية هما الفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الذي فاز تقريبا بكل شيء وليونيل ميسي الذي فاز بالليجا وكان هدافا لها وصاحب جائزة الحذاء الذهبي.

مقارنة بخصميه فإن كريستيانو لم يكن توج بأي لقب مع ريال مدريد ودفع ثمنا كبيرا في نهاية حقبة جوزيه مورينيو، ولكنه فعل أشياء استثنائية خلال 2013 ، ففي أخر أربعة شهور بالعام تلك الأولى من موسم 2013- 2014 تمكن من فعل الكثير من الأمور التي قلبت التوقعات.

ربما يكون كل شيء بدأ في سبتمبر 2013 حينما وقع على عقد جديد مع ريال مدريد الذي رفع راتبه لـ22 مليون يورو في الموسم. كانت عملية تمديد التعاقد معقدة وتسببت في الكثير من الأقاويل، عروض خيالية من أندية أخرى واهتمام كبير من مانشستر يونايتد.

كان هذا التمديد بالنسبة لكريستيانو بمثابة وضع الأمور في نصابها، اعترافا بقيمته ومساهماته في الفريق. كان يرى في هذا العقد الجديد اعترافا بأنه الأفضل. أيا كان الأمر فإن كريستيانو بدأ في الطيران حرفيا بمسألة تسجيل الأهداف منذ سبتمبر.

بدأ كريستيانو ينسى ما حدث في الموسم الأخير من حقبة مورينيو. تلك الخلافات والشروخ والعلاقة الشائكة. بدأ يشعر بتقدير من الفريق. زالت أغلب الحساسيات الموجودة بينه وبين إيكر كاسياس وأصبح بالفعل مرجعية الفريق تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.

العسكري

لا يدرك أحد حتى الآن لماذا أقدم بلاتر في 25 أكتوبر على فعل ما فعله خلا مؤتمر في (أوكسفورد يونيون سوسايتي) حينما تحدث عن رونالدو وميسي قائلا:"ميسي فتى طيب. أي أب أو أم سيحب أن يتواجد في منزله. إنه رجل طيب وسريع ويلعب جيدا للغاية كما لو كان يرقص، أما الأخر (كريستيانو رونالدو) فإنه مثل القائد العسكري في ساحة المعركة".

ليت الأمر اقتصر على القول فقط بل أن بلاتر نهض من مقعده وحاكى المشية العسكرية وضحك الجمهور. لم يتوقف السويسري عند هذا بل أضاف "أحدهما ينفق عند مصفف شعره أكثر من الأخر ولكن لا يمكنني قول من هو الأفضل".

استقبل كريستيانو الأمر بغضب ونشر بيانا على صفحته الرسمية بشبكة (فيسبوك) الاجتماعية معتبرا الأمر كإهانة له ولبلاده بصفته قائد المنتخب، ولكن الرد لم يقتصر على هذا بل كان في الملعب أيضا بتسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك" أمام إشبيلية مع الاحتفال بالهدف الأول بأداء التحية العسكرية، الأمر الذي راق كثيرا للأشخاص الذين لم تعجبهم تصريحات بلاتر.

يواصل كريستيانو مسيرته التي لا توقف، فمنذ الأول من سبتمبر وحتى 19 نوفمبر سجل 34 هدفا شملت خمس "ثلاثيات" في كل المسابقات. لماذا تاريخ 19 نوفمبر؟ لأنه اليوم الذي شهد واحدا من أبرز أفعاله البطولية مع منتخب بلاده. كريستيانو ريال مدريد انتقل لكريستيانو البرتغال!

إنه موعد إياب ملحق التأهل للمونديال على أرض السويد. كان كريستيانو سجل هدف الفوز في لشبونة ولكنه في العودة سجل ثلاثة أهداف هاتريك في مباراة لن ينساها البرتغاليون ليقود المنتخب للتأهل لمونديال البرازيل وينتصر في نزاله مع زلاتان ابراهيموفيتش.

ليس هذا فحسب بل أن هذه الثلاثية جعلته يعادل باوليتا الهداف التاريخي للبرتغال ليصبح بطل بلاده الأوحد والجديد. ارتفعت أسهم رونالدو كثيرا في الفوز بجائزة الكرة الذهبية، خاصة وأن (فيفا) قرر موعد التصويت على الجائزة حتى 29 نوفمبر حتى جاء اليوم الذي أصبحت الكرة الذهبية فيه بين يديه مجددا.

كانت هذه الجائزة بمثابة دواء حقيقي لكل ما حدث في موسم 2012-2013، دوامة التمديد والبحث عن التقدير والخروج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام بروسيا دورتموند وخسارة نهائي كأس الملك أمام أتليتكو مدريد بل والتعرض للطرد في نفس المباراة بعد الاعتداء على جابي وفوز برشلونة بالليجا مجددا تحت قيادة تيتو فيلانوفا.

بعد أشهر قليلة من تتويجه بالكرة الذهبية، غاب رونالدو عن نهائي كأس ملك إسبانيا ليشاهد زميله جاريث بيل يشق دفاع البلوجرانا مسجلا هدف الفوز.

لكنه أبدع وتألق في دوري أبطال أوروبا محققا رقم قياسي بتسجيله لـ17 هدفا في الموسم، رقم لم يصل إليه أي لاعب من قبل.

الهدف الـ17 جاء في الوقت الإضافي من المباراة النهائية أمام الروخيبلانكوس، رونالدة يعتلي عرش أوروبا من جديد، هذه المرة مع نادي القرن، ريال مدريد.

لقد حقق الملكي العاشرة أخيرا.

التعليقات