كتب : عمرو حسن | الجمعة، 18 يوليه 2014 - 11:27

اطلقوا سراحهم، دعوهم يذهبوا لاوروبا

جميع التجارب أثبتت أن أي لاعب واعد سيتمكن من تطوير مستواه على الجانب العقلي والبدني والمهاري والاحترافي بشكل يضاهي هؤلاء الذين شاهدناهم في كأس العالم، لو انتقل للعب في أوروبا في أصغر سن ممكن.

هذا الطريق قد أصبح ضرورة لللاعبين المصريين بالتحديد ممن يعانون من اللعب فى بطولات محلية و قارية هزيلة جدا لدرجة ان الاهلى الذى يمر بفترة تجديد دماء و يقدم عروض غير مقنعة بالمرة تمكن من الفوز بدورى 2014 وقبله ببطولة إفريقيا 2013.

الا ان "عمالقة" الكرة المصرية دائما ما يتناسوا مسئوليتهم الوطنية و يتناسوا ادارتهم المفترضة لبيزنس يتداعى وينهار ماديا و فى ادق الحاجة لعوائد من بيع بعض نجومه من اجل الاستمرار ليقدموا لنا رأيا اخر و هو: اللاعيب يقعد فى مصر منوديهوش اوروبا عشان ميبقاش "خاين" و "عميل" و ميجريش ورا الفلوس وعشان يرد للنادي التمن.

وكأن الاهلى و الزمالك يأتون بلاعبين كانوا عايشين فى الشارع ولازم يذل ابدانهم لسنين (مع انهم هيردوا كل اللى دفعه النادى فيهم اصعاف اضعاف عن طريق بيعهم لاى نادى فى اوروبا).

محمد ابراهيم الزمالك كان لدية فرصه ذهبية للانتقال الى مالاجا الصيف الماضى و لكن إدارة النادي قرروا المغالاة فى طلباتهم (و هم لا يعنيهم هنا اى مكاسب مادية هم فى امس الحاجة اليها بقدر ما ارادوا الابقاء على اللاعب ليستمر فى دورى حكشة المصرى خاصتنا كيدا فى الاهلى و نبروه و عثماثون).

ما حدث كره مسؤولى مالاجا فى عيشتهم وجعلهم يصرفون النظر عن التعاقد مع لاعب مغمور يعتبر شرائه مغامرة لأي ناد أوروبى فما بالنا بالاسعار الهلامية التى يطلبها الاهلى و الزمالك.

انظروا الى ابراهيم الان، لقد قضى موسما اقل من المتوسط مع الزمالك وفقد موقعه بالمنتخب وقد يكون محظوظا اذا استمر مع النادى لموسم اخر. جدع يا زمالك ضيعت على نفسك مكاسب مادية وضيعت على مصر نجم محتمل.

الاهلى لا يقل تعنتا عن الزمالك فيما يتعلق ببيع نجومه فلا يمكننا ان ننسى دراما عصام الحضرى الذى استطاع الاهلى وقتها ان يقنع جحافل المصريين انه "خائن" و "عميل" و "بيبيع النادى فى وقت الزنقة" حينما اراد ان يلعب لسيون السويسرى.

ومن منا لا يسعى ان يزيد من دخله؟! هل معنى ذلك ان كل مصرى يقبل بعرض عمل فى الخارج فهو "يبيع و يخون" مستخدمه المصرى؟!

ليس فقط ذلك، بل استطاع الاهلى استخدام آلة اعلامية ضخمة نجحت فى إقناع جماهيره بان مبلغ 400 الف يورو المعروضه من سيون لشراء الحارس صاحب الـ35 عاما انذاك هو مبلغ لا يتناسب مع "حجم و اسم" النادى! على كدة ريال مدريد مبيبعش لاعيبة بأقل من 20 مليون يورو عشان النادى بطل اوروبا عشر مرات! أي كلام.

العام الماضى استطاع سيد عبد الحفيظ مدير الكرة السابق بالاهلى إقناع محمود تريزيجية بان البقاء فى مصر و اللعب خلف الابواب المغلقة فى دوري حكشة افضل بكثير من قبول عروض التجربة بكل من اياكس امستردام و جلاسجو سيلتيك! العجيب فى الامر ان اللاعب صدق.

امكانية نجم واعد اخر فى اوروبا تضيع على الكرة المصرية و اهو تريزيجية قاعد معانا بيعمل تاريخ فى القلعة الحمرا!

المسلسل لا ينتهى، فرامى ربيعة مازال يعانى الامرين حتى يقبل الاهلى بعرض سبورتنج لشبونة لضمه.

النادي البرتغالى عرض 550 الف يورو و الاهلى يزايد متناسيا ان العديد من اسلاف ربيعة و ابراهيم قد دمروا سمعة اللاعب المصرى فى اوروبا عبر السنوات باستهتارهم و عدم احترافيتهم و ضالة ثقافتهم و طموحهم المحدود، مما يجعل اى عرض من اى نادى اوروبى للاعب مصرى معجزة فى حد ذاته و كفاية اصلا ان الناس دى لسة بتبص عندنا على لاعيبة.

لكن الاهلى هو الاهلى يريد ان يبقى الجميع حوله حتى يدهس الجميع محليا و يكيد الاعادى هو الاخر لدرجة جعلت اللاعب يتمارض صراحة حتى يدفع مسئولى النادى على الموافقة على رحيله بهذا المبلغ "الزهيد" من وجهة نظر الاهلى. اكتر من 5 مليون جنية فى لاعب لسة بيقول يا هادى مبلغ زهيد ازاى مش فاهم! كلها حجج.

اخر عنقود العذاب يأتى فى صورة عمرو جمال: هذا الفتى الصاعد بقوة الصاروخ.

مهاجم قد يكون نموذجيا و الابقاء علية داخل الاجواء الكروية المصرية بكل ما تحمله من مهاترات كفيل بإفشال مسيرته الكروية فى اقل وقت ممكن و قد نراة فى "بركات ملك الحركات" بحلول رمضان القادم او بعد القادم اذا لم ينجح فى الانتقال الى اوروبا هذا الصيف.

جمال وشركة تسويقية ما يتحدثون عن عرض من تولوز الفرنسى بقيمة مليون و 200 الف يورو و الاهلى فى البداية قال انها عروض وهمية ثم عاد مسؤولون ليعلنوا ان جمال لن يباع بأقل من 2.5 مليون يورو.

ايوة زمبؤلكوا كدة عمرو جمال اللى يدوب لسة مكمل اول موسم دورى ممتاز مع النادى تمنه 22 مليون جنية مصرى!

طبعا تولوز غالبا هيصرفوا نظر وسيبقى جمال ليساعد متعب فى العودة لمستواة اللى مش عارف يرجعله بقاله 3 سنين و بالتاكيد سيكون دورى حكشة الشرس افضل لجمال و منتخب مصر من ذهابه لاوروبا فى هذا السن الصغير. برافو يا اهلى!

--

كعادة المصريين كل أربعة أعوام مزدوجة يقضى الملايين منا شهرا كاملا ملتصقين بشاشات القنوات السعودية تارة والقطرية والاسرائيلية تارة اخرى مستمتعين بمشاهدة اضخم حدث كروى و هو كأس العالم، الا انا هذة المتعة غالبا ما تمتزج بألم كبير كلما قدمت احدى الفرق الافريقية او العربية او حتى الاوروبية المتواضعة "تاريخيا" اداء رائعا يجعلنا نتسائل "لماذا لا تتاهل مصرالى كأس العالم لكى تقدم اداء قويا مثل هذة المنتخبات؟"

سؤال دائما ما يتبعه استنتاج ترضية النفس الذى يحمل عنوان "الحمد لله اننا لم نصعد كان زماننا متروقين من اضعف فرقة فى كاس العالم".

الاغلبية العظمى من الفرق التى اجادت فى البرازيل نجحت فى ذلك عبر منظومات افرزت جيل قوى من اللاعبين او حتى الدول التى حالفها الحظ بجيل فلتة قد لا يعوض مرة اخرى.

لكننا جميعا نتفق على ان العنصر الاساسى فى نجاح اى منتخب كان هو نوعية اللاعبين الذى يمتلكهم و مدى اجادة كل مدرب فى توظيف امكاناتهم و مواهبهم.

وبالنظر لحال كرة القدم المصرية فنجد انه منذ الاخفاق فى الصعود لكاس افريقيا 2012 والتطورات سياسية التى حالت دون اقامة بطولات محلية مقبولة المستوى و فى ظل انعدام اي نوع من انواع التنظيم الرياضى حتى قبل 2011 الا انه و بقدرة قادر لا تزال الملاعب المصرية تفرز عددا لا بأس به من اللاعبين الواعدين قد يكونوا نواة لمنتخب قوي فى يوم من الايام اذا ما تم صقل مواهبهم بالشكل الامثل.

لكن بعد رامي ربيعة، عمرو جمال، محمد إبراهيم، عصام الحضري، مازلنا بعد كل هذا نسأل لماذا ليس لدينا لاعبون يمكنهم مناطحة نجوم غانا حتى يمكننا التاهل لكاس العالم حتى يمكننا فى يوم من الايام مضاهاة منتخب مثل البوسنة او سويسرا او الولايات المتحدة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات