حكايات اليورو (4) – فان باستن قلد رقصة والدته في الباليه.. فرسم لوحة الهدف الأجمل

الأحد، 29 مايو 2016 - 16:41

كتب : أحمد العريان

"اعتدت اللعب بجانب فان باستن. سألته كيف يمكننا أن نمرر له الكرة، قال لي ما عليك هو تمريرها في أي مكان، أنا سأركض وسأتصرف بمعرفتي. هو دائما لا يفكر سوى بأنه سيسجل، ودائما ما يفعل". كارلو أنشيلوتي يتحدث عن ماركو فان باستن

إن كان يوهان كرويف الملك في الكرة الهولندية، فماركو فان باستن بالتأكيد هو وريثه على العرش.

حكايات اليورو. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com عن حكايات سابقة من بطولة اليورو عبر التاريخ.

10 سنوات عجاف على كرة القدم الهولندية بعد سنوات من التألق شابها عدم التوفيق. هولندا وصلت لنهائي بطولتي العالم 1974 و1978 لكنها دائما ما وقعت في فخ خسارة المباراة النهائية أمام المستضيف.

خسارة نهائي 1978 كانت نهاية جيل للطواحين الهولندية. الجيل الذي قدم كل فنون كرة القدم بقيادة يوهان كرويف ورود كرول لم يحقق أي شئ لهولندا! خسارة نهائيين في كأس العالم والمحصلة صفر بطولات.

كرويف اعتزل اللعب دوليا في 1977 وباقي الجيل تشبث بفرصة مونديال 78 لكن بخسارة النهائي مرة أخرى قرر غالبيتهم التقاعد.

منذ 1978 وحتى 1988 كانت هولندا في سبات كروي عميق. المنتخب لم يتأهل لكأسي عالم 1982 و1986، وعلى مستوى أوروبا ودع الطواحين يورو 80 من دورها الأول ولم يتأهلوا من الأساس إلى يورو 84.

في الأولمبياد أيضا لم تتأهل هولندا في كرة القدم أبدا خلال الثمانينات، وعلى صعيد الأندية على مدار عشر سنوات كان الإنجازين الكبريان هما بلوغ ألكمار نهائي الدوري الأوروبي عام 1981 والخسارة من إبسويتش سيتي، ثم فوز بس أس في أيندهوفين بدوري أبطال أوروبا على حساب بنفيكا بركلات الترجيح قبل يورو 88 بأيام.

كل ذلك تغير في يورو 1988. هولندا الأن تملك منتخبا قويا يقوده ماركو فان باستن ومطعم برود خوليت ورونالد كومان.

بس أس في أيندهوفين كان بطل أوروبا، وأيندهوفين يقودهم هانز بروكلين في حراسة المرمى، أدري فان تيجلن ورونالد كومان في الدفاع، وأمامهم جيرالد فانينبرج في وسط الملعب.. كل هؤلاء توجوا بدوري الأبطال مع أيندهوفين وبعدها بأيام خاضوا اليورو مع هولندا.

الروح المعنوية في أعلى مستوياتها بعدما انفكت عقدة الكرة الهولندية أوروبيا، وبجانب هؤلاء كان الثنائي رود خوليت وماركو فان باستن يقدمان موسما رائعا في إيطاليا مع ميلان.

إذإ فالأجواء كلها تساعد على النجاح، خاصة بعد عودة رينوس ميتشلز لتدريب هولندا، وهو الذي حضر معهم أخر أيام التألق قبل عقد من الزمان.

في صباح الـ 25 من شهر يونيو عام 1988 استيقظت هولندا على أمل نهائي جديد. هذه المرة سيخوضون نهائي أمم أوروبا والجميع يأمل في ظفر المنتخب الكبير بأولى ألقابه بعد خسارة نهائيين.

ماركو فان باستن قدم كل شئ في البطولة. هولندا سجلت حتى المباراة النهائية 6 أهداف، 4 منهم سجلهم فان باستن. كل ذلك لن يجعل الهولنديين يتفاءلون كثيرا، فكرويف قدم ما هو أفضل من ذلك قبلا ولم يسنح له القدر بمعانقة الذهب.

نهائيين خسرتهما هولندا من قبل في كأس العالم أمام ألمانيا والأرجنتين، لكن المنافس هذه المرة هو الاتحاد السوفيتي، والأهم أنه ليس صاحب الأرض بما أن البطولة مقامة في ألمانيا، وهولندا أقصت أصحاب الأرض في قبل النهائي.

"فان باستن هو أفضل مهاجم دربته في حياتي، إنه كالبجعه يركض بسرعة ويتحرك برشاقة" هكذا وصف فابيو كابيلو ماركو فان باستن، وربما أنه وجد الوصف الأنسب.

والد فان باستن كان لاعبا لكرة القدم ورثه حبها، أما والدته فكانت راقصة باليه شهيرة في هولندا، ويبدو أنه علمته تعاليم الفن.

في المباراة النهائية تقدمت هولندا بهدف رود خوليت، ولكن المباراة مازالت في المتنازل، وهي ليست المرة الأولى التي تتقدم فيها هولندا وتخسر المباراة النهائية.

يان ووترس أرسل كرة عرضية نحو فان باستن، وكان يدرك أنه ما عليه إلا التمرير وفان باستن سيتصرف على طريقته.

الكرة في الهواء والجميع ينتظر لقطة إبداعية جديدة من فان باستن. ربما يستلم الكرة ويراوغ المدافع ليسدد أو يمرر الكرة لأحد المهاجمين.

فان باستن لم يفعل ذلك، فقد اخترع قانونا جديدا بالكرة. فان باستن سدد مباشرة وأحنى جسده كما لو أنه مازال طفلا يتمرن مع والدته على رقص الباليه، ليسجل أحد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم.

هدف فان باستن لم يكن الأول في المباراة، لكنه كان الحاسم الذي أنهى أمال أي عودة للسوفيتيين. كرويف سجل وأهدى بلاده لقبهم الأول ليضعهم بين الكبار.

والدة فان باستن ألهمته بموهبتها، وتكفل الرقم 12 بنقل الرقصة لعالم الكرة، وليصبح التسجيل من عرضية مباشرة في أي زمان مرتبطا باسم مخترعها.. ماركو فان باستن.

حكايات اليورو (1) - حين حصدت إيطاليا اللقب بـ "ملك وكتابة"

حكايات اليورو (2) – العبقري المجنون بانينكا.. أهدى التشيك اللقب وخلد اسمه "الركلة الأشهر"

حكايات اليورو (3) – 6 دقائق مجنونة حولت اللقب لفرنسا.. و9 أهداف خلدت اسم بلاتيني

حكايات اليورو (4) – فان باستن قلد رقصة والدته في الباليه.. فرسم لوحة الهدف الأجمل

حكايات اليورو (5) – حرب يوغوسلافيا مهدت الطريق وإنقاذ نيلسين كتب تاريخ الدنمارك الكروي

حكايات اليورو (6) – خسارة اللقب لم تنس العالم سحر "كعب توتي"

حكايات اليورو (7) – 30 دقيقة أدخلت تريزيجيه التاريخ في بطولة فرنسا الذهبية

حكايات اليورو (8) - توتي كسر هيبة فان دير سار.. وتولدو حطم طواحين هولندا

حكايات اليورو (9) - حين أضاع بيكام وأخطأ جيرارد فأهان زيدان الإنجليز

حكايات اليورو (10) - حين أجبرت اليونان رونالدو على البكاء لأول مرة أمام الكاميرات

حكايات اليورو (11) - صاروخ سيميح الذي حرم "زارع الكلى" من المجد الكرواتي

حكايات اليورو (12) – 10 دقائق رسمت الوداع الأفضل لمسيرة شيفشينكو الرائعة

حكايات اليورو (13) – حين صرخ بالوتيلي في وجه العنصرية بعد تمزيق شباك الألمان

التعليقات
مقالات حرة
مقالات حرة
مقالات حرة