أنا أحمد الأحمر - (1) عن الأب الذي حولني إلى نجم كرة قدم!
الأحد، 31 مايو 2015 - 12:09
كتب : ريهام عصام

أصر مصطفى الأحمر أيقونة كرة اليد في مصر أن يتجه أحمد للعب كرة القدم.
يفسر الأحمر الصغير ذلك "والدي رأى أن كل ما حققه من نجاحات وبطولات لم يضعه في مصاف نجوم كرة القدم في المجتمع رغم أنه كان ومازال من أساطير كرة اليد سواء كلاعب أو مدرب".
وفيما لعب أحمد الأحمر مباراته الأخيرة مع فريقه الألماني فلينسبرج مساء السبت، ومازال يقرر وجهته المقبلة، يروي اللاعب الأعسرلـFilGoal.com كيف تخطى في مشواره نجوميته المبكرة في كرة القدم وكيف اقتنع والده بتركه يمارس لعبته المفضلة التي يتربع فيها على قمة اللاعبين المصريين والعرب.
كل ما يلي على لسان أحمد الأحمر لـFilGoal.com.
--
"مشواري مع كرة اليد بدأ مبكرا. والدي كان اعتزل اللعبة في 1987 أي بعد مولدي بثلاث سنوات، وبدأ مشواره في نادي الزمالك مدربا".
"حين أصبحت في الخامسة من عمري بدأت في الذهاب مع والدي لأشاهده وهو يدرب. كنت ألعب دون وعي أو دراية حول ملاعب كرة اليد مثل أي ابن لمدرب".
"لكني لم أبدأ في عشق كرة اليد حقا إلا حينما بدأت في ممارستها في سن السابعة".
" لم يكن هناك فريق لمرحلتي العمرية. أنا مواليد 1984، لكني كنت ألعب مع فريق مواليد 1982".
"بدأت بالفعل في اللعب مع هذا الفريق بانتظام حتى وصلت لسن عشر سنوات رغم عدم قدرتي على لعب المباريات معهم لأن سني أصغر، كل هذا ووالدي لم يأخذ الأمر بجدية".
النقلة
"كان بالنسبة لوالدي أن لعبي كرة القدم لا يتخطى لعب طفل يقضى وقته تحت عينه وإشرافه، ثم جاءت النقلة".
"تلقى والدي عرض لتدريب أحد الفرق في الدوري السعودي".
"بالفعل انتقلنا مع شقيقي الأصغر وشقيقتي ووالدتي مع والدي إلى السعودية، وكنت أنا وشقيقي الأصغر سويا طول الوقت، نترك المنزل معه من الرابعة والنصف عصرا حتى العاشرة مساء حتى ينهي مرانه لمختلف الفرق التي يدربها".
"طوال هذه الفترة كنت أتنقل أنا وشقيقي للعب مختلف الألعاب، ما بين كرة القدم واليد والسلة، كل ما كنا نستطيع فعله لإضاعة الوقت وتفريغ طاقاتنا".
صائد الخفافيش!
"المران الأصعب بالنسبة لي كان محاولة الهروب من مفاجآت أخي المرعبة، فشقيقي رغم أنه الأصغر سنا كان الأكثر مغامرة".
"ففي الشتاء في السعودية اعتدنا أن نشعل نيران للتدفئة ونجلس حولها في آخر اليوم، بحثت عن أخي لفترة حتى وجدته قادما من بعيد يجر في حبل حيوان لم أميزه حتى اقترب مني وأدركت ما فعله واخذت في الركض بعيدا".
"في السعودية حيوان يسمى "الضب"، كل ما أعرفه عنه أنه فصيلة بين التماسيح والسحالي، وحذرونا أنه لو قضم على أصبعك أو يدك لقطعهما في لحظة، ولا أدري ماذا حل بأخي لأجده يجر هذا الحيوان خلفه مبتسما كأنه كلبه الأليف، ويصر أن آخذه منه لألعب به!".
"لكنها لم تكن المرة الأولى، فقبلها بعامين وهو لم يتمم عامه السادس وجدته قادما لي يحمل كيس أسود يهتز لنكتشف انه اصطاد خفاش، ولا أحد يعلم حتى الآن أين وجده في قلب نادي الزمالك!
"كان جريئا للغاية رغم سنه الصغيرة وكنت لا أشعر بالملل إطلاقا وأنا معه!".
محترف كرة قدم
"بعد عودتنا من السعودية، كنت قد بلغت عامي الـ11اكتشفنا أن نادي الزمالك كون الفريق لمرحلتي العمرية لكرة اليد، فبدأت أتمرن معه رغم ارتباطي أكثر بفريق المرحلة العمرية الأكبر".
"وهنا بدأت تتضح معارضات والدي لممارستي كرة اليد".
"شجع والدي على هذا أنه خلال ممارستي لكرة القدم في النادي مع أصدقائي أكد المدرب الكبير حسن بصري وقتها لوالدي أنني موهوب في الكرة وأنني لو مارستها بشكل احترافي سأحقق نجاحات كبيرة".
"أصر والدي على ارسالي لاختبارات فريق كرة القدم، وبعث معي بتوصية منه لاحد المدربين في لجنة الاختبارات".
"حقيقي لم أكن أرغب في لعب كرة القدم".
"ذهبت للاختبار. قلت في نفسي لن أخبرهم عن اسمي أو اسم والدي حتى لا أنجح في الاختبارات ولن يبقى أمام والدي حينها سوى تركي لأمارس كرة اليد".
"لجنة الاختبارات تقسم المختبرين لخمسة فرق. فريق أساسي وثلاثة فرق احتياطية، ثم المدرسة للتعليم، فوجئت أنهم اختاروني في الفريق الأول الأساسي للنادي في فئتي العمرية!".
"يبدو أن خططي لن تنجح وسألعب كرة القدم في النهاية لأن والدي تشجع أكثر بما حدث".
"لكن رغبتي كانت شديدة في لعب كرة اليد. قررت أن أحضر مران اليد والقدم يومياً".
"استمريت لفترة طويلة على هذا الحال حتى تحدث مدربي كرة القدم حسن بصري ومحمد توفيق مع والدي، وأكدا أن كل هذا المجهود أزيد من اللازم عليّ".
"قالوا لوالدي يجب أن أتوقف عن مران كرة اليد وأركز اكثر وهو ما سيوفر لي نجاح مضمون في كرة القدم، ووقتها بدأت المشاكل مع والدي".
إبعده عن كرة اليد
"وبالفعل ذهب والدي لمدرب فريق اليد وقتها خالد المصري وطلب منه إبعادي عن فريق اليد، ورغم اعتراضه، امتثل المصري لرغبة والدي، وبالفعل بدأت أتمرن بتركيز مع كرة القدم لفترة امتدت لخمسة شهور وبدأت أتناسى كرة اليد".
"وفي أحد الأيام خرجت من مران كرة القدم لأجد المصري في انتظاري".
"حاولت أن أتهرب منه حتى لا أثير حفيظة وغضب والدي من جديد، لكنه أكد لي أنه تحدث مع والدي بالفعل وطلب منه أن يتركني لأشارك في الفريق في أول بطولة يخوضها بعد 10 أيام، وهي بطولة شتوية تقام لفرق الناشئين كل عام".
"لم أتمرن مع فريق اليد سوى مرتين في الأيام ال10 التي سبقت البطولة لإصابتي بدور برد شديد، وحاولت الاعتذار عن المشاركة خاصة أنني لم أعتقد انني تمرنت بالشكل الكافي أو أنني أستحق المشاركة، لكن المدرب أصر على وجودي".
"وبالفعل نجحت مع الفريق في حصد البطولة".
"لعبت مباريات جيدة للغاية وذقت متعة لم أذقها مع كرة القدم، وبدأ البعض في التساؤل أين وكيف نجح خالد المصري في إخفائي كل هذه المدة، وهو ما أعاد لي في لحظات كل شغفي باللعبة، وجعلني أصر وبشدة على لعب كرة اليد رغم اعتراضات والدي ومحاولاته معي بكل الطرق".
"استعنت بوالدتي التي ساندتني كثيرا، وبالفعل بدأ والدي في الاستسلام على مضض خاصة عندما شاهد بعض مباريات البطولة، واستمرت محاولات والدي لإثنائي عن القرار حتى وصلت لسن ١٨ عاما".
نرشح لكم










