كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 14 سبتمبر 2015 - 19:01

لماذا ينضم حمادة طلبة لمنتخب مصر

إذا كنت من الذين اندهشوا من ضم هيكتور كوبر للاعب يبلغ 34 عاما ويشارك في مركز غير مركزه لمنتخب مصر. فالإجابة ستجدها عند عماد متعب.

الحقيقة، أن السؤال ليس فقط لماذا ينضم طلبة لمنتخب مصر لأول مرة في هذا السن. ولكن أساسه لماذا لايزال يلعب أصلا كظهير أيسر في الزمالك بعد ضم شابين في هذا المركز.

مرتضى منصور رئيس الزمالك نفسه لا يعرف السبب، وكالعادة كان أول تفكيره في السحر والشعوذة. وسأل "نفسي أعرف حمادة طلبة عمل إيه للباكات الشمال في الزمالك".

لنصل إلى ماذا فعل طلبة في الباكات الشمال للزمالك، علينا أن نعود إلى شهر فبراير.

اكتشاف

كان أول تعليق لفيريرا وهو يشاهد الزمالك قبل التعاقد معه، أن اللاعب رقم 22 لا يلعب في مركزه وتحركاته خاطئة. حمادة طلبة.

كان فيريرا محقا بشأن طلبة الذي لعب في كل المراكز الدفاعية لتعويض الزمالك على من يفقدهم، وكان أخرهم أحمد سمير.

ولكن فيريرا الذي لم يعجبه أداء طلبة، قرر أن يطوره في هذا المركز بدلا من سحبه ليستغل تفوقه دفاعيا على سمير. فسجل أول أهدافه مع الزمالك في أول مباراة لمدربه الجديد. والآن بات طبيعيا أن تراه يصنع أهدافا أيضا بيسراه.

"طلبة ظهير مجتهد ومحترم وأتمنى له التوفيق.. تعاقدنا مع ثنائي في الظهير الأيسر شريف علاء ومحمد عادل جمعة لكنهما مازالا خارج الخدمة".. مرتضى منصور.

حسنا، ما علاقة عماد متعب بكل ذلك؟

عماد متعب صاحب الـ32 عاما، لا يقدر أحد في الأهلي أن يقنعه بالجلوس على مقاعد البدلاء لأن هناك من هم أفضل منه. حتى لو بدنيا. هو مثل طلبة تماما يشارك أساسيا في كل الحالات وبدون مبرر واضح.

حتى لم يفكر الجهاز الفني في توظيف متعب في دور جديد يفيد الأهلي فنيا، بعد التسليم بأن استمراره أمر مفروض لا جدال فيه. وبالتالي هو ليس محظوظا مثل حمادة طلبة.

نعم، أنا لا أحمله كل المسؤولية في أنه لايزال أساسيا حتى الآن على حساب مهاجمين أصغر منه بـ10 سنوات، فهو يمتلك رغبة أي لاعب في المشاركة أساسيا. وبكل ما قدمه للأهلي يرى أن تاريخه يشفع له.

وأراه غير محظوظ لأنه لم يجد من يعظم من دوره مع الأهلي حتى لو كبديل ويدفعه للمنتخب. مثلما وجد حمادة طلبة من فيريرا.

متعب يشارك أساسيا، حتى لو كان عمرو جمال وإيفونا على الدكة. وفي كل مباراة يضيع أكثر من 3 فرص ليبدأ الجهاز الفني في التدخل بعدها.

رفض التمرير لإيفونا في انفراد أمام الترجي، رغم أن وضعية المهاجم الجابوني كانت أفضل. ثم كررها أمام الشرطة وبعدما سجل من صناعة إيفونا نفسه احتفل بالإشارة إلى الحذاء.

كان رد مبروك بعدها "لن نستطيع أن نحاسب على كل لاعب طريقة احتفاله. لو فعلناها لعاقبنا الكل".

أشرك مبروك متعب مع إيفونا أمام الملعب. وكرر متعب نفس اللقطة 3 أو 4 مرات، وفي النهاية سجل الأهلي بعد خروجه ونزول عمرو جمال. ولا لوم عليه في أنه ظهر غير سعيد بعد الهدف، فهو أراد أن يسجل ولم يدله أحد على الطريقة التي تناسبه.

الصفقات

"لاعب ليس مهاريا لكنه وصل لـ٦٠٪ من مستواه، يفضله فيريرا عن لاعب صاحب مستوى عال لكنه سيبدأ معه من الصفر. وهكذا" .. هذا كان رد رحاب أبو رجيلة عضو مجلس إدارة الزمالك عندما سألوه عن سبب الخلاف مع فيريرا قبل التجديد.

الرجل يرفض أن يضم فريقه لاعبين جدد من أجل مضايقة الأهلي فقط. هو حتى يرفض ضم لاعبين جدد حتى لو كان مستواهم عال على حساب لاعبه الذي حقق معه نسبة نجاح.

وبالتالي، حمادة طلبة قد يكون أفضل لفيريرا من ظهير أيسر كان رائعا مع المصري أو المقاولون. لأن لاعبه حقق نسبة تطور معه تغنيه عن البدء مع آخر من نقطة الصفر.

اللاعب الوحيد الذي أصر فيريرا على ضمه في فترة الصيف، كان كهربا. وربما هذا يوضح لماذا حجز موقعه سريعا في التشكيل الأساسي للزمالك عكس غيره.

كهربا الذي شارك في 4 أهداف حصيلة فوز الزمالك على أورلاندو، هو نفسه كهربا الذي حملته الجماهير هزيمة فريقه أمام ليوبار. وغنت له جماهير الأهلي "سلملنا بقا على الصفقات".

بكل وضوح، يظهر لنا أن كهربا خلال تلك الفترة البسيطة وقبل حتى أن يبدأ الموسم. تطور مع الزمالك.

كهربا مع الأهلي؟

هذا ينقلنا إلى نقطة أخرى، جماهير الأهلي غاضبة الآن من تفريط الإدارة في التعاقد مع كهربا المتألق مع الزمالك. رغم أن اللاعب من ناشئي الفريق الأحمر.

لكن، هل تعتقد أن كهربا كان سيتألق لهذه الدرجة لو كان فضل الأهلي على الزمالك موسم الانتقالات؟

أشك. لو كان في الأهلي الآن، لكان يجلس على مقاعد البدلاء لصالح وليد سليمان وعبد الله السعيد، في انتظار الوصول للجاهزية من وجهة نظر فتحي مبروك، والتي جلس بسببها إيفونا لصالح متعب قبل أن يكتشف أنه جاهز عندما سجل هدفين للجابون.

بالمناسبة، فتحي مبروك لم يضمن مستقبله مع الأهلي إلا قبل أسبوع واحد فقط. وهذا يعني أنه على الأغلب لم يكن صاحب القرار في موسم الانتقالات.

مبروك مناسب للأهلي؟

لتكون مدربا لفرق بحجم الأهلي والزمالك، الأمر هنا لا يتعلق بوضع تشكيل جيد فقط. لو كان كذلك لعمل أكثر الصحفيين الرياضيين مثلا مدربين ونجحوا في الأمر.

هناك فرق كبير بين المدرب والمحلل الفني. وهناك فرق بين المدرب المؤقت الذي يتولى المسؤولية في وقت صعب وبين المدرب الذي يبني فريقا ويطور من أداء لاعبيه ليستمر على القمة لسنوات.

المثال الأقل مع جاريدو الذي طرده الأهلي، تطور محمود تريزيجيه ووليد سليمان بشكل واضح للجميع. ثم كانت الإعجاز عندما رأينا حسام عاشور يطلق تسديدات متقنة ويمرر للأمام. ربما للمرة الأولى في مسيرته.

في رأيي، انتقال تريزيجيه إلى أندرلخت، يدين فيه اللاعب الشاب إلى جاريدو. ومن الجيد أنهم لم يراقبوه في أخر أيامه مع الأهلي.

النتائج فعلا تحسنت مع فتحي مبروك. لكن ما الذي تطور في الأهلي فنيا عن فترة جاريدو؟

ببساطة، مبروك تعامل مع لاعبي الأهلي نفسيا بشكل جيد، وهذا ما كان له الدور الأكبر في تحسن النتائج. وما اعترف به الرجل بنفسه.

التدخل الفني الوحيد لمبروك، ربما يكون إعادة رمضان صبحي للتشكيل الأساسي. ولكن تطور لاعبين على المستوى الفردي لم يحدث حتى الآن. لذلك من الطبيعي أن يكون أغلب تشكيل المنتخب من لاعبين في الزمالك، حتى لو فاز الأهلي في القمة.

هل ينتظر الأهلي مثلا فريقا قويا من فتحي مبروك بعد 3 سنوات. أشك، والدليل أن النادي الذي تعاقد مع جاريدو وطلب منه بناء فريق للمستقبل هو نفسه الذي ضم لاعبين في كل المراكز. واحد منهم بـ20 مليون جنيه.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات