استعد .. أنت على وشك أن تكره جوزيه مورينيو

الخميس، 26 يناير 2017 - 13:38

كتب : حسين لطفي

جوزيه مورينيو

نشاطٌ دبّ منذ الساعات الأولى لصباح يوم الثاني من يوليو لعام 2004 في تلك الغرفة الصغيرة في كوبهام ، فور اتجاه أنظار محبي الكرة صوب مقاطعة فولام لمتابعة مراسم استقبال خليفة كلاوديو رانييري.

دقائق قليلة ويبدأ تنصيب ذاك الرجل البرتغالي على عرشه الجديد بعد أن غزا أوروبا وحمل أغلى كؤوسها منذ ما يقل عن شهرين.

بمناسبة عيد ميلاده الـ54، يعيد FilGoal.com نشر حلقة كواليس المدربين عن الرجل الاستثنائي، جوزيه مورينيو.

ترقّب الصحفيين أجبرهم على الصمت لكن همساتهم كانت أشد من أن تخطئها الآذان .. "أسايره الحظ في رحلته مع بورتو ؟ هل يستطيع مقارعة كبار الدوري الإنجليزي؟ ماذا سيحقق في وجود فينجر وفيرجسون؟"

فُتح الباب فاشرأبت الأعناق وكأنها تتسابق لكي ترى رجل اللحظة ، وميض الكاميرات لم يتوقف عن إضاءته منذ البداية ، ها هو السيد جوزيه مورينيو يُدلي بتصريحاته الأولى .. "أنا بطل أوروبا .. أنا الرجل الاستثنائي!"

"كواليس المدربين" سلسلة جديدة يقدمها FilGoal.com تسلط الضوء على بعض المواقف خلف الكواليس لدي المدربين منذ بداية مسيرتهم التدريبية.

كواليس المدربين (1) – بيب .. حلم الـ11 لمسة في المكسيك والثقب الأسود

ماذا يفعل عند الفوز والهزيمة ؟

مورينيو رجل يؤمن بالقيم العائلية إلى أبعد حد ، لا ينفكّ في أي حديث أو حوار من ذكر مدى امتنانه لوجود عائلة محبة ومترابطة كعائلته.

يمكنك أن تراه سليط اللسان متحجر القلب ، لكن هذا لن يغير من حقيقة أن أول شخص يقوم المدرب بالاتصال به عقب فوزه في أية مباراة هي زوجته ماتليدا.

[image:2]

يقول مورينيو في مقدمة كتابه Mourinho الذي صدر عام 2015 :"أستطيع أن أكون شخص عاطفي ، أبكي عند الفوز ، وابتسم مع الهزائم".

"حينما أنتصر أفكر في إحساس عائلتي بالسعادة ، أستمتع بشعور اللاعبين بالفخر والجماهير بالنشوة".

"وفي الهزيمة أبتسم لأنني أدرك أن الخسارة تعني بداية فترة جديدة من الانتصارات".

"سير بوبي روبسون كان يقول دائما –وأنا أخالفه في الرأي- عندما تخسر مباراة لا تحزن ، تذكر أن من في غرفة الملابس الأخرى سعداء ، الخسارة ليست نهاية العالم".

"لقد تعلمت أن أحترم من يستحق الفوز ، في يوم ما ألحق كريستال بالاس خسارة قاسية بنا (تشيلسي) في ملعبهم ، كنت أريد أن أقتل اللاعبين ، لكنهم (بالاس) كانوا رائعين ، لقد احتاجوا تلك النقاط من أجل البقاء وقاتلوا من أجل ذلك".

"في خضم حزني على الخسارة ، كنت ناضجا بما فيه الكفاية لأهنأهم فردا فردا على أدائهم الرائع".

عن هستيريا أولد ترافورد

هل تتذكر احتفال مورينيو المجنون أمام أليكس فيرجسون بعد هدف كوستينيا القاتل في شباك مانشستر ؟

هدفٌ في الدقيقة 90 أعلن عن تأهل البرتغاليين إلى ثمن نهائي دوري الأبطال على حساب زعيم إنجلترا ، وأفسح لهم الطريق للتتويج باللقب في نهاية المطاف ، فكيف سيكون إحساسك إذا كنت مدرب بورتو وحانت تلك اللحظة ؟

هذا ما قاله مورينيو إلى الكاتب هاري هاريس ونُشر في كتاب 'The Red One':"لحظة لا تنسى ، الشيء الجيد بالنسبة لي أنني كررتها مرة أخرى أمام باريس سان جيرمان ، وأتمنى أن احتفل بنفس الطريقة في العام المقبل والذي يليه".

"لم تكن مجرد لحظة انفعال من مدربٍ شاب ، ولم يكن احتفالا بلحظةٍ قد تغيّر مسيرتي المهنية إلى الأبد".

"كنت قد توصلت إلى اتفاق جاد مع تشيلسي قبل تلك المباراة على ما أذكر ، لذا أعتقد أن طريقة الاحتفال هذه هي جزءٌ منّي".

"في بعض الأحيان لا أستطيع السيطرة على مشاعري وسعادتي!".

والآن .. اهدأ قليلا والتقط أنفاسك ، أعلم أن ما ستقرأه سيغير ما في قلبك من حب وما في عقلك من إعجاب بمورينيو وشخصيته، اعذرني لن أتحمّل مسئولية هذه الصدمة وحدي ، فكل ما ستقرأه هو أجزاء من كتاب "الجانب المظلم لجوزيه مورينيو" للكاتب دييجو توريس والتي نشرتها جريدة "التايمز".

"أنتم مجموعة من أبناء العاهرات"!

تسريب ما يقوله مورينيو خلف الأبواب المغلقة لغرف خلع ملابس ريال مدريد كان أكثر ما يؤرقه بين عامي 2011-2012 ، لدرجة جعلته يبحث عن بعض الميكروفونات المخبأة في غرف فندق شيراتون ميراسيرا الذي يقيم به بمدريد ، لكن محاولاته باءت بالفشل.

مورينيو خصص فريقا كاملا للتحرّي حول مصدر تلك المعلومات ، لقد أخبرهم بأن يجمعوا كل ما تتم كتابته في الصحافة عنه وعن لاعبيه ، وبعد مدة قصيرة أدرك أن هناك خائن بينهم.

في الخامسة مساء من يوم 16 إبريل 2011 ، وقبل انطلاق الكلاسيكو بفترة قصيرة ، أعلنت صحيفة الماركا على نسختها الإلكترونية عن تشكيل فريق العاصمة للقاء ، مُبرزة بأن دور بيبي في وسط الملعب سيكون هو السلاح الذي يفاجئ به مورينيو برشلونة.

مورينيو أسرع إلى غرفة خلع الملابس بعد تعادلٍ لن يفيد حظوظ فريقه كثيرا في الظفر بلقب الدوري ، وما إن دخل اللاعبون واحدا تلو الآخر حتى انفجر فيهم المدرب :"لقد طلبت منكم ألا تتحدثوا مع أي شخص عن تشكيل الفريق لكنكم قمتم بخيانتي".

"صديقي الوحيد في هذه الغرفة هو جرانيرو ، ولا أعلم هل يمكنني الثقة به أم لا بعد الآن ، أنتم جميعا خذلتموني ، لم أعمل مع لاعبين أكثر غدرا منكم ، ما أنتم إلا مجموعة من أبناء العاهرات!".

لم ينتظر كاسياس أن تهدأ ثورة مدربه بل تظاهر بعدم حدوث أي شيء متجها إلى دورات المياه ، وحينها قال المدرب تصريحه الشهير :"لو كنت في فييتنام ورأيت زميلي يضحك لأخذت بندقيتي وقتلته ، عليكم أن تبحثوا عمّن سرّب التشكيل بينكم".

السياسة ونهائي كأس الملك

خلال تلك الفترة القصيرة بين كلاسيكو إياب الدوري ونهائي الكأس ، اعتمد مورينيو في أحاديثه على الأمور السياسية ، حيث كان يتحدث دائما إلى لاعبيه عن القومية والانقسام بينهم وبين الكتالونيين ، مُخبرا إياهم بأن خلال فترة معيشته في برشلونة أدرك جيدا ما ترتكز عليه ثقافتهم ، وأن بويول ، بوسكيتس ، تشافي وبيكيه نشأوا على الابتعاد بأنفسهم عن الإسبان مثل كاسياس ، راموس وأربيلوا.

[image:3]

المدرب أصرّ على أن لاعبيه أخطأوا حينما اعتقدوا ان هناك علاقة صداقة بينهم وبين لاعبي البرسا خلال السنوات التي قضوها معا في المنتخب الإسباني ، لأنهم استغلوا هذه العلاقة في التشهير بهم في الصحافة والإعلام ، كما حذّرهم من القيام بأي لفتة ودية لهم لأن من يقوم بذلك سيُعامل معاملة الخونة.

ويبدو أن خطابات مورينيو الحماسية أتت ثمارها ، فرأسية رونالدو في شباك بينتو أسدلت الستار عن أول ألقاب المدرب البرتغالي مع اللوس بلانكوس مساء يوم 20 إبريل 2011.

'The Blame Game'

"لو سجلنا أي هدف قبل برشلونة ، وجعلنا نصف النهائي مثيرا قليلا .. سيقتلوننا" ، كانت هذه كلمات مورينيو عقب انتهاء ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بخسارة فريقه بهدفين مقابل لا شيء أمام برشلونة على أعشاب البرنابيو.

المباراة شهدت جدلا تحكيميا واسعا ، حيث أرسلت صافرة الحكم الألماني وولفجانج ستارك المدرب البرتغالي إلى المدرجات ومواطنه بيبي إلى غرف خلع الملابس بعد طردهما سويا عقب تدخل الأخير العنيف على داني ألفيش واحتجاج الأول على قرار الحكم.

قبل مباراة الإياب بيومين استدعى مورينيو لاعبيه إلى إحدى غرف الفالديبيباس (مركز تدريب ريال مدريد) ، وبعد أن أمر الجهاز الطبي ، المدلكين وعمال الغرفة بالخروج ، لم يتبقَ سواه مع مساعديه ، اللاعبين وزين الدين زيدان.

"سنلعب يوم الثلاثاء مباراة هادئة ، يجب عليكم أن تدافعوا بكل ما أوتيتم من قوة حتى تنتهي المباراة بالتعادل السلبي ، إذا انتهت 0-0 ، يمكننا القول بعدها أن الحكم هو من تلاعب بنتيجة مباراة الذهاب".

"في كامب نو سيكون لدينا 3 خيارات ، اثنان منهم مستحيلان ، الوحيد الذي يمكننا تحقيقه هو ان نجعل المباراة تنتهي بنتيجة متقاربة ، أما الآخرين فإما أن يحطموننا وهذا يجب اجتنابه تماما ، وإما أن نفوز ونذهب للنهائي ، بالطبع سيكون أمرا مذهلا ، لكن الأولوية عندي انتهاء المباراة بنتائج متقاربة".

"2-1، 1-1، تعادل سلبي.. سيكون هذا كافيا لإلقاء اللوم على الحكام ولكي نثبت بأننا سُرقنا في البرنابيو".

ردود أفعال اللاعبين على خطاب مدربهم كانت متباينة ، بيبي ، دي ماريا ، ألونسو وجرانيرو بدوا مقتنعين ، أديبايور ، كارفاليو ، لاسانا ديارا وخضيرة ظهرت عليهم علامات الشك وعدم الاهتمام.

وأخيرا كان هناك مجموعة من الغاضبين ، كاسياس ، راموس ، أربيلوا ، هيجوايين وبالطبع رونالدو ، لقد اعتقدوا أن مورينيو أراد إلصاق التهمة بالحكم لمجرد تفسير 15 دقيقة من الجنون الذي حدث في المؤتمر الصحفي عقب مباراة الذهاب.

اعترف كاسياس لصديق في النادي أن كلمات مورينيو تلك جعلته يشعر بالخجل أكثر من أي وقتٍ مضى ، وتذكر مدربه الأسبق بيرند شوستر الذي أقيل من منصبه في شتاء 2008 لأنه صرّح علانية بأنه من المستحيل الفوز في كامب نو عشيّة الكلاسيكو.

القائد استغل غياب المدرب عن حافلة الفريق المتجهة إلى كامب نو -بسبب عقوبة الاتحاد الأوروبي بحرمانه من التواجد مع فريقه بعد ما بدر منه عقب مباراة الذهاب- ليحفز زملائه قليلا أملا في حفظ ماء الوجه ليس إلا.

عمال النادي الذين تواجدوا في الحافلة أقرّوا بأن الحارس دعا زملائه إلى مؤخرة الحافلة وقال لهم: "مورينيو يستطيع أن يقول ما يريد إلى الصحافة لكن على أرض الملعب لا ينبغي علينا أن نستسلم".

تشبُّث كاسياس بالمقاومة ، ومباركة الجميع لحديثه لم يسعفا الفريق في الذهاب إلى ويمبلي بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

خيانة فيرجسون

صباح يوم الثامن من مايو لعام 2013 كان الأسوأ على العاملين في شركة جيستيفوت التي يديرها وكيل أعمال جوزيه مورينيو خورخي مينديز.

خبر اختيار السير الكيس فيرجسون لديفيد مويس ليصبح خليفته على دكة بدلاء أولد ترافورد أحدث زلزالا هز أركان الشركة على حد وصف أحد العاملين بها.

مورينيو اتصّل مرارا وتكرارا ومن أجابوه سمعوه ينتحب ويتحدث بسرعة كبيرة بكلامٍ لم يستطيعوا تمييزه.

اعتقد "مو" على حسب كلام مينديز – أكثر وكلاء اللاعبين ارتباطا بأولد ترافورد- أن فيرجسون حليفه وصديقه ، كان يؤمن بأن إنجازاته ستكفل له المنصب بدلا من مويس الذي لم يحقق أي شيء ، على الأقل إذا اتخذ فيرجسون قراره سيتصل به ، لكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل ، وبالرغم من أن مينديز تأكد من خبر مويس من أحد الصحفيين البريطانيين لكنه لم يجرؤ على إخبار جوزيه.

المدرب البرتغالي أجرى اتصالاته بوكيله وأخبره بأن يزيد الضغط على مسئولي مانشستر لكي يلغوا أي اتفاقات مع مويس. لقد كانت محاولات يائسة فكلاهما كان يدرك أن مسئولي يونايتد يعلمون بمشاكله في إسبانيا ولم يلتفتوا له ، كما أن ديفيد جيل –المير التنفيذي لمانشستر حينها- أخبر مينديز في خريف 2012 أن بيب جوارديولا هو خيار فيرجسون الأول.

"مشكلة مورينيو انه حينما تزداد الأمور سوءا ، لا يتبع قواعد النادي بل يفعل ما يحلو له ، وهذا غير مقبول هنا" ، كانت هذه رسالة جيل لـ"جيستيفوت".

أكثر ما أثار الخوف في نفس الداهية البرتغالي إحساسه بأن الرأي العام سيصنع منه أضحوكة ،لقد شعر بأن فيرجسون قد خانه وأن الناس ستتوقف عن أخذه على محمل الجد.

مستشارو المنظمة نصحوه بأن يعلن أنه كان على علم بمفاوضات مانشستر ومويس لأن فيرجسون أخبره بكل شيء منذ البداية ، وبالفعل صرّح أحد الموظفين بالمنظمة لصحيفة "دايلي ريكورد" البريطانية في التاسع من مايو أن فيرجسون عرض على مورينيو أن يكون مدرب مانشستر قبل أربعة أشهر لكن البرتغالي رفض بسبب زوجته التي تفضل العيش في لندن.

كما أجرى المدرب حوارا مع "سكاي" صرّح خلاله بأن فيرجسون أخبره بنواياه منذ البداية لكنه لم يعرض عليه بصفة رسمية بسبب علمه بتفضيله لتشيلسي.

إحباط مورينيو ويأسه أجبراه على العزلة لأسبوعين أو أكثر ، الصحافة في إسبانيا والبرتغال راقبتاه عن بُعد ، لقد تحدّث إلى لاعبيه مرة أو اثنتين بالكاد بالرغم من إقباله على نهائي الكوبا ديل ري أمام جاره العنيد دييجو سيميوني.

الموسم الأسوأ في تاريخه

في 17 مايو 2013 ، أقيم نهائي كأس ملك إسبانيا بين قطبي العاصمة ريال مدريد وأتليتكو على ملعب الأول سانتياجو برنابيو.

تحضيرات اللقاء جعلت اللاعبين مستعدين للأسوأ، نبرة التوتر والاستياء بين مورينيو وفريقه بدأت تحتد ، إذا كان المدرب قد عرّض مستقبل كاسياس –أحد أبرز لاعبي ريال مدريد في تاريخه- للخطر ، فماذا سيفعل مع البقية في ظل شعوره بخيانتهم له كما أخبر بيريز ؟

أحد العاملين في الفالديبيباس قال عن فترة ما قبل النهائي :" اللاعبون لم يكن لديهم رغبة في الفوز ، لأن الخسارة كانت تعني خسارة مورينيو ، ومورينيو لم يكن يبالي حينها، فخسر كلاهما".

في الليلة التي سبقت المباراة شرح مورينيو خطته على شاشة كبيرة في إحدى غرف الفندق ، المدرب اختار مودريتش ، ألونسو وخضيرة لقيادة وسط الملعب ، ما يعني أن أوزيل سيتواجد على الرواق الأيمن ، رونالدو وبنزيمة في المقدمة ، أما عن رباعي الدفاع فهم إيسيان ، ألبيول ، راموس وكوينتراو ، وبالتأكيد دييجو لوبيز في حراسة المرمى.

في الظروف العادية كان مورينيو يشرح خطته للاعبين وكأنه يشتعل من فرط الحماس والقوة ، لكن هذه المرة لم يبدُ كذلك ، كان معزولا في مكتبه لمدة طويلة قبلها ثم ظهر باهتا ، شاحبا وكئيبا.

المدرب كان يشرح الأسلوب الذي سيعتمد عليه في الهجوم على الشاشة. ما كان غريبا بعض الشيء أن اللاعبين لم يتدربوا على هذه الطريقة منذ أكثر من أسبوع لكن مورينيو أخبرهم أنهم ليسوا بحاجة لذلك بعد تطبيقها مرارا وتكرارا في السنوات الماضية.

كعادته .. أسند المدرب المهمة الأصعب لأوزيل ، الألماني يجب عليه أن يغطي رواقه الأيمن حينما تكون الكرة مع الخصم ، وحين يستعيدها الفريق عليه أن يذهب لوسط الملعب لبناء الهجمة مع مودريتش.

الفريق شعر بأن مورينيو يريد أن يسيطر على وسط الملعب وأن يجعل الكرة دائما في الثلث الدفاعي للأتليتي ، فتملّكت علامات الحيرة من ملامحهم حول استبعاد دي ماريا.

لماذا لا يلعب الأرجنتيني كجناح ويعود أوزيل إلى وسط ؟ أما مودريتش فيرجع إلى مكانه الطبيعي في وسط الملعب ، لكن يبدو أن المدرب اعتقد ان لياقة لوكا لن تسعفه في تأمين الدفاع لذلك يجب أن يدعّم وسط الملعب بخضيرة.

توتر ثقيل أطبق على أركان الغرفة ، لم يجرؤ أحد من اللاعبين على ابداء ملاحظات على الخطة ، أطاعوه وحسب ، الاتصال بينهم وبين مورينيو كان في اتجاه واحد وهو ما يندر حدوثه.

رأسية رونالدو وضعت الريال في المقدمة بعد ركنية مودريتش في الدقيقة 14، فالكاو يعبث براؤول ألبيول في هجمة مرتدة مرسلا تمريرته إلى كوستا الذي لم يتوانى عن وضعها في شباك دييجو لوبيز في الدقيقة 35، ورأسية ميراندا بخّرت أحلام رونالدو ورفاقه في حمل كأس الملك في الدقيقة السابعة من الشوط الإضافي الأول.

طُرد مورينيو لاحتجاجه على الحكم في الدقيقة 75 ، ولم يتسلّم ميداليته الفضية من الملك خوان كارلوس ، فحينها كان متجها لغرفة المؤتمر الصحفي لينطق آخر كلماته الرسمية كمدربٍ لريال مدريد.

"إنه الموسم الأسوأ في حياتي!".

التعليقات