كتب : وسيم أحمد | الإثنين، 28 ديسمبر 2015 - 22:29

تحترف في بنفيكا أم تفوز بستار أكاديمي؟

أيمن الغباشي .. هل سمعت ذلك الاسم من قبل؟ أعتقد أن نسبة 95% من المصريين على الأقل إذا سألتهم هذا السؤال ستكون إجابتهم بلا، وذلك طبيعي، كيف يسمعون عنه وهو الذي لم يهتم به اتحاد اللعبة في مصر أو وسائل الإعلام المصرية بمختلف أشكالها المقروءة أو المسموعة أو المرئية إلا ما رحم ربي.

لم ينتبه إلا القليلون جداً إلى ذلك الشاب المصري الفائز بلقب برنامج "ذا فيكتورياس" في موسمه الثاني، والذي يعد أهم وأكبر برامج اكتشاف المواهب على مستوى الوطن العربي أجمع فيما يخص لعبة كرة القدم.

أيمن ابن محافظة المنوفية ولاعب نادي نجوم المستقبل البالغ من العمر 19 عاماً فقط، لم يجد أي اهتمام أو ردة فعل من جانب بلده "مصر" بعد كل هذا الجهد والعرق الذي بذله ليرفع اسمها عالياً من خلال المسابقة التي يشرف عليها نجوم عالميين أمثال رونالدينيو وميشيل سالجادو وتيري أونري.

فلو كان أيمن حاصلاً على لقب "ستار أكاديمي" أو "أراب آيدول" لتم استقباله في مطار القاهرة من قبل الآلاف، وهو ما حدث بالفعل من قبل مع أسماء مثل محمد عطية وأحمد جمال وغيرهم، أما أيمن أو غيره من الأبطال الحقيقيين فلا تقدير لهم ولو حتى معنوي، وكأن الدولة تقول للشباب الرياضي الطموح "سيبك من الرياضة وخليك في ستار أكاديمي"!

أما الإعلام فحدث ولا حرج، لماذا يهتم بالمواهب المشرفة أمثال الغباشي ويلقي عليها الضوء، إذا كانت نسبة المشاهدة تزداد بالحديث عن شادية وعبد السلام النابلسي، وخناقات مرتضى وطارق يحيى وميدو وعبد ربه؟

هذا الفيديو القصير يوضح كيف استقبل المصريون أحمد جمال الفائز بلقب آراب أيدول، وزميله الفلسطيني محمد عساف في مطار القاهرة أما أيمن "المصري" فلم يستقبله أو يستضيفه أحد بعد هذا النجاح الذي حققه، وهو ما يصيبه بمرارة كبيرة وحزن عميق في نفسه نتيجة لهذا التجاهل والتهميش لإنجازه.

ولمن لا يعلم، فإن أيمن يستعد للسفر خلال أيام قليلة لقضاء فترة معايشة في نادي بنفيكا البرتغالي تمهيداً لضمه للفريق، وذلك من خلال ميشيل سالجادو لاعب ريال مدريد السابق الذي يعد مثل "الأب الروحي" لأيمن وأشد المعجبين به وبأداءاه.

وهذا الفيديو يوضح مدى اقتناع سالجادو بموهبة أيمن، وكيف كافح أيمن ليصل إلى ما وصل إليه حتى هذه اللحظة.

لقد قضيت أعوام من عمري "ولا زلت" في تقديم المحترفين المصريين، وأعرف تمام المعرفة حجم التهميش واللامبالاة من قبل المسؤولين عن الكرة في مصر لأي موهبة صاعدة "طالما كانت غير مشهورة"، فسبق وقدمت رامي الغندور لاعب فولسفورج الألماني ورأيت كيف حُرم من أبسط حقوقه على بلده وهو منحه "الاعتراف بمصريته" ليرتدي رامي قميص المنتخب الألماني فقط رغم أن والده مصري وأجداده مصريين.

رامي الغندور لم يكن إلا نموذج فقط لغيره "وما أكثرهم" من المواهب التي قدمتها للإعلام وللمسؤولين عن الكرة في مصر دون استجابة ملموسة أو حقيقية، لذا فليس غريباً أن يلقى غباشي نفس المعاملة حين يفوز بلقب "ذا فيكتورياس".

ولذلك أقول لغباشي، لا تنزعج ولا تقلق، اترك كل هذا وراء ظهرك، فوراءك مهمة أكبر يا بطل، فاختبارك بنادي بحجم بنفيكا فرصة ذهبية عليك أن تغتنمها وتعطيها كل تركيزك، ولا تلتفت لغير ذلك، وصدقني كل هؤلاء سيلهثون خلفك بمجرد أن توقع لنادي كبير في أوروبا، ووقتها سيعرفون قيمتك الحقيقية.

أخيراً، أناشد خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، المعروف عنه اهتمامه ورعايته للمواهب المصرية في كل الألعاب، بأن يعطي أيمن التكريم الذي يستحقه حتى يشعر باهتمام ورعاية الدولة ويتوجه للبرتغال بمعنويات مرتفعة، وليكون قدوة وحافز لغيره من الرياضيين الطموحين في هذا البلد.

للتواصل مع الكاتب

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات