كتب : معتز سيد | الأحد، 19 يونيو 2016 - 13:08

جريمة مرعبة و3 متهمين في الأهلي

تفقد أعصابك. تشعر بالاضطراب. تقرب يدك من وجهك في محاولة للتضليل على ما تشاهده. تبدأ بالدعاء لتفادي الأضرار المحتملة.

لا نتحدث هنا عن مشهد من فيلم رعب تشاهده في منزلك، بل هذا هو الحال الذي يمر به جماهير الأهلي مع كل هجمة على مرمى الفريق.

نعم. أصبح الأمر أشبه بأسوأ مشاهد أفلام الرعب، وتحدث مع كل هجمة على مرمى الأهلي.

الاحتمال الأقرب في الوقت الحالي مع كل هجمة على مرمى الأهلي أيا كان المنافس، هو ترجمتها بنجاح في شباك الفريق.

أما احتمال تصدي حارس مرمى الأهلي للهجمة يأتي رابعا بعد احتمال فشل المهاجم في استغلالها واحتمال إيقاف الهجمة بداعي التسلل.

فمن المسؤول عن تلك الجريمة المرعبة التي نعيشها في كل مباراة؟

نعم بالطبع يوجد متهم بالجريمة، ويوجد من يساعد في الجريمة، ويوجد من يُبرر لمرتكب الجريمة.

وفي النهاية النادي هو الضحية والجماهير التي تعشق النادي هي الضحية ومجهود من يقاتل ويبذل قصارى جهده من أجل قميص النادي هو الضحية أيضا.

**

ثلاثية في شباك الأهلي كتبت الهزيمة الأولى للفريق في بداية مشوار دوري أبطال إفريقيا أمام زيسكو الزامبي.

نتيجة جاءت بعد ثلاثية أخرى ولكن محلية من المصري البورسعيدي.

اهتزاز شباك النادي الأهلي بـ6 أهداف في 180 دقيقة فقط يُعد كارثة.

نعم كارثة. فقط تخيل ولو قليلا أنك مهاجم في فريق منافس من المنتظر أن يواجه الأهلي.

أنت الآن ستدخل المباراة وتعلم جيدا أن شباك الأهلي اهتزت 6 مرات في مباراتين فقط. فلماذا لا أسجل. "أشمعنى أنا". ضغط زائد على الفريق.

إنها جريمة رعب في حراسة مرمى الأهلي.

**

(1) مبرر الجريمة

ومع أخطاء مباشرة في أهداف وأخطاء كادت تتسبب في أزمات قلبية للمشاهدين، يخرج من يُبرر جريمة الرعب.

لا يكتفي بتبرير الأخطاء بل يرى من الأساس أنها ليست أخطاء !!!! ويرى أن من يتحدث وينتقد لا يعرف أي شيء في عالم كرة القدم.

طارق سليمان مدرب حراس مرمى الأهلي.

يرى طارق سليمان أن حراسة مرمى الأهلي بخير. يرى أن شريف إكرامي في أفضل أيامه ومستوياته. يرى أن أحمد عادل عبد المنعم لم يرتكب أي أخطاء ضد المصري أو ضد مصر للمقاصة.

لا نتحدث هنا عن إكرامي (كشخص) ولا عن أحمد عادل (كشخص) بل عن عدم اعتراف بأخطاء قد تؤدي لانهيار.

"حملات ممنهجة. كلام غير صحيح هدفه هدم استقرار النادي. أشخاص لا يعرفون أي شيء ولا يهتمون إلا بالسلبيات".

وماذا عن الحراس التي تُشرف على تدريبهم؟ هل هم ملائكة بلا أي أخطاء؟

في العديد من الأوقات يكون نقد المدرب علنيا للاعب في فريقه هو أكثر الأشياء إيجابية.

ما الأزمة إذا خرج طارق سليمان وقال على سبيل المثال: "شريف إكرامي يمر بحالة تذبذب في مستواه ولكنه قادر على العودة ونبذل سويا قصارى جهدنا لتصحيح الأخطاء".

هل التصريح السابق الذي وضعته من خيالي، بل أي إساءة لمدرب حراس الأهلي أو إكرمي؟ هل لا يستحق جماهير الأهلي أن يخرج عليها من يعترف بالأخطاء ويعد بتصليحها؟

لماذا لم يفعل طارق سليمان ما فعله سيد عبد الحفيظ مع رمضان صبحي؟

عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي خرج علنيا وقال في تصريحات تليفزيونية مصورة عقب لقاء إنبي: "رمضان صبحي ارتكب خطأ وما فعله ليس صحيحا رغم تطاول لاعب إنبي عليه أولا. ولكنه تسرع ويجب عليه ألا يفعل ذلك وسنجلس معه".

ليس علي أن أخبركم بما قدمه رمضان صبحي بعد لقاء إنبي وعودته.

رمضان انفجر في وجه الجميع ولكن بالشكل الصحيح. فإذا كنت مدافعا أمام موهبة الأهلي فعليك الحذر فأنه يفعل ما لا يأتي في ذهنك أبدا.

عودة لطارق سليمان، لماذا لم يستفد من تجربة سيد ورمضان وقبلها من عبد العزيز عبد الشافي ورمضان أيضا؟

وبالتأكيد يوجد العديد والعديد من الأمثلة من المدربين العالميين أمثال مورينيو وفيرجسون يعرفون جيدا كيف يُشعل غضب لاعبهم لصالح الفريق عن طريق النقد.

ولكن قد يستخدم طارق سليمان وسيلة أخرى ويجعل النقد على انفراد بعيدا عن الإعلام. وهذا يجعلنا ننتقل إلى المتهم الثاني.

(2) مساعد في الجريمة

إذا شعرت بأن أحد الأشخاص يرغب في الوصول إلى مكانتك وأخذ عملك فأنك ستبذل اضعاف اضعاف ما تبذله من أجل الحفاظ على مكانتك.

ستقاتل من نفسك للحفاظ على عملك بل ولإثبات أنك الأجدر والأحق بهذا العمل.

ولكن هذا الأمر لا يحدث في حراسة مرمى النادي الأهلي.

نعم شريف إكرامي يمر ربما بأسوأ حالة له، ولكن تلك الحالة من أسبابها الرئيسية انعدام المنافسة.

بل وحتى انعدام مناقشة الحصول على فرصة بل وأيضا إثبات مع كل فرصة بأن مكان محوزا في حراسة المرمى مهما مرت الأيام ومهما حدثت أخطاء.

لما لا والمنافس على مكانك في حراسة المرمى لا يهتم من الأساس بالتنافس بل كل ما يهتم به هو التواجد على مقاعد البدلاء.

أحمد عادل عبد المنعم ومسعد عوض.

سنبدأ الحديث باقتباس جملة قصيرة من أحمد عادل قالها منذ أكثر من 3 أشهر.

"تواجدي في الأهلي شرف. الحارس الاحتياطي في النادي الأهلي أفضل من الانتقال لأي فريق أخر".

مع الاتفاق مع الجزء الأول من التصريحات، ولكن بالنظر إلى الجزء الثاني تعلم تماما العقلية التي تضر الحارس نفسه والحارس الأساسي والنادي بالكامل.

كيف لأي لاعب كرة قدم أو حتى سلة أو يد، يُبدي سعادته بالجلوس احتياطيا!!

تشعر بالسعادة بتواجدك في الأهلي، هذا طبيعي، ولكن ما ليس طبيعيا ومن المستحيل أن يكون كذلك أن تشعر بسعادة لعدم وجود أي دور لك في الفريق.

عزيز القارئ متى كانت أخر مرة قرأت بها خبر يقول أن أحمد عادل يطالب بالحصول على فرصة؟ أو أحمد عادل يتألق في التدريبات؟ أو عادل يتفوق على إكرامي في ركلات الترجيح في مران الأهلي؟

تلك أمور لم ولن تسمعها أبدا، لأنها لا تحدث.

عدم قتال أحمد عادل للحصول على فرصة وعدم استغلاله الفرص التي تتاح له بسبب إصابة إكرامي بل ويؤكد عن جدارة واستحقاق أنه يستحق دكة البدلاء، بجانب أنه أمرا سلبيا على اللاعب نفسه فهذا يضر منظومة الأهلي بالكامل.

لماذا أحمد عادل لم ينظر لخط هجوم الأهلي– لن نتحدث عن لماذا لا ينظر لحراسة المرمى في الفريق المنافس- (فيوجد مثال أفضل داخل الفريق نفسه)؟ ماليك إيفونا، جون أنطوي، عمرو جمال، عماد متعب، مع تواجد أيضا مؤمن زكريا ورمضان صبحي وأحمد الشيخ وصالح جمعة ووليد سليمان.

كل الأسماء التي ذكرناها هنا أكدت بشكل علني رغبتها في الحصول على فرصة. قاتلت للحصول على فرصة. خلقت مناخا تنافسيا رائعا في الخط الأمامي للفريق.

والنتيجة واضحة أمام الجميع. تألق إيفونا، تألق جون أنطوي، عودة عمرو جمال رويدا رويدا إلى مستواه، حتى عماد متعب الأبعد عن المشاركة رأيناه أمام زيسكو بحالة (بدنية) مختلفة.

رمضان مُبدع ولكن يعلم جيدا أنه إذا لم يبذل قصارى جهده فأن مركزه الأساسي في خطر، فوليد سليمان يتألق دائما.

صالح جمعة طالب بالفرصة بشكل علني أكثر من مرة. بل ووصل الأمر لمطالبة بالرحيل. ومع الاجتهاد في التدريبات – بنسبة أقل عن الأسماء الأخرى المذكورة – وجد الفرصة وتألق في مباريات وانخفض أدائه في مواجهات أخرى.

ما أريد الوصول إليه أن المناخ التنافسي يجعل من الأهلي قوة لا تقهر فالجميع جاهز والجميع قادر على اللعب وتحقيق الانتصارات والبطولات.

ولكن هذا لا يحدث في حراسة مرمى الأهلي.

أحمد عادل يظهر مرتبكا، خائفا، متوترا مع كل مناسبة. والحقيقة لا أعلم سبب ذلك فهو حارس داخل النادي الأهلي منذ أكثر من 30 سنة. كل تلك المدة ولم يستغل حتى الآن هيبة الأهلي ليصنع شخصيته أمام المنافسين!

أظهر شخصيتك ولا تظن أنك ستخدع وتحصل على حُب واحترام جماهير الأهلي، بصور الجماهير وأغاني الأولتراس.

فالأهلي أهم من أي شيء عند جماهير الأهلي.

(3) شريف إكرمي

لن أطيل الحديث. لن أسرد كل الأهداف التي سكنت شباك الأهلي بأخطاء مباشرة من إكرامي. لن أعيد نشر تصريحات حارس مرمى الأهلي ضد المنتقدين. فقط سأوجه 4 رسائل.

** أعلم أن رقم (1) و(2) لهما تأثيرا كبيرا على مستواك ولكن ليس المبرر الكافي لهذا التراجع.

** تذكر أنك حارس مرمى النادي الأهلي. أنت من يجب أن يرتعب منه المنافس ويشعر الجميع باستحالة هز مرماك. أنت تمثل النادي الأهلي. والنادي الأهلي يكفي اسمه لبث الرعب في قلوب جميع المنافسين. تذكر ذلك.

** لا ننتقدك لسبب شخصي، فلا نريد الوقوف بدلا منك في حراسة الأهلي ولا نريد الحصول على وظيفتك ومرتبك وسيارتك. ننتقدك لأن الأهلي فوق الجميع، فوق أي لاعب بمميزاته وعيوبه وأخطائه ومساهماته. ولن نترك أي فرصة للتقليل من الأهلي.

** أرجوك لا تجعل والدك يخرج ويهاجمني ويهاجم غيري وغيري. نحن لسنا "جهلة" ولسنا "متربصين" وليس لدينا أهداف شخصية ضدك. نحن جماهير النادي الأهلي التي تسعى دائما لمساعدة ناديها في كل مكان وفي كل وقت وفي كل الظروف.

جزء من إصلاح الأخطاء هو الاعتراف بوجودها.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات