طه بصري - الخلوق الذي لم يفز بالدوري مدربا.. حدد مسار اللقب مرتين

الأحد، 02 أبريل 2017 - 14:39

كتب : أحمد العريان

طه بصري نجم الزمالك السابق

لم يفز بلقب الدوري مدربا، لكنه حدد مساره مرتين.. طه بصري لا يفرق إن كان منافسه فريقه السابق أو خصمه، فالجميع سواء طالما أؤتمن على تدريب فريق.

تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة طه بصري، نجم الزمالك السابق والمدرب التاريخي لنادي إنبي، الذي حقق معهم اللقب الأول تاريخيا بالفوز بكأس مصر عام 2005 على حساب الاتحاد السكندري.

"بطولة الدوري تبدأ منذ الجولة الأولى، وأمام كل فريق 90 نقطة، من يجمع العدد الأكبر من النقاط يظفر باللقب، فبطولة الدوري لا تحددها نتيجة مباراة واحدة". هكذا تحدث طه بصري مدرب النادي المصري عام 2011 قبيل مباراة فريقه أمام الزمالك معلنا أنه لن يتهاون أمام فريقه القديم.

كان الزمالك وقتها في منافسة شرسة ومعتادة مع الأهلي على لقب الدوري، الفريق الأبيض تراجع للوصافة بعد أن تصدر الجدول في أغلب فترات المسابقة، والفارق نقطتين فقط عن الأهلي المتصدر قبل 5 جولات من النهاية.

الأهلي في المركز الأول برصيد 52 نقطة، وفي المركز الثاني يتواجد الزمالك برصيد 50 نقطة، والخبراء يرون أن تلك الجولة الـ 26 ستكون فاصلة في مشوار التتويج، خاصة أن الزمالك سيحل ضيفا على المصري في بورسعيد، فيما سيستضيف الأهلي نادي الإسماعيلي بالقاهرة.

طه بصري الذي أهدى الزمالك لقبا تاريخيا، أطلق عليه فيما بعد "دوري سيد عبد النعيم" لن يكون لطيفا مع فريقه هذه المرة.

يقول طه بصري: "من يجمع الرصيد الأكبر من النقاط يفوز باللقب، ليس نتيجة مباراة بعينها أو ما شابه، لذلك نحن أيضا نطمح للفوز من أجل المنافسة على التواجد في المربع الذهبي".

المصري وقتها لم يكن خارج المنافسة أيضا أو يلعب بدون طموح، فالتواجد في المربع الذهبي والمشاركة الإفريقية لم تكن بعيدة عن كتيبة المصري التي تولى طه بصري قيادتها في أخر 11 أسبوع من المسابقة.

وهكذا بدأت المباراة.. المصري يضغط وسط حماس جماهيري ضخم، والزمالك يحاول بقيادة حسام حسن الدفاع عن حلم إعادة لقب الدوري بعد سنوات من الغياب.

المصري يسجل مبكرا من رأسية إلياسو إيزاك في الدقيقة الخامسة، وتزداد الضغوطات على كاهل لاعبي الأبيض.

وبنفس الطريقة مع بداية الشوط الثاني، يعود المصري ويسجل مرة أخرى، وبنفس الطريقة برأسية إلياسو.

في المقابل فاز الأهلي على الإسماعيلي بهدفين مقابل هدف، ليوسع الفارق مع الزمالك إلى خمس نقاط.

تلك المباراة كانت فاصلة في مشوار الدوري، وحولت مسار اللقب من الزمالك إلى الأهلي، لكن جمهور الأبيض لم يحزن من نجمه السابق الذي أخلص في عمله، والسبب هو أنه نفسه أهدى لقبا للزمالك من قبل بنفس الطريقة.

تعود القصة لعام 2003 حيث قصة الدوري الأشهر في تاريخ الكرة المصرية.

وصلنا للجولة الأخيرة من عمر الدوري، والأهلي يتصدر بـ 66 نقطة، ومن خلفه الزمالك بـ 64.

الزمالك يلتقي الإسماعيلي في القاهرة، أما الأهلي فيواجه إنبي الصاعد حديثا للدروي هذا الموسم على استاد المقاولون العرب.

ألاف من جمهور الأهلي اتجهوا للمقاولون العرب كي يحتفلون باللقب، فيما لم تجد مباراة الزمالك والإسماعيلي متابعة، إلا من بضعة مئات من مشجعين الزمالك الذين لم يفقدوا الأمل في الدوري بعد.

سيد عبد النعيم قال في تصريحات سابقة لـ FilGoal.com: "قبل المباراة اتصل بي طه بصري واستفسر مني عن مشجعين الأهلي والزمالك بين اللاعبين في الفريق".

وأضاف "كان يريد استبعاد مشجعين الأهلي من اللقاء حتى لا يتأثروا نفسيا في المباراة".

عبد النعيم أتبع "كان يريد استبعاد أسامة حسن بما أنه من ناشئي الأهلي، لكني طلبت منه عدم فعل ذلك وقلت له أن أسامة لاعب راجل ويريد الانتقام من الأهلي الذي استغنى عنه وقت إصابته في مرحلة الناشئين".

وأتم "كان كل هدفنا هو تحقيق المركز الرابع الذي سيعد إنجازا لنا في أولى مشاركاتنا ببطولة الدوري، وفي الوقت نفسه سيؤهلنا للمشاركة في البطولة العربية".

نعود قليلا لمباراة الذهاب في هذا الموسم بين الأهلي وإنبي.. الفريق الأحمر فاز بهدفين مقابل هدف، وبينهم هدف لمحمد جودة من ركلة جزاء لاقت اعتراضا من الجهاز الفني لإنبي.

طه بصري الذي عرف بأخلاق خرج عن شعوره في تلك المباراة، اعترض بشدة على الحكم الرابع والسبب أنه رفع تغييرا بالخطأ يشير بخروج محمد ثابت صاروخ ونزول سيد عبد النعيم، رغم أنه طلب خروج أسامة حسن وليسن ثابت صاروخ في الدقائق الأخيرة من اللقاء وقت تأخر إنبي بهدفين مقابل هدف.

في مباراة الإياب كان لسيد عبد النعيم تواجد أكبر، فمن لم يستطع تسجيل الهدف في مباراة الذهاب، نجح بذلك في مباراة الإياب وسجل هدفا تاريخيا أهدى به اللقب للزمالك بدلا من الأهلي، بعدما فاز الفريق الأبيض على الإسماعيلي بهدف حسام عبد المنعم.

فاز طه بصري على الأهلي وحقق المركز الرابع ليتأهل بفريقه إنبي للبطولة العربية، وليذهب اللقب إلى نادي الزمالك عام 2003، وفي 2010 فاز بصري أيضا لكن رفقة المصري وعلى الزمالك، وليهدي الأهلي اللقب رغم أن النادي البورسعيدي لم يكمل مسيرة الانتصارات بعدها وخسر المركز الرابع.

وبين المباراتين اللتين حدد فيهما بصري مسار لقب الدوري، مرة للأهلي وأخرى للزمالك، يبقى أن الرجل الخلوق رسخ مبدأ اللعب بشرف في الكرة المصرية، سواء كان منافسك صديق الأمس، أو كان المنافس الأبدي.

التعليقات