كتب : محمد البنا | الجمعة، 15 ديسمبر 2017 - 02:07

مقال رأي - لماذا لا يفوز الزمالك

مرتضى منصور - الزمالك

عندما تضع رأسك على وسادتك محاولا النوم بعد هزيمة جديدة للزمالك يدور في ذهنك عدة أسئلة وجودية، مثل لماذا لا يفوز الزمالك؟

في بعض الأوقات قد تكون الأسباب كثيرة، والبعض الآخر مبهمة وتحتاج للدخول في تفاصيل دقيقة ربما تجد إجابتك عن السؤال.

الاتهامات الجماهيرية توجه لمرتضى منصور رئيس مجلس الإدارة، لا يشغل بال البعض منهم من يجلس على مقعد النائب.. بل لتغييراته الكثيرة في الأجهزة الفنية والتعاقدات الكثيرة، وهجومه على المدرب أو بعض اللاعبين بعد كل تعثر.

ربما تلك الأسباب بصورة عامة من وجهة نظر البعض لكن هناك بعض التفاصيل سأحاول التعمق فيها عبر السطور التالية..

(1)

في موسم 2014-2015 الذي حصد فيه الثنائية تعاقد الزمالك مع 18 لاعبا بالنظر لأسمائهم ستجد أغلبهم قد ارتدى القميص الدولي في أعمار مختلفة وبالتالي يتحمل البعض ضغوط التعامل مع الفوز والهزيمة.

بالنظر لأسماء التعاقدات في الموسمين الأخيرين فالأمر مختلف، قلما تجد لاعبا دوليا. أو لعب لنادي مطالب دائما بالفوز.

عدد كبير من لاعبي الزمالك في الموسمين الأخيرين لم يظهروا بمستوى طيب أو لم يظهروا من الأساس، وعندما رحلوا تألقوا مع فرقهم التي لا تقارن الضغوط النفسية فيها بالموجودة مع ارتداء القميص الأبيض.

"نادي الزمالك هو أصعب نادي يمكنك أن تلعب فيه كرة القدم" هذه الجملة قيلت من أحد اللاعبين، ربما توضح في باطنها الكثير.

يحتاج اللاعب لكثير من الوقت للاعتياد على ضغط تحقيق الفوز وضغط المطالبة به وأيضا ضغط التعامل مع الهزائم.

بعض اللاعبين يشعرون بأن تسجيل هدفا بقميص الزمالك هو الغاية والمنتهى.. لا يستوعب طموح جماهيره، ولعل أكبر ما يعيب اللاعب المصري هو الاستمرارية وثبات المستوى لفترة طويلة.

فتجد بعض الأسماء بدأت بشكل جيد جدا مع الزمالك ثم اختفت وتراجع المستوى، هذا أمر طبيعي للاعب لم يعتاد على اللعب في مستويات تنافسية وضغوط أكبر من أنديته.

(2)

النقطة الثانية والأهم، هي من المسؤول عن التعاقدات السابقة؟ مرتضى منصور رئيس الزمالك تحدث عن أن طارق يحيى وفاروق جعفر قد ساهما في اختيارات اللاعبين.

لكن الواقع أن الاختيارات جاءت بعشوائية شديدة، فتجد أكثر من 6 لاعبين في مركز ليس به عجز، ومراكز أخرى تحتاج للتدعيم جاء إليها لاعب ضعيف المستوى.

تلك النقطة تسببت أيضا في تقسيم الفريق بين "لاعبين قدامى أو أبناء النادي" وصفقات جديدة، وهذه ضمن الكوارث الحقيقية التي قد تتسبب في تصدع أي فريق، وتحتاج لفترة طويلة ومدرب ذو شخصية قوية ينجح في لم شمل كل اللاعبين حوله.

ويرتبط بهذا الأمر توقيت الصفقات والتعاقد معهم قبل وجود مدير فني.. هذا يحدث كل موسم بالمناسبة، والنتيجة أن بعض اللاعبين الجدد لا يشاركون رغم ملايين أنفقتها على جلبهم لكن المدرب غير مقتنع بهم.

فوجود مدرب يساهم في اختيارات اللاعبين ليس فقط سيفيد الفريق فنيا، بل ماليا أيضا.

(3)

"التفاصيل".. التفاصيل الدقيقة مؤثرة جدا في خلق فريق يتشبع بشخصية البطل.

لا يمكن أن تنافس على بطولة ولاعبك يرتدي طاقم تدريب "تقليد" ويشعر أن منافسه أرقى منه. أو حتى فرق أصغر ترتدي أطقم أفضل. فالزمالك متعاقد مع جوما الإسبانية ومقاعد البدلاء ترتدي أطقم "نايكي" منخفضة الجودة.

أيضا.. الحماية الكافية لكل لاعب غير موجودة، المستشار الفني للزمالك فاروق جعفر يهاجم اللاعبين في تحليله للمباريات ويتهم البعض بعدم التمرير لزملائه.

ثم يجتمع بهم ويقول لهم "أنتم أفضل لاعبي مصر".. فكان منطقيا أن يرد أحدهم (إزاي تقول أحنا أحسن لاعيبة في مصر وتخرج تهاجمنا في الإعلام).

الحماية أيضا تتضمن أن يشعر كل لاعب بأنه لن يرحل في الموسم المقبل أو يتم الاستغناء عنه، فقد أصبحت سياسة الزمالك في وجود إدارة مرتضى منصور هي التغيير. كلما ساءت النتائج تقوم بتغيير المدرب، لم تنجح؟ حسنا ضم صفقات جديدة وانسف حمامك القديم.

(4)

النقطة الأبرز، المسؤول الأول عن كل ما وصل إليه فريق الكرة في الزمالك وهو مرتضى منصور.

17 تغييرا للأجهزة الفنية منذ ولاية مرتضى منصور الأولى، والبقية ستأتي حتما وفقا لتصريحاته الأخيرة.

فكيف يمكن لمدرب قوي الشخصية وصاحب سيرة ذاتية ثقيلة أن يقبل العمل في هذا المناخ؟ ستكون مهمته صعبة وهو يدري جيدا أن مستقبله لن يدوم طويلا.

ستلجأ بعد ذلك لمدربين من أصحاب السير الذاتية الضعيفة الذين يرغبون في ربط اسمهم بالزمالك لما له من باع في الوطن العربي وإفريقيا إن كان مدربا مغمورا.. أو مدرب يريد أن يُبعث من جديد.

المعادلة باتت صعبة، إن وجدت اسما كبيرا تفاوضه في منتصف الموسم يمكنه صناعة الفارق فنيا ومعنويا مع حالة الفريق.. ربما لن يوافق على العمل في الزمالك حاليا.

(5)

بعد أن تسرد كل ما سبق.. يمكنك أن تقول إن المدرب ليس على المستوى أو ضعيف أو بلا شخصية أو .. أو .. إلخ..

أرى أنه من التضليل أن يتم التحليل الفني لتحركات فلان أو ثغرة مُعينة وعدم وجود بصمة حقيقية من مدرب قبل أن يتم ذكر ما سبق والإشارة بوضوح إلى المتسبب الرئيسي.

يقول مرتضى منصور إنه نجح في حصد لقب الدوري وثلاثة كؤوس وسوبر في وجوده.. بعد سنوات عجاف للزمالك، حسنا هذا نجاح وانتهى..

لكن بدلا من خمس بطولات كان يمكن للفريق الأبيض مضاعفتهم في حالة لم يصب رئيسه بالعشوائية الإدارية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات