طموح بلا حدود (9) – رونالدو في قلب كامب نو: كالما كالما!

الجمعة، 28 أبريل 2017 - 12:50

كتب : محمد الفولي

رونالدو

تمكن كريستيانو رونالدو أخيرا في موسم 2011-2012 من الفوز بالليجا والبداية ستكون مع أهم أهدافه منذ وصوله لريال مدريد حتى ذلك الحين. ذلك الهدف الذي حسم بشكل كبير الدوري لصالح الفريق الأبيض.

كريستيانو رونالدو

النادي : النصر

أهلا بكم في الحلقة التاسعة من كتاب "طموح بلا حدود" للكاتب الإيطالي لوكا كاليولي والذي يتناول فيه قصة حياة النجم العالمي كريستيانو رونالدو.

لنستعرض معا قصة تتويج رونالدو الأول بالليجا، وقيادته للبرتغال في يورو 2012.

طالع الحلقات الماضية،الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

الخامسة

السادسة

السابعة

الثامنة

كالما كالما

إنه 21 أبريل 2012 ونحن في ملعب كامب نو ولأول مرة يصل ريال مدريد للمنعطف الأخير من الموسم منذ موسم 2008-2009 وهو في الصدارة على حساب برشلونة بفارق أربع نقاط. تحديدا كان لدى الملكي 85 نقطة والفوز كان سيعني حسم الصراع بصورة كبيرة لصالحه.

كانت المباراة أيضا بمثابة الطلقة الأخيرة المتبقية في خزانة برشلونة بيب جوارديولا لإيقاف مسيرة ريال مدريد مع جوزيه مورينيو نحو خطف اللقب. لم تكن الأمور ندية بهذه الصورة من قبل فهو الكلاسيكو رقم 184 بين الفريقين، 86 فوزا لريال مدريد ومثلهم لبرشلونة و12 تعادلا. تقول صحيفة (سبورت) الكتالونية قبلها:"الليجا لا تتعلق بفريقين بل لاعبين".

تحمل المباراة أهمية خاصة بالنسبة لكريستيانو، فبخلاف نهائي كأس الملك الموسم السابق، لم يتمكن رونالدو من الفوز على ميسي في أي مباراة سواء بقميص مانشستر يونايتد أو ريال مدريد، بل إن كلاسيكو الدور الأول في مدريد انتهى بخسارة ريال مدريد بثلاثة أهداف لواحد على الرغم من تقدمه في الثانية 22 عبر كريم بنزيمة.

تتغير القصة تماما في 21 أبريل 2012 حيث أن رونالدو لم يسجل فقط بل كان هدفه هو الذي أنهى المباراة لصالح ريال مدريد 2-1 على ملعب كامب نو. جاء هدفه (ق72) بعد وقت قليل من تسجيل أليكسيس سانشيز لهدف التعادل. هدف يساوي لقب الدوري تقريبا وجاء بعد تلقي ميسوت أوزيل الكرة من أنخيل دي ماريا قبل منتصف الملعب ليمررها في العمق لكريستيانو الذي يهرب من خافيير ماسكيرانو يواجه فيكتور فالديس ويراوغه ويسجل.

هدف رائع دشن احتفال كريستيانو الشهير كلما سجل في كامب نو حينما يهز يده ويقول "كالما كالما" أو "فلتهدأوا فلتهدأوا". ليس هذا فحسب بل إنه جاء في مباراة لم يظهر فيها ميسي بالصورة المأمولة بالمرة.

العقدة البافارية

بعدها بثلاثة أيام كان يجب على كريستيانو مواجهة تحد جديد، إياب نصف نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ. العقبة قبل الأخيرة التي كان يأمل ريال مدريد في تخطيها لمواجهة تشيلسي في النهائي بعدما تمكن الأخير من إقصاء برشلونة.

كان ريال مدريد قد خسر في مباراة الذهاب في أليانز أرينا بهدفين لواحد في الدقيقة الأخيرة ولكن الجميع كان يتمسك بالأمل في الإياب، وزاد هذا الأمل عقب الفوز على برشلونة في كامب نو.

كان الإعلام المدريدي متفائلا بصورة كبيرة بل واستغل إهدار ميسي لركلة جزاء في مواجهة تشيلسي لتحفيز رونالدو، حيث نشرت صحيفة ماركا على سبيل المثال صفحة كاملة عليها صورة كريستيانو وتحتها عبارة "أنت لن تفشل".

كان العنوان صائبا وخاطئا في نفس الوقت. افتتح كريستيانو التسجيل من ركلة جزاء وأضاف الهدف الثاني ولكن بعدها قرر مورينيو اللعب بالتزام دفاعي والاعتماد على المرتدات ليحدث ما يحمد عقباه وهو تسجيل النادي البافاري لهدف ذهب بالمباراة لوقت إضافي وركلات الترجيح.

لم يفشل كريستيانو في ركلة الجزاء ولم يفشل في التسجيل لهذا كانت (ماركا) محقة ولكنه أهدر في ركلات الترجيح لتصبح الصحيفة المدريدية مخطئة. لم يكن رونالدو وحده من أهدر بل أيضا كاكا وسيرخيو راموس. كان الوحيد الذي سجل هو شابي ألونسو. ودع رونالدو مجددا دوري الأبطال من نصف النهائي، ولكنه على الأقل توج بالليجا وسجل 46 هدفا فيها و10 في دوري الأبطال وثلاثة في كأس الملك وهدف في كأس السوبر الإسباني.

يورو 2012

كان يجب على كريستيانو طي صفحتي النجاح والفشل والاستعداد لتحد جديد، يورو 2012 ولكن رونالدو في أول مباراتين لم يكن الذي يعرفه الجميع حيث أنه لم يصنع في الخسارة من ألمانيا بهدف نظيف أي فرصة تقريبا بل وحتى لم يقم بانطلاقاته الشهيرة، أما في الثانية أمام الدنمارك فإنه أهدر كما لا يصدق من الفرص. كان يسدد كأحد اللاعبين الهواة، لكن لحسن الحظ يتمكن سيلفستري فاريلا من التسجيل (87) لتنتهي المباراة لصالح البرتغال 3-2.

الأمور لم تكن تسير بصورة جيدة مع رونالدو في اليورو، 13 تسديدة خلال البطولة دون هز الشباك ولو لمرة واحدة فيما أن مراوغاته لم تكن مجدية. تظهر انتقادات كثيرة ضده في البرتغال، ليس فقط بسبب مستواه بل تصريحاته وتصرفاته في الملعب. قالت بعض الصحف إنه يفكر في نفسه فقط وفي الكرة الذهبية.

شمل هذا الأمر تلك التصريحات التي قال فيها أنطونيو سيمويس الإداري السابق بالاتحاد البرتغالي لجريدة (دياريو دي نوتيسياس):"ليس ناضجا بالصورة الكافية ليصبح قائدا للفريق. ما حدث يتحمل مسؤوليته لويس سكولاري. الآن لا يقدر أحد على التحكم في غروره. هذا الأمر يضر المجموعة وكريستيانو نفسه".

هذا لم يكن رأي لاعبي الفريق أنفسهم حيث قال فاريلا:"لا توجد مشكلة. كريستيانو هو قائدنا وهو يقف بجانب الفريق بأكمله ويضحي من أجل البرتغال"، فيما يضيف بيبي "من الممكن أن يهدر أفضل اللاعبين فرصا".

تغيرت كل الأمور في 17 يونيو حينما واجهت البرتغال هولندا. إنها المباراة الحاسمة من أجل التأهل ويتمكن كريستيانو من تسجيل هدفين والصعود بفريقه، ثم تمكن من قيادة الفريق لإقصاء التشيك بالهدف الذي سجله في مرمى بيتر تشيك برأسية رائعة.

في اليوم التالي قالت الصحافة البرتغالية والدولية شعرا في كريستيانو. "الأفضل في العالم" كان هذا عنوان جريدة (ريكورد) فيما أن صحيفة (آبولا) اختارت عنوان "لا يمكن إيقافه"، فيما قالت( أوجوجو) "أصبح يساوي ذهبا بالفعل"، بينما وصفت لا جازيتا ديلو سبورت الإيطالية بأن ما فعله كريستيانو يمثل "تفوقا على ميسي"، بينما وصفته (جارديان) الإنجليزية بأنه "من ذهب".

كان كريستيانو والبرتغال في نصف النهائي على موعد مع مواجهة إسبانيا. كانت مباراة من نوع خاص لأنها ستجعل كريستيانو يواجه عددا لا بأس به من زملاء فريقه في ريال مدريد وخصومه في برشلونة، هذا بجانب حساسيتها بالنسبة للمنتخبين.

هل ساهمت كل هذه الأمور في توتره وظهوره بمستوى سيء؟ أم أنها خطة ديل بوسكى؟ كانت الأمور خليطا بين هذا وذاك، فخلال المباراة لم يتمكن كريستيانو من تسديد أي كرة على المرمى. سدد رونالدو سبع مرات، خمسة بعيدا عن المرمى واثنتين في الدفاع الإسباني.

امتدت المباراة لوقت إضافي عقب انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل السلبي ولاحقا تم الاحتكام لركلات الترجيح. طلب كريستيانو تسديد الركلة الأخيرة ولكنه لم يصل لها أبدا لأن إسبانيا كانت حسمت التأهل للدور النهائي قبل أن يأتي دوره في التسديد.

يتبع

التعليقات