كتب : وليد الحسيني | الخميس، 30 يونيو 2016 - 21:31

سقطة مارتن يول الكبرى!

خسر الأهلي ثاني مبارياته في دوري المجموعات لبطولة إفريقيا ويحتاج لمعجزة للبقاء في البطولة حين يواجه متصدر مجموعته الوداد المغربي في اللقاء المقبل. الضغوط تتواصل على فريق يحتاج لإعادة نظر من المدير الفني مارتن يول، ولكن..

مارتن يول فعل شيئا لا يحدث في كرة القدم كثيرا بعد الخسارة أمام أسيك ميموزا الإيفواري بالأسكندرية. "باع " حارس مرماه شريف إكرامي في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء وحمله مسؤولية الخسارة وهو أمر نادرا ما يحدث من المدربين الكبار حتى لو ارتكب إكرامي "الإبن" كل خطايا حراسة المرمى، لأن هذا التصريح سيعطي إنطباعا لبقية اللاعبين بأن المدرب يتخلى عنهم في حال الخسارة.

ما قاله يول عن إكرامي سقطة ما كان يجب أن تخرج من مدرب كبير له إسمه وسمعته. لم يكن مطلوبا منه الدفاع عن حارسه الأول، كما لم يكن مطلوبا منه مهاجمته بتلك الطريقة.

أعرف أن جماهير الأهلي غاضبة من إكرامي، إلا أن غضب الجمهور شيء لا يمكن السيطرة عليه. لكن المدرب يجب أن يسيطر على غضبه، لأن تصريحات المدرب تؤثر بشكل مباشر على فريقه.

التعاقد مع يول صفقة جماهيرية بما حمله من سيرة ذاتية وتدريبه في الدوري الإنجليزي، قدوم مدرب توتنام وأياكس السابق أنهى حالة الغضب التي كانت تنتاب جماهير الأهلي في وجود جوزيه بيسيرو، وعلقت الجماهير الحمراء أمال كبيرة على يول، ولكن..

يول تولى تدريب الأهلي منذ أكثر من 4 شهور وبصماته المتوقعة لم تظهر حتى الآن. لا تشعر بالفارق الفني الكبير للأهلي في وجود مدرب له اسمه، ولاعبين يمتلكون قدرات فنية كبيرة.

علقت جماهير الأهلي توقعات وأمال على يول بما يحمله من خبرة وسمعة ولكن تلك التوقعات تراجعت بدرجة كبيرة مع مرور الوقت، فلم يُظهر يول أمارة حتى الآن.

الأهلي لم يظهر بمستوى فني مقبول من جماهيره ، ليس في لقاء أسيك الأخير فقط بل أن مستوى الفريق متدهور منذ فترة ولم يسع المدير الفني للعلاج. ارتكن الرجل على غياب عناصره الأساسية للإصابة، وهو أمر غير مقبول من الجماهير.

الأهلي خسر 3 مرات في أخر 4 مباريات بدأها بالمصري بثلاثية، وكررها أمام زيسكو، واستعاد درع الدروي بعد الفوز على الإسماعيلي، وعاد ليخسر من جديد على يد أسيك، وتلقى مرماه 9 أهداف وكلها أرقام لابد وان يكون لها دلائل، وللمدير الفني دورا فيها.

تصريح مارتن يول الأخير بشأن إكرامي، قد يفقد ثقة لاعبيه فيه، وعليه أن يعالج الأثار الجانبية لهذا التصريح سريعا قبل أن ينفرط عقد الفريق ويصعب العلاج.

من حق الأهلي أن يبحث عن حارس مرمى، ولكن الأزمة الحقيقة التي تواجه الجهاز الفني وإدارة النادي الأهلي أنه لا يوجد حارس مرمى في مصر على المستوى المطلوب للفريق الأحمر باستثناء حارس الزمالك أحمد الشناوي، وصعب استقدامه لأسباب عديدة.

الحراس التي خرجت أنباء عن تفاوض الأهلي معهم لا يختلفون كثيرا عن مستوى الحراس الموجودين في الأهلي، ولا يوجد حل سوى دعم شريف إكرامي نفسيا.

فاز الأهلي بدرع الدوري للمرة الـ 38، وخسر الزمالك اللقب الذي حصل عليه الموسم الماضي بعد 11 عاما وكان للزماك دورا كبيرا في هذا الفوز.

الزمالك خسر اللقب من المكتب قبل الملعب. فقد ارتكبت إدارة النادي كل الأخطاء والخطايا التي تجعله يفقد لقبه.

فالأخطاء الإدارية أثرت بشكل واضح وكبير على المستوى الفني، في المقابل تدارك الأهلي الأخطاء التي أفقدته البطولة الموسم الماضي.

الأهلي اهتم الموسم الماضي بتطوير النادي لخدمة أعضائه، وأغفل تدعيم الفريق باللاعبين، في ظل مرحلة الإحلال والتجديد بعد اعتزال عدد من نجومه في أخر موسمين، ولم تكن التعاقدات على المستوى المطلوب لأسباب مادية.

في بداية الموسم أبرم الأهلي عددا من الصفقات كلفت خزينة النادي ما يقرب من 47 مليون جنية ثم عاد وتعاقد مع المدير الفني الهولندي مارتن يول وهو الرجل الذي جعل جماهير الأحمر تثق أكثر في الفريق ومجلس الإدارة، وهو ما أعاد الهدوء للنادي بعد فترة من الغضب.

النجاح الحقيقي والكبير لمجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود طاهر ، هذا الموسم أنه أبرم عقدا كبيرا لرعاية الفريق بـ251 مليون جنية لمدة 3 سنوات منحه استقرارا ماديا كبيرا للنادي وفريق كرة القدم وجعله قادر على إبرام صفقاته وتدارك أخطاء العام الأول بعد أن تعاقد مع لاعبين ليسوا على المستوى.

في المقابل، ارتكب نادي الزمالك العديد من الأخطاء لعل أبرزها رحيل المدير الفني البرتغالي جوزفالدو فيريرا الذي فاز مع الفريق ببطولة الدوري الموسم الماضي بعد خلافات في وجهات النظر مع رئيس النادي.

رحيل فيريرا أربك فريق الزمالك فنيا بدرجة كبيرة وأحبط اللاعبين والجماهير خاصة وأنه كان محل ثقتهم.

ودخل النادي الأبيض في سلسلة تغييرات كبيرة في الأجهزة الفنية، فجاء ماركوس باكيتا ورحل بعد ثلاثة أسابيع فقط، وخلفه أحمد حسام "ميدو"، رحل، ثم جاء الاسكتلندي ماكليش، تبعه محمد حلمي، وبينهم جاء محمد صلاح لفترات بسيطة وكلها تغيرات أثرت فنيا على الفريق.

الزمالك فاز في الموسم الماضي بعد تغيرات عديدة في الأجهزة الفنية التي وصلت الى 6 أجهزة ولكن تكرار ذلك كان صعبا بل مستحيلا، فالظروف تغيرت في الأهلي والزمالك.

عامل أخر نقل درع الدوري من ميت عقبة الى الجزيرة تمثل في طريقة تعامل إدارة الناديين مع نتائج الفريق.

الزمالك عندما كان يخسر مباراة تقوم الدنيا ولا تقعد داخل النادي وتشتعل الخلافات ويرحل المدير الفني، على عكس ما يحدث في الأهلي.

الأهلي خسر في مرتين متتاليتين مؤخرا أمام المصري في الدوري ثم عاد وخسر بعد 4 أيام أمام زيسكو الزامبي في بطولة إفريقيا، وبالرغم من ذلك لم نسمع ضجيجا في النادي وكأن شيئا لم يكن، فكان الفوز بالدرع.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات