#تاريخ_الكرة – صحفي ممتعض وبداية عربية خالصة في ظهور ركلات الترجيح

الإثنين، 13 يوليه 2015 - 15:00

كتب : نادر عيد

وهناك من يتابعها وقلبه يخفق 200 مرة في الدقيقة لخوفه من خسارة فريقه.

إنها ركلات الترجيح. أو كما يطلق عليها، ركلات المعاناة.

متى بدأت ولماذا؟ ومن هو صاحب فكرتها وما الذي دفعه لذلك؟ هذا ما يستعرضه التقرير التالي.

ركلات الترجيح استخدمت في البداية لحسم مباريات كرة القدم التي انتهت بالتعادل بعد الوقت الإضافي في خمسيينيات القرن الماضي بعدة بطولات محلية أوروبية مثل كأس إيطاليا وكأس يوغوسلافيا.

لم تكن بشكلها الحالي، 5 ركلات لكل فريق ثم ركلة وركلة. لكن الفكرة نفسها طبقت من قبل حتى أن يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم مع بداية السبعينيات.

في الماضي، عندما كانت تنتهي أي مباراة بالتعادل بين فريقين لابد من فائز بينهما حتى تستمر البطولة كان هناك حلين، إما أن تقام مباراة إعادة بين المتنافسين بعدها بـ48 ساعة على الأقل، أو أن تحسم القرعة الفريق المتأهل للدور التالي.

إما أن تلقي اللياقة البدنية بكلمتها في مباراة الإعادة، أو أن ينتظر الفريق الحظ لكي يفوز بالقرعة.

وهو ما حدث في بطولة أمم أوروبا عام 1968 عندما ابتسمت القرعة لصاحب الأرض المنتخب الإيطالي ليتأهل للمباراة النهائية بعد تعادله في نصف النهائي مع الاتحاد السوفيتي.

الاقتراح الرسمي

وكان أول اقتراح يتعلق بإدخال ركلات الترجيح في لعبة كرة القدم من أجل حسم المباريات المنتهية بالتعادل قد تقدم به الصحفي الإسرائيلي يوسف داجان.

فبعد عام من خسارة منتخب بلاده بالـ"قرعة" في ربع نهائي أوليمبياد 1968 أمام بلغاريا، أرسل إلى الاتحاد الدولي مقترحه بشأن لعب ركلات ترجيحية على المرمى بدلا من القرعة لتحديد الفريق الفائز في حال انتهاء المباراة بالتعادل.

نفس المقترح تقدم به الحكم الألماني كارل والد عام 1970 إلى الاتحاد البافاري ببلده ألمانيا.

تم مناقشة المقترح في 20 فبراير 1970 من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتمت الموافقة عليه.

الفيفا اعتمد ركلات الترجيح في بطولاته رسميا عام 1976، وسبقه الاتحاد الأوروبي إلى ذلك بستة أعوام.

لا للإعادة

قبل مباراة ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا في نهائي بطولة أمم أوروبا 1976، اقترح الاتحاد الأوروبي على المنتخبين أن تقام مباراة إعادة بعد 48 ساعة في حالة انتهاء اللقاء بالتعادل.

الفريقان رفضا الأمر، وفضلا الاعتماد على ركلات الترجيح لحسم المتوج باللقب في حالة التعادل.

وكانت هذه أول مباراة في بطولة دولية كبيرة تحسم بركلات الترجيح، حين سجل أنتونين بانينكا ركلته الشهيرة "الملعقة" في مرمى العملاق سيب ماير.

البداية عربية

وعلى صعيد البطولات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن أول مباراة حسمت في التاريخ بركلات الترجيح كانت عربية خاصلة بين تونس والمغرب.

فعندما تقابل الفريقان في الدور الأول من تصفيات كأس العالم 1978، تعادلا 1-1 في الدار البيضاء ثم تكررت النتيجة في تونس، قبل أن يحسم نسور قرطاج المواجهة بركلات الترجيح.

وكانت أول مباراة في نهائيات بطولة كأس العالم تحسم بركلات الترجيح تلك التي لا تنسى بين ألمانيا الغربية وفرنسا في نصف نهائي 1982، حين عدل المانشافت النتيجة من 3-1 إلى 3-3 في الوقت الإضافي وتفوق بعد ذلك بركلات الترجيح.

تظل ركلات الترجيح إلى يومنا هذا لها رونق خاص وسحر لا مثيل له لما فعلته بالعديد من أساطير كرة القدم.

فمن ينسى ركلة روبرتو باجيو في نهائي مونديال 1994، ومن ينسى ركلة ميشيل بلاتيني أمام البرازيل في كأس العالم 1986.

كاكا، ستيفين جيرارد، كريستيانو رونالدو، وحتى دييجو مارادونا. ركلات الترجيح لم يسلم منها نجوم اللعبة عبر التاريخ.

التعليقات