مجموعة تحقيقات استقصائية تبعت أحد أكبر التسريبات، هزت العالم بأسره في الساعات الأخيرة من أمس الأحد، وعرف بشكل عالمي باسم (أوراق بنما) أو (تسريبات بنما).

عالم كرة القدم أيضا كان متورطا في الأمر. ولكن قبل أن نتطرق لما حدث، لابد من توضيح الإجابة على سؤال "ما هي أوراق بنما؟"

ما هي أوراق بنما؟

تسريب غير مسبوق لـ11.5 مليون ملف من قاعدة بيانات شركة (موساك فونسيكا) للخدمات القانونية والمحاماة.

موساك فونسيكا هي رابع أكبر شركة في مجالها تعمل في منطقة الكاريبي، المشهورة بكونها "جنة ضريبية" حيث تقل نسبة الضرائب بشكل كبير.

ووصلت الملفات لجريدة (سويديتش زويتينج) الألمانية وشاركتها مع المنظمة العالمية للصحفيين الإستقصائيين (ICIJ) التي تشاركتها بدورها مع عدد من وسائل الإعلام حول العالم.

ماذا تفعل موساك فونسيكا؟

هي شركة خدمات قانونية. مقرها في بنما ولكنها تعمل حول العالم. وتقدم خدمات إدارة شركات في جزر مثل كايمان والعذراء البريطانية والتي تعد – جنة ضريبية – كما تقدم خدمات إدارة الثروة.

ما مدى تداخل (موساك فونسيكا) مع عالم كرة القدم؟

الاسم الكروي الأبرز في التسريبات هو ليونيل ميسي – الذي سيمثل أمام محكمة إسبانية في نهاية مايو المقبل بشأن اتهامات تهرب ضريبي.

القضية التي سيمثل فيها ميسي مقاربة – ولكن مختلفة – عن تسريبات بنما، حيث يزعم الإدعاء الإسباني أن ميسي أدار حقوق استخدام صورته في شركات خارجية أخرى، بالتحديد مع شركتين في دولتي بليز وأوروجواي، ليبعدها عن أعين الضرائب الإسبانية.

وكشفت الوثائق المسربة عن وجود شركة باسم (ميجا ستار إنتربرايز) وهي مملوكة لميسي ووالده خورخي منذ العام 2013، وهي غير مذكورة تماما في أي وثائق إسبانية تخص قضية ميسي الأولى التي تم فتحها عام 2014.

الملفات المسربة أيضا كشفت أن ميسي قام على الأقل بتوقيع ورقة واحدة تثبت ملكيته للشركة، والتي انتقلت بعد ذلك لوالده في ديسمبر من العام الماضي.

كيف سيتضرر ميسي؟

لاعب برشلونة ومنتخب الأرجنتين سيكون مهددا بفتح قضية تهرب ضريبي أخرى في إسبانيا – مختلفة عن الأولى التي تبلغ قيمتها 4.6 مليون يورو – والتي قد تؤدي لمعاقبته بالسجن من عامين لست أعوام.

المصائب لا تأتي فرادى لبلاتيني

رئيس (يويفا) الموقوف ميشيل بلاتيني أيضا تم ذكر اسمه في الوثائق، حيث وكل (موساك فونسيكا) لإدارة شركة أنشأها في بنما عام 2007 – نفس العام الذي صار فيه رئيسا لـ(يويفا).

مدى تورط بلاتيني في جرم مالي غير واضح حتى الآن، لكنه حاليا يقضي مدة إيقافه – 6 سنوات – عن أي نشاط يخص كرة القدم بعد تحويل مالي غير معلوم السبب من رئيس (فيفا) السابق جوزيف بلاتر للرجل الفرنسي.

الأمر أكبر؟

ليس فقط بلاتيني، بل عضو اللجنة التي عاقبت بلاتيني.

الصدمة الكبرى كانت تورط خوان بيدرو دامياني – عضو لجنة الأخلاقيات بالفيفا – في الأمر، حيث أثبتت الوثائق وجود تعاملات مالية بين دامياني – عضو اللجنة التي عاقبت بلاتيني وبلاتر وآخرين بسبب الفساد المالي – وثلاثة أشخاص أخرين.

تلك التعاملات المالية تقود للنهاية لاسم يوجينيو فيجيريدو، نائب رئيس سابق في الفيفا، وحاليا تحقق معه السلطات الأمريكية بشأن تهم غسيل أموال.

لاعبون آخرون

ضمت الوثائق أيضا أسماء لاعب ليستر سيتي الحالي، الأرجنتيني ليوناردو أولوا، ومواطنه نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق جابرييل هاينزه.

أولوا كان قد تعاقد مع شركة أمريكية لإدارة حقوق صورته لكنها كانت مملوكة من الباطن لشركتين في ساموا.

أما هاينزه، فأسس شركة (جالينا ميلس) وتديرها (موساك فونسيكا).

ويقول هاينزه إن الشركة من ملكية والدته.