كتب : عمرو حسن | الأحد، 28 يونيو 2015 - 16:36

"جنة" الأهلي ولا "جحيم" أندرلخت وروما

من الطبيعى أن يتمنى الملايين من المصريين رؤية لاعبينا فى الدوريات الاوروبية خاصة وأن العالم أجمع قد وصل لاستنتاج قديم بأن أي لاعب لا يتطور إلا باللعب فى دول ولأندية يرتفع مستوى اللعبة ومقاييس الانضباط والاحترافية فيها عن مصر وإفريقيا بشكل عام.

لكني منذ سمعت خبر اهتمام روما برمضان صبحي "وبمقابل مالي جيد بحسب تصريحات علاء عبد الصادق" وانتابتنى حالة من القلق من أن الاهلى سيعرقل تلك الصفقة.

لماذا؟ لأن الخبر جاء بعد "نجاح" القائمين على اللعبة بالنادي في إقناع تريزيجية بأن البقاء في مصر و"عمل تاريخ" داخل القلعة الحمراء أفضل من الانتقال إلى أندرلخت البلجيكي!

العجيب في الأمر أن وقت محاولات أندرلخت للظفر بخدمات تريزيجيه، أعلن فتحى مبروك مدرب الأهلي أن "المصلحة المشتركة للاعب والاهلي" هى التى ستحسم البت فى الصفقة.

إذا نظرنا لمصلحة اللاعب، فلا يمكن لأحد أن يقنعني بأن بقاء لاعب كرة قدم في مصر وفي دوري قائم خلف الابواب المغلقة بلا لون ولا طعم ولا رائحة وبأن المنافسة فى غيابات البطولات الإفريقية الهزيلة التي تزداد ضعفا يوما بعد يوم هو أفضل من الانتقال إلى اوروبا!

لا احد يستطيع أن يقنعنى أن اللاعب سيستفيد ماديا من البقاء فى مصر عوضا عن الذهاب لاوروبا وتطوير نفسه وعمل اسم له وزن يمكنه من الانتقال لأندية أكبر بمقابل مادى أكبر بكثير من اندرلخت نفسه.

إذن فلا مصلحة لتريزيجيه من ايه نوع فى بقائه بالدوري المصري.

لسبب ما وللمرة الثانية فى تاريخه يقتنع تريزيجيه بما يريده الأهلي ويفضل البقاء في مصر على الرحيل لأوروبا.

أنا شخصيا لا أفهم كيف يمكن لاحد أن يقتنع بمثل تلك الفكرة إلا اذا كانت لديه ظروف شخصية او عائلية قهرية تستدعى بقائه بمصر!

أفكر كثيرا ولا ارى سوى عدة تفسيرات تفترض أن لاعب الكرة المصرى ليس لديه أي وعي باللعبة التى يكتسب منها رزقه، وليس لديه اى معرفة بالعالم من حوله.

طموحه يقتصر على البقاء فى مصر والفوز بالبطولات الضعيفة والتباهي بما يحققه من "إنجازات" محلية وقارية هو وإعلامه الرياضى يروجون لفكرة إنها إنجازات خارقة وسط أصدقائه بمقاهي القاهرة وغيرها من المحافظات.

لربما هى نفس التفسيرات الافتراضية التى جعلت لاعبا مثل عمرو زكى ينهي مبكرا فترة احتراف كانت مزدهرة فى انجلترا.

أو هي الأسباب التي جعلت ميدو يعتزل فى سن الثلاثين من عمره وأنهت مسيرة لاعب مثل ابراهيم سعيد مبكرا.

ولعلها نفس الاسباب التى الصقت باللاعب المصرى سمعة انعدام الاحترافية وغياب الطموح على المستوى الدولي.

نعود إلى صفقة صبحي. هل ستكون هناك حجة سيستخدمها الأهلي لرفض عرض روما؟

"رمضان يستحق أكثر من 3 مليون يورو".. هكذا صرح وائل جمعة مدير الكرة بالنادى.

ثلاثة ملايين يورو، اكثر من 25 مليون جنيه مصرى تعرض على لاعب لا يتعدى الـ17 عاما.

لاعب كل خبرته الكروية على مستوى الفرق الاولى هى 19 مباراة و4 اهداف بالدوري المصري الهزيل! ويستحق أكثر من 3 ملايين يورو!!!

ونفس المسؤولون يتعجبون فيما بعد لماذا يغالي الناشئين الواعدين فى مطالبهم للتجديد!

إنهم يغالون لانكم انتم كمسئولين اول من بالغ فى رفع قيمتهم بهذا الشكل!

دعونا نلقى ننظرة قريبة على مبلغ الثلاثة ملايين يورو.

أتعلمون أن قيمة جميع لاعبي نادي روما في نفس مرحلة صبحي العمرية – وهو الفريق الذى وصل لنصف نهائى بطولة اوروبا للشباب – قيمتهم مجتمعين لا تتعدى الـ3 ملايين يورو؟!

أغلى لاعب بفريق تشيلسى لنفس الفئة والفائز ببطولة اوروبا للشباب هذا الموسم قيمته لا تتعدى المليون يورو!

لاعبون شباب يلعبون بالفريق الاول لاندية مثل ارسنال كايكتور بيليران ويايا سانوجو وجوردان ايبي بليفربول كل منهم لا تتعدى قيمته الـ3 ملايين يورو يا كابتن جمعة!

السؤال الأهم من كل ما سبق ذكره، أين مصلحة مصر والمنتخب الوطني من كل ذلك؟

لطالما ازعجنا مسؤولون باندية مصر الكبرى متغنيين بإعلائهم لمصلحة الوطن على مصلحة النادي، إلا أن الافعال تاتي متناقضة مع ذلك.

فجميعنا يعلم تمام العلم أن مصلحة المنتخب الوطني فى بناء فريق جديد من اللاعبين الشبان ممن يمكنهم ثقل مواهبهم واكتساب الخبرات في أندية اوروبية محترفة حق الاحتراف.

كيف سيتحقق ذلك و الاهلى يفعل كل ما في وسعه لإقناع لاعبيه الشبان بان "جنة الاهلى" افضل بكثير من اللعب فى اوروبا؟!

الحقيقة المرة هى أن الاهلى فوق الجميع كما يكتب بالبنط العريض على جدران النادي بالجزيرة ومدينة نصر.

الاهلي فوق الجميع بما فيهم مصر ومصلحتها.

ليس من حقى الحجر على حرية اي مسؤول او أي ناد في إعلاء مصلحته ولكن حبا بالله كفاكم التغني بحب الوطن والبحث عن المصلحة العامة والحرص على مصلحة اللاعبين فى وقت انتم كمسئولين تستغلوا فيه انعدام طموح هؤلاء اللاعبين من اجل مصلحة النادي بعيدا عن المنتخب.

كفانا تبريرا للعديد من الاخطاء لمجرد أن الإعلام الأحمر أو الإعلام الأبيض ينجح في التاثير على الجموع بضخ بروباجندا من نوعية "قيمة اللاعب الحقيقية"، "حاجة النادي وقت الشدة" و"الولاء للكيان على تفضيل الاموال"و غيرها من عبارات التعبئة الفارغة.

كفانا تبريرا لمثل تلك الأخطاء لاعتبارات أن "النادى لا يملك لاعبين فى هذا المركز او ذاك". أي ناد وأي مركز وأي دوري هذا الذى تتحدثون عنه وتريدون الإبقاء على مواهبنا ودفنها به لمجرد كيد جماهير الخصم على فيسبوك و تويتر!

ملحوظة: كاتب هذا المقال أهلاوي أبا عن جد، وأهلويته وحبه لمصر وللنادي هي ما تدفعني لنقده.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات