كتب : محمد البنا | الثلاثاء، 30 يونيو 2015 - 21:23

دوري أبطال إيفونا

نجحت إدارة الأهلي بالفكر الشاب المتطور في تدعيم صفوف الفريق باللاعبين الذين يحتاجهم بعد موسم انتقالات فاشل في الموسم الماضي سيطر فيه الزمالك على كل الصفقات الهامة.

ففي الصيف الماضي دعم الأهلي صفوفه بصفقات ضعيفة أغلبها سيرحل قبل بداية الموسم المقبل.

تعلم الأهلي من ضربة الزمالك. فلن يترك النادي الأحمر منافسه من جديد فرسا وحيدا في سوق الانتقالات.

الزمالك ينتصر بالعناصر الجديدة مثبتا أن حجة عدم الانسجام التي استخدمها من يهاجمون صفقات النادي الأبيض غير صحيحة.. الواقع أثبت أن أربعة مدربين تبادلوا موقع المدير الفني ومازال الفريق الأبيض متصدرا.

الأهلي يتحرك بشكل سليم. والزمالك في الصيف الماضي كان يتحرك بشكل سليم.

ولكن هناك عامل أخر مهم في تحركات الأهلي والزمالك هذا الصيف.

إيفونا

موسم الانتقالات تحول إلى بطولة فعلية لابد على النادي أن يفوز بها بغض النظر عن هل سينجح اللاعب أم لا.. هذا نجاح إداري في تلبية احتياجات الفريق الأول.

عدم تأقلم اللاعب أو -لا قدر الله- تعرضه لإصابة هذا ليس شأنا إداريا لكنه فنيا بحت.. وهو ما يجعل الأهلي متفوقا على الزمالك حتى الآن في موسم الانتقالات، لأنه بات يعمل باحترافية في وجود لجنة تسويق سريعة التحرك.

سيطر الأهلي على قناعة اللاعب، ثم تحول إلى إدارة الوداد للتفاوض على قيمة الصفقة والتي ترغب في الحصول على أكبر عائد مادي واستغلال صراع القطبين المصريين على لاعبهم صاحب الـ22 عاما.

وبسبب الصراع.. نحن على وشك إبرام أكبر صفقة لناد مصري في التاريخ مقابل لن يقل عن مليونين دولار ما بين عمولة الوكلاء وما يتقاضاه الوداد.

ولا نناقش هنا إن كان اللاعب يستحق هذا المبلغ أم لا.. لكن اسأل نفسك، هل لو لم يتصارع عليه الناديين لوصل سعره إلى هذا الرقم؟ قيس على ذلك كل الأسماء التي يتم طرحها في سوق الانتقالات المصرية ويتصارع عليها القطبان.

وبسبب تصريحات مرتضى منصور رئيس الزمالك حول إيفونا ما بين "العقود في الدُرج" وإهانة مسؤول التعاقدات في الأهلي هيثم عرابي تحولت الصفقة بالفعل إلى دوري أبطال إيفونا.

ربما يكون رئيس الوداد هو من منح الزمالك فرصة في الصفقة.. لكن بالتأكيد ينظر لمصلحة ناديه في الحصول على أكبر عائد مادي دافعا كبيرا نحو ذلك، وقد نجح في إشعال الصراع الذي سيحسمه رغبة اللاعب في الأخير.

وبمجرد اتفاق الأهلي مع الوداد يتوج رسميا ببطولة إيفونا هذا الصيف.. الصفقة التي سيظل اسمها يتردد طوال الموسم المقبل على الأقل.

نجحت إدارة الأهلي في الخطوة الأولى من البطولة.. ولكي يتحول النجاح الإداري إلى فني لابد من الحفاظ على إيفونا مما قد يقال ما بين مهاجمة اللاعب لو أهدر انفرادا بسبب ملايينه أو تخرج شائعة بأن الصفقة تكلف الأهلي بـ"100 مليون جنيه".

مثلما خرجت شائعة قبل سنوات تقول أن مانويل أجوجو نجم هجوم غانا كلّف الزمالك 40 مليون جنيه ومازالت حتى الآن تتناقل هذه المعلومة المغلوطة. في حين أنه اللاعب جاء من نوتنجهام فورست مقابل ستة ملايين جنيه فقط!

سلملنا بقى ع الصفقات

في الطبيعي تبحث الفرق عن احتياجاتها، ثم تضع قائمة بالعناصر المطلوبة للتدعيم.. ثم ميزانية للتدعيم غير معلنة، وتبدأ بالتفاوض.

وفي أوروبا والدول المتقدمة تستنبط الأندية رغبة اللاعب في الرحيل عبر وكيل أعماله، وتبدأ بعد ذلك الاتصالات الرسمية بين الإداراتين للاتفاق على المقابل المادي الذي يتحدد هو الآخر وفقا لمعايير بخلاف مستوى اللاعب ومركزه.. المدة المتبقية في عقده.

لكن في مصر نجد الأهلي والزمالك -وبدون أمثلة لغزارتها- يزاحمان بعضهما البعض من أجل معيار ثالث وهو "حرمان المنافس من التدعيم". مما يجعل أسماء غريبة يصل سعرها إلى أرقام لا تستحقها.

انتقل لاعبون للأهلي لمنعهم من اللعب للزمالك والعكس صحيح.. وانتهى بهم المطاف للجلوس على مقاعد البدلاء في الناديين أو الرحيل أو حتى ذهبوا في بئر النسيان!

لتنتشر مقولة "سلملنا بقى ع الصفقات".

المعيار الصحيح الذي لابد أن تنظر إليه الأندية هو هل هذا اللاعب سيضيف إلى فريقي؟ هل أحتاجه بالفعل؟ هل أنا قادر على الوفاء بالالتزامات المادية تجاهه؟ هل الفارق بين عقده وعقد أقرب زملائه سيكون كبيرا مما يثير بلبلة في الفريق؟

ثم يأتي بعد ذلك التفكير في إضعاف المنافس أو حرمانه من صفقة ستجعله يسد ثغرة لديه. لكن بشرط ألا تؤثر على مستقبل اللاعب نفسه.

ويا حبذا أن كلا الفريقين لديهما نفس المركز الذي يحتاج لتدعيم بهذا اللاعب.. وهنا تكون الضربة مضاعفة.

مازال سوق الانتقالات لم ينته بالفعل، وهناك أسماء كثيرة سيتصارع عليها الأهلي والزمالك ونسمع عن أرقام فلكية لا تتناسب مع قدرات اللاعب.

لكن درس موسم الانتقالات الماضي وإيفونا حاليا.. يجبر إدارة الناديين على احترام عقول الجمهورين.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات