كتب : إسلام مجدي | الأحد، 15 مايو 2016 - 17:20

فان جال في عامين من عبقري تكتيكي إلى مدرب فاشل

كيف تحول لويس فان جال مدرب مانشستر يونايتد خلال عامين فقط من عبقري تكتيكي يشيد به الجميع إلى مدرب فاشل يتمنى مشجعو مانشستر يونايتد لو تخلصوا منه الآن.

خلال كأس العالم 2014 قدم فان جال بطولة رائعة خلال 7 مباريات لم يخسر سوى بركلات الترجيح، وقدم خططا ربما الأفضل في مسيرته. لن ننسى هدف روبن فان بيرسي في إسبانيا وتلك المباراة في المجمل.

العبقري

في تلك البطولة أبدع فان جال حين قرر فجأة الدفع بحارس المرمى تيم كرول في نهاية الشوط الإضافي الثاني على حساب ياسبر سيليسين.

كانت لمحة عبقرية سببت التوتر للاعبي كوستاريكا خصوصا برايان رويز ومايكل أومانا ليفوز المنتخب الهولندي ويتأهل لنصف نهائي البطولة في ركلات ترجيح رائعة لتيم كرول.

"عملت على ذلك التبديل، كنت فخورا به للغاية، أنا فخور بما حدث". فان جال بعد مباراة كوستاريكا.

"نحن نلعب ضد الأرجنتين وليس ليونيل ميسي فقط".. فان جال قبل مواجهة الأرجنتين في نصف نهائي البطولة.

المباراة كانت ممتلئة بالأحلام والطموحات للطرفين، ومتكافئة للغاية، استحوذ المنتخب الهولندي على الكرة في نصف الملعب أكثر من أي جهة أخرى بنسبة 23% من معدل امتلاكه للكرة والجانب الأيسر بنسبة 21% ثم الجانب الأيمن بنسبة 18%.

أكثر ما كان يرغب المدرب الهولندي فعله في تلك الفترة هو إيقاف لوكاس بيليا وإينزو بيريز وخافيير ماسكيرانو عن الحصول على الكرة بمنع خطورة المنتخب الأرجنتيني الثلاثي جونزالو إيجواين وليونيل ميسي وإيزيكيل لافيتزي.

أبرز لمحة ظهرت في تلك المباراة هو تغييره لشكل الفريق في الملعب تارة 3-5-2 وتارة 4-3-3 ومنحه الرباعي رون فلار ودي فراي ومارتينس إيند ودالي بليند الأريحية لكي يفعل ذلك.

فان جال كان سيء الحظ في تلك البطولة وذلك حينما وجد أن التبديل الأخير يجب أن يكون خروج روبن فان بيرسي في الدقيقة 96 وإشراك كلاس-يان هونتيلار وليس تيم كرول.

وانتهى مشوار هولندا..

في مارس قبل كأس العالم 2014 أصيب كيفن ستروتمان خلال مباراة ودية مع فرنسا بباريس، وقبل كأس العالم كان 5% فقط من الشعب الهولندي يعتقد أن منتخب هولندا بإمكانه الوصول للنهائي.

"أريد الفوز، ساختار نظاما يساعدني على الفوز" لويس فان جال قبل البطولة.

لم يلعب بمهاجم صريح لعب بطريقة 3-5-2 وفاز في البداية بنتيجة 5-1، الثنائي روبن وفان بيرسي أظهر تفاهما كبيرا في تحركاته ودفع الخصم للخطأ أكثر من مرة في التمركز ذلك هو النظام الذي قرر فان جال اصطحابه معه إلى مانشستر يونايتد.

مدرب فاشل؟

في مانشستر يونايتد لن يصلح ما كان جيدا جدا مع منتخب هولندا.

طريقة 3-5-2 لم تكن مجدية أبدا وأهدر الفريق النقاط، وتخلى المدرب عن عناده حينما شعر بالخطأ والخوف على المقعد المؤهل لدوري أبطال أوروبا فطور طريقة 4-1-4-1.

لكن أسوأ ما أصابه حقا هو عناده بقرار عدم اللعب بمهاجم صريح، حينما فضل أن يشرك فلايني كمهاجم ظل تارة وكصانع ألعاب متقدم تارة أخرى، وتخلى عن خافيير هيرنانديز ثم روبن فان بيرسي فلم يعد هناك أية خيارت هجومية.

وفي الموسم الحالي على سبيل المثال لا الحصر لم ينقذه سوى ماركوس راشفورد وأيضا عاد إلى عناده وأشركه رفقة أنتوني مارسيال على الطرفين في محاولة لمحاكاة نموذج هولندا.

فان جال انخرط في الصراع مع الصحافة تارة ومع عناده تارة أخرى واختياراته غير المفهومة للتشكيل وإصراره في الاعتماد على طريقة اللعب من دون مهاجم في إنجلترا.

في مباراة وست هام يونايتد الأخيرة بالدوري والتي كانت ستحسم تأهل مانشستر يونايتد لدوري الأبطال بعد تسجيل هدف مارسيال الثاني عاند فان جال نفسه هذه المرة وقرر أن يستمر في الهجوم والضغط غير عالم بأن المطارق قادرة على التعويض والفوز كذلك وقد كان.

فان جال اعتقد أن اللعب في الدوري الإنجليزي أسهل مما يبدو، ومن دون تفكير قرر أن يطوع كل الظروف لصالحه فلم ترحمه الصحافة ولم تساعده الصفقات التي ضمها للفريق.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات