كتب : أحمد نجيب | الأحد، 10 أبريل 2016 - 13:53

زامر الحي الجديد لا يُطرب في إفريقيا حتى الآن

زامر الحي الأصلي البرتغالي مانويل جوزيه كان قادرًا على حصد الانتصارات القارية ذهاباً وإياباً بفضل تغيير العقلية..

لم يكتف الساحر العجوز الذي وافق يوم مباراة الأهلي ويانج أفريكانز عيد ميلاده 70 بتغيير عقلية اللاعبين فقط ولكن قُل إن شئت إنه خلق ثقافة في الوسط الكروي المصري كله لفترة زمنية ليست بالقصيرة.

لهذا جماهير الأهلي صارت عقليتها لا تستوعب مبدأ التمثيل المشرف.. من أجل ذلك تتحمل الجماهير مسؤولياتها وتجوب أرجاء إفريقيا خلف لاعبيها.

طبعا لن نلتفت لانتقاد واتهام معلق المباراة للجماهير، مستغلا كونه الوحيد الذي يُطرب أسماعنا، ولكنه في الحقيقة كان عليه أن يدرك الفارق بين جماهيري سيمبا ويانج أفريكانز قبل أن يعلمنا أصول التشجيع!

بطبيعة الحال سيمبا هو المنافس التقليدي داخل تنزانيا ليانج أفريكانز.. جماهير سيمبا لا تدخر جهداً في تشجيع منافسي يانج أفريكانز القاريين والعكس صحيح كذلك بحكم العادة.

الطريف أن معلق المباراة ظل معتقداً أن جماهير يانج أفريكانز هي من تجلس جوار مشجعي الأهلي بمنتهى الروح الرياضية علي حد تعبيره حتى لفت نظره أحدهم لحقيقة الأمر قبل نهاية المباراة.

المهم، بالعودة إلى المباراة.. دعونا نتحدث مجددا عن أن جوزيه علمنا ثقافة الفوز خارج الديار، ونأمل في العودة لهذا الحال.

نختلف أو نتفق حول مدى جودة نتيجة التعادل الإيجابي خارج الأرض في مباراة قارية ولكن تبقي الحقيقة الدامغة أن الفوز طالما كان باستطاعتك يصبح عدم تحقيقه نتيجة سيئة.

كان على الأهلي أن يفوز في ملعب كرة قدم جيد جداً.. منافس مستأنس لا يملك من الطموح المشروع إلا محاولة تجنب الهزيمة.. مع حكم إفريقي لم يخالف عادات أقرانه الخالدة من إظهار الحياد الشكلي في اللقطات العادية ولكن تلك الكرات الحاسمة لا تنطلق فيها صافرته إلا فيما ندر.

فقط رطوبة الأجواء في تنزانيا كانت العائق الأكبر في مواجهة الأهلي.. ولهذا السبب كان لزاماً ألا تترك النتيجة معلقة حتى النهاية لأنك لن تصل إليها في كامل قواك البدنية أبداً..

فربما أدرك مدرب بطل تنزانيا الهولندي هاينز بلوخيم ذلك العجوز المخضرم في الأجواء الإفريقية كان يضع كل لاعبيه خلف الكرة طيلة ساعة كاملة من المباراة تاركاً التحكم والسيطرة للاعبي الأهلي.. الثُلث الأخير من المباراة شهد بحث أصحاب الأرض عن الفوز ولكن بلا جدوى رغم انتهاء الأهلي بدنياً..

شخصية الفريق

على أي حال هناك عدد من المكاسب أهمها عودة شخصية الفريق ن منذ مجيء مارتن يول..

الفريق له شكل ثابت وواضح يعتمد علي الاستحواذ وتنويع أساليب الاختراق عن طريق الثنائيات والتحولات السريعة من الأطراف للعمق وبالعكس.

الجُمل التكتيكية والتركيبات الهجومية عادت بقوة كذلك وهو أمر كان نادر الحدوث في الموسمين الأخيرين.. الهدوء والثقة صارا يميزان هجوم الأهلي ولكن الإفراط فيهما قد يضيع الفوز مثلما حدث في تنزانيا..

اشتراك أحمد فتحي على حساب حسام عاشور مهم جداً في المباريات التي لا يبادلك فيها المنافس الهجوم بنفس تلك الكفاءة.. لكن غير ذلك وتحديداً خارج أرضك يظل حسام عاشور هو أفضل اختيار ممكن لتمكنه أكثر من قطع الكرات بكفاءة عالية..

على الجانب الآخر من النهر يقف حسام غالي وحيداً.. لاعب توتنام السابق ربما أصبح التخلي عن وجوده في التشكيل الأساسي ضرورة..

للمرة الثانية علي التوالي يكون الكابيتانو هو اختيار مارتن يول الأول للخروج من الملعب بسبب قراراته السيئة داخل الملعب أغلب الوقت..

غالي له أكثر من بديل يفوقه في المستوى الفني.. عمرو السولية أو صالح جمعة يمكنها لعب دور الارتكاز المساند.. عبد الله السعيد نفسه يمكنه التراجع لمساندة لاعب الوسط المدافع ومن ثَم صناعة اللعب من مناطق أكثر تأخراً.

يبقي ظهيرا الجنب كمركز وليس كأسماء محددة هما الأقل إنتاجية على المستويين الهجومي والدفاعي.. تدريجياً يقل اعتماد مارتن يول على الطرفين في الوصول إلى نهاية الملعب وإرسال العرضيات.

قلبا دفاع الأهلي عليهما التحلي بالتركيز والثقة..

التفاصيل الصغيرة هي من تصنع الفارق في مباريات خروج المغلوب.. لولا رعونة حجازي كان بالإمكان إقرار تأهل الأهلي لدوري المجموعات من الملعب الوطني بدار السلام..

إيفونا

أيهما تفضل كمشجع للنادي الأهلي.. محاسبة ماليك إيڤونا أفضل مهاجمي الفريق على تصرفاته أم التغاضي عنها وإشراكه في المباريات بحثاً عن الفوز؟

لاعب الوداد المغربي السابق لا يقدم أفضل مستوياته منذ انضمامه للأهلي في بداية الموسم.. طالما كانت المشكلة فنية لا مجال للحديث عنها وترك الأمر في يد الجهاز الفني واللاعب لتقديم مستويات أفضل..

مؤخراً انتقل اللاعب لخانة عدم الالتزام.. الجابوني عاد متأخراً من المشاركة الدولية دون تقديم أسباب واضحة مما أفقده فرصة اللحاق بمباراة اتحاد الشرطة فيما انضم للقائمة المغادرة إلى تنزانيا وجلس احتياطياً للمجتهد مؤخراً عمرو جمال..

اشتراك اللاعب أمام يانج أفريكانز منذ البداية أو مع انطلاق الشوط الثاني كان كفيلاً بحسم الأمر للفريق الأحمر.. لكن هل تأخر اشتراكه للدقائق الأخيرة كان قراراً تربوياً أم فنياً من الجهاز الفني؟

الأمر يستحق التوقف أمامه.. لا خلاف على ضرورة معاقبة اللاعب طالما استحق الأمر ذلك.

لكن الأهلي كان بحاجة لاشتراك مهاجم. وبالتالي لو ستعاقب إيفونا كان من الأجدى تركه يجري عمليات الإحماء طيلة الشوط الثاني وإشراك أخر في وقت مناسب حفاظاً على فرص الفريق في الفوز بالمباراة..

أتمني أن تكون إدارة الأهلي أكثر وضوحاً في توجهاتها الإدارية والحرص على عدم خلطها بالأمور الفنية حفاظاً على طموح الفريق في تحقيق النتائج الإيجابية..

ناقشني عبر تويتر.. Follow: @ahmednaguibgad

التعليقات