كتب : وسيم أحمد | الخميس، 23 يوليه 2015 - 01:00

الشعراوي الجديد .. هل نلحقه؟

إذا استيقظت يوماً من نومك متوجهاً صوب باب منزلك حيث النقرات الهادئة المتتابعة، لتجد الطارق يقول لك : " صباح الخير سيدي، إن لك ابناً لا تعلم عنه شيئاً، قد كَبُرَ وشبَّ والتحق بأكبر الجامعات العالمية، وتخرَّج بامتياز، وهو خارج البلاد الآن، ولكنه يتطلع لرؤيتك "، فهل ستُصدق ؟!

بالطبع هو شىء غير معقول وغير منطقي، كيف يكون لك ابناً دون علمك ؟! وكيف ومتى يصل - دون الحاجة إليك - إلى ما وصل إليه من تفوق ؟!

ورغم أن القصة تبدو غير واقعية بالمرة، إلا أن ذلك كان هو ما حدث بالفعل على أرض الواقع منذ عدة سنوات مع اتحاد الكرة المصري، الذي وجد الطارق يخبره بأن له ابناً مصرياً متألقاً في عالم الساحرة المستديرة ولا يعلم عنه شيئاً ويدعى ستيفان شعراوي.

وما يزيدك من الأمرُ حيرة، أن تعلم بأن الطارق لم يكن يريد جزاءاً أو شكورا، بل كان يريد الخير فقط، لكن الاتحاد تكاسل في التحرك - فلن أقول أنه لم يتحرك - ولكنه تكاسل وتحرك متأخراً، فضاع منه ذلك الابن الذي جاءه دون عناء أو تعب.

وبعيداً عن تلك المقدمة الطويلة، وبعيداً عن أن قصة ستيفان مر عليها ما يقرب من الخمس سنوات.

علينا أن نتسائل الآن، هل استفاد اتحاد الكرة المصري من الدرس ؟ وهل تعلَّم من تجارب روراوة رئيس الاتحاد الجزائري الذي قاد منتخب بلاده للتأهل مرتين متتاليتين للمسابقة الأغلى في العالم من خلال التجربة ذاتها ؟

إذا كانت الإجابة بنعم، إذاً فعلى الاتحاد المصري النظر سريعاً لموهبة تتشابه كثيراً مع موهبة الشعراوي ولكنها قد تتفوق عليها قريباً.

ففي الأسبوع الماضي، فاجأني شخصياً جيان بييرو جاسبيريني المدير الفني لفريق جنوى الإيطالي باصطحاب 27 لاعباً من بينهم اللاعب أمير محروس - صاحب الـ 17 عاماً فقط والذي يحمل الجنسيتين الإيطالية والمصرية - لمعسكر الفريق بالنمسا استعداداً للموسم القادم، وهو ما سلطت عليه الضوء صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت الإيطالية واسعة الانتشار.

ولمن لا يعلم فإن أمير، يتشابه كثيراً مع الشعراوي، حيث يشاركه نفس النادي الذي بدأ منه الانطلاق " جنوى "، كما تربطه به علاقة " شبه أسرية " ولكنها ليست صلة قرابة، وكان الشعراوي بمثابة الأخ الأكبر لأمير والذي كان يأخذه وهو ناشىء صغير إلى النادي ويعيده لوالده في نهاية اليوم.

ويعد أمير من أفضل المواهب في جيله حالياً، وسبق أن تلقى عرضاً للانتقال لصفوف روما مع بداية الموسم الماضي، ولكنه فضل البقاء في جنوى لفترة أطول.

كما أن كون اللاعب ينضم لمعسكر الفريق الأول بالنمسا وهو ما زال في سن الـ 17، ومع مدير فني مخضرم بحجم وقيمة جاسبيريني، فإن هذا يعبر عن حجم الموهبة التي يمتلكها.

i

وليس ذلك فحسب، بل إن أمير تمكن من تسجيل هدفاً في أول تدريباته مع الفريق بالنمسا، وهو ما أبرزه الموقع الرسمي لجنوى قبل أن يخوض أولى مبارياته الودية مع الفريق أمام فال ستوباي " أحد أندية الدرجة الثالثة " ويتمكن من صنع 3 أهداف في 40 دقيقة فقط هي إجمالي دقائق مشاركته في اللقاء، بعدما شارك في مركز الجناح الأيسر.

iio

وإذا كان الشعراوي قد ضاع من مصر، فعلينا الآن التحرك بسرعة نحو أمير قبل أن يضيع هو الآخر، فهي هدايا ثمينة تأتي على طبق من فضة لاتحاد لم يتعب في شىء من أجل الحصول عليها، بل هي من تأتي إليه، فقط عليه أن يمد يده ويلتقطها.

فهل يستمع اتحاد الكرة للطارق هذه المرة ؟ أتمنى ذلك.

uuuu

أما إذا كانت الإجابة بلا، إذاً فعلينا أن نصمت وننتظر مشاهدة أمير بقميص المنتخب الإيطالي قريباً، دون إزعاج لأعضاء اتحاد الكرة ورئيسه المنشغلون بإعداد العدة لخوض انتخابات مجلس الشعب القادم، كان الله في العون.

معلومة لمن يهمه الأمر: العام الماضي أحضرت أمير محروس بنفسي لمعسكر منتخب مصر للشباب تحت قيادة د. جمال محمد علي، وانضم بالفعل للمعسكر، وتلقى إشادة المدير الفني للمنتخب المصري، إلا أنه مع المباريات الرسمية لم يستدعيه ليودع المنتخب المصري التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية دون مشاركة من أمير المصري !

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات