كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 11 فبراير 2015 - 22:55

هذا هو قاتل جماهير الزمالك!

عندما يخرج البعض ليقول عن ضحايا استاد 30 يونيو خلال مباراة الزمالك وإنبي "إيه اللي وداهم هناك وهما مش معاهم تذاكر" على طريقة البنت التي تعرت في ميدان التحرير، أو "هؤلاء مجموعة من البلطجية يستاهلوا اللي جرى لهم " أو "لو كنت سائق الأوتوبيس كنت دهستهم" مثلما قال رئيس نادي الزمالك ، فالمؤكد أننا فقدنا إنسانيتنا .

لا أعرف كيف يبرر البعض مقتل هؤلاء لمجرد إنهم لم يحصلوا على تذكرة المباراة ؟ وهل هذا خطأ– إن صحت الإدعاءات – يستحق القتل ؟ وهل أصبح الذهاب لمباراة كرة القدم يستحق كتابة وصية قبل الذهاب لاستادات مصر ؟ وهل المنطقي أن تضع وزارة الداخلية قفصا حديديا على أبواب الجماهير كأنهم مجموعة من القردة ؟

هل من المقبول أن يخرج علينا رئيس نادي الزمالك ليقول إنه لن يترك حق الشهداء؟ ما هذا الكلام الرخيص والهراء الساذج وكأنه مطلوب أن نصدقه ، هل من المنطقي أن يخرج علينا بعض الإعلاميين ليقولوا أن جماعة الإخوان هي من تقف وراء الحادث؟ وكأننا نربي غولا مخيفا داخل نفوس المجتمع.

ولو كانت الجماعة بكل هذه القوة والتنظيم ما كانت تركت حكم مصر بعد عام واحد، هذا الكلام لا يصب إلا في صالح الجماعة.

من المسؤول عن حالة الإحتقان الواضحة مع جماهير الزمالك منذ ما يقرب من 9 أشهر ولم تتدخل الدولة لمحاولة إزالة تلك الحالة؟ من المسؤول عن منع دخول الجماهير لملعب المباراة ؟ عندما نصل إلى إجابة تلك الأسئلة سنعرف من القاتل.

الخوف كل الخوف أن تضيع الحقوق – وهو الأقرب كما تقول سوابقنا – دون التوصل إلى المجرم الحقيقي وراء مقتل 19 شابا – بحسب إحصائيات وزارة الصحة - ووقتها ستعلن الحكومة المصرية للمرة الألف أن دماء المصريين رخيصة ولا تستحق مجرد الشفقة، وإنها حكومة منبطحة .

نعم التحقيقات تجريها النيابة العامة حاليا ، ولكن هناك حقائق واضحة وضوح شمس شهر أغسطس، أولها أن نادي الزمالك هو منظم المباراة ، وثانيها أن وزارة الداخلية هي المسؤولة عن تأمين اللقاء وهو مؤشر واضح لتحديد القاتل الحقيقي دون لف ودوران.

القاتل الحقيقي هو من منع التذاكر عن الجماهير وكأنها ورثه الشخصي، وهو من وضع القفص الحديدي للجماهير وهو من أطلق قنابل الغاز بكثافة على تلك الجماهير لدرجة أنها حرقت أعين لاعبي الزمالك وهم بداخل الأوتوبيس وأغمى على بعضهم، فما بالك بمن هم وسط المواجهات الساخنة.

ألا يوجد عاقل واحد في تلك الدولة ليسمح للجماهير الغفيرة بدخول المباراة بصرف النظر عن أي أمر أخر، وبعدها يمكن إتخاذ قرار بمنع حضور الجماهير للمباريات بدلا من وقوع قتلى، مثلما تم في لقاء مصر والسنغال في تصفيات أمم أفريقيا.

في لقاء مصر والسنغال دخل أكثر من 20 ألف متفرج دون تذاكر ولكن الفارق الوحيد بين الحالتين، أنه في مباراة مصر والسنغال لم يكن هناك تعنتا مع الجماهير لأنه لم تكن هناك مصلحة شخصية.

على عكس لقاء الزمالك وإنبي التي حرص فيها رئيس نادي الزمالك على منع "وايت نايتس" من دخول المباراة خوفا من تعرضه للسباب منهم على خلفية الخلافات بينهم ، حتى لو كلف الأمر سقوط 19 قتيل وكأن هيبته أهم من الأرواح.

إلى من يتهموا جماهير الأولتراس بأنهم مجموعة من المشاغبين ، أسأل : لماذا لم تحدث هذه الأحداث المؤسفة والمحزنة في لقاء الأهلي في نهائي الكونفيدرالية التي حضرها 30 ألف متفرج أغلبهم من أولتراس أهلاوي؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات