كتب : محمود سليم | الخميس، 26 يناير 2017 - 23:03

كوبر يبدأ مرحلة التطوير"الهجومي".. وخطأ فادح لجرانت

محمد صلاح وعبد الله السعيد

وصلت لحالة دفاعية رائعة اللاعبون باتوا أكثر التزاما وحرصا على تنفيذ ما يطلب منهم على الجانب الدفاعي بشكل ملحوظ، لكني لست بحاجة لتأمينات دفاعية أكبر عند امتلاكي للكرة، لابد من التطور في الخطة الهجومية لفريقي، علينا أن نغير شيئا ما حتى نصل لشكل هجومي أفضل.

بالتأكيد هكذا كان يتحدث كوبر ومعاونيه قبل مواجهة غانا لحجز بطاقة التأهل لدور الثمانية في بطولة أمم أفريقيا بالجابون.

تركيبة وسط عمودية

ولكن ما هو القرار الذي تم اتخاذه لتطوير الأداء الهجومي للفريق؟

المعتاد أن الفريق عند امتلاكه للكرة وبناء اللعب يعتمد على ثبات الرباعي الدفاعي وأمامهم ثنائي الوسط (متجاورين) بشكل عرضي هكذا كما ظهر في مباراة مالي وأوغندا.

ولكن ماحدث أمام غانا كان التحرر، نعم حصل محمد النني وطارق حامد خاصة الأول على الحرية في التقدم لمناطق المنافس عند امتلاك الكرة وبناء اللعب، ما أعطى زيادة عددية في عمق وسط الملعب ليلقى السعيد المساندة بعد أن كان وحيدا يعاني من رقابة لاعبي وسط الخصم (ليتسلم السعيد الكرة في وسط ملعب غانا 32 مرة واحتاج للنزول لاستلامها في وسط ملعب مصر 5 مرات فقط)، فباتت تركيبة وسط الفراعنة عمودية حامد خلف النني أو العكس (في حالتين في نهاية الشوط الثاني قدم حامد الدعم الهجومي واخترق المنطقة في إحداهما).

لاحظ هذه الحالة جيدا ودور النني بها.

وتكرر الأمر في العديد من الحالات حتى نهاية المباراة.

النني وطارق حامد في مواجهة مالي مررا الكرة بينهما 27 تمريرة، أما في مواجهة غانا مررا 6 تمريرات فقط (3 من النني لحامد ومثلهم من حامد للنني).

أمام غانا طارق حامد مرر الكرة للأمام (15) أكثر من تمريراته العرضية (12) أو الخلفية (11).

إيقاف مصدر خطورة غانا

لم يكن أحمد فتحي فقط المكلف برقابة كريستيان أتسو جناح المنتخب الغاني وأحد أخطر لاعبيه، بل كان كوبر يحضر له خطتين، عند التحرك والدخول لعمق الملعب يدخل معه فتحي ويراقبه كظله.

في تلك الحالة يصبح تريزيجيه ظهيرا أيسر بديلا لفتحي.

أما عند استلام أتسو للكرة على الخط فكانت ثنائية دائمة من فتحي وتريزيجيه في انتظاره تغلق عليه مصادر التنفس.

لاحظ تقارب الثنائي في تشكيل الفريق

التنظيم الدفاعي والتزام صلاح

وضحت التعليمات الدفاعية المعتادة من الجهاز الفني على أداء اللاعب محمد صلاح تحديدا والذي ارتد للدفاع بشكل منضبط، ما أعطى الفريق تماسكا وترابطا قويا عند الارتداد الدفاعي وبات هيكله 4-4-1-1.

خطأ جرانت

في تحليل ما قبل المباراة ذكرنا أخطر ما يمتاز به منتخب غانا في جملة مكررة أهم أفرادها هو جوردان أيو والتي تصنعها تحركات اللاعب في وبين الخطوط، ولكن جرانت أجلس أيو على مقاعد البدلاء ليفسد الشكل الهجومي لفريقه في ظل رقابة أتسو مصدر الخطورة الآخر.

ومع نزول جوردان بديلا لجيان المصاب كانت أخطر فرص الفريق عن طريق تحركات أيو الرائعة بين قلبي الدفاع ولكن تدخل علي جبر أنقذ هدف محقق.

وهنا تحرك في المساحة بين قلب الدفاع والظهير الأيسر بنفس الأسلوب الذي يمتاز به اللاعب، ولكن استلامه للكرة لم يكن منضبطا.

أخيرا تقدّم أحمد المحمدي شكل خطورة كبيرة للفريق ولكن لم تكن تظهر خلفه التغطية الدفاعية بشكل جيد في ظل تقدم النني الدائم كما أوضحنا وثبات حامد في العمق، ما أدى لوصول المنتخب الغاني بفرصة انفراد في الشوط الأول لولا استلام الكرة السئ من أندري أيو في المساحة خلف المحمدي المتقدم، وهو ما أدى بعدها مباشرة لظهور كوبر وهو يعطي تعليمات للاعب بالثبات خاصة وأن الفريق متقدم بهدف.

يتبقى لفكرة كوبر لتطوير الشكل الهجومي لفريقه حرية أكبر لأحد الجناحين بالتحرك لعمق الملعب قليلا بجوار السعيد والنني "المتقدم" لتوفير حلول أكبر للتمرير أثناء بناء اللعب.

التعليقات