كتب : مازن فؤاد | الخميس، 05 فبراير 2015 - 11:14

بارسا متعدد الموارد

لم يكن هدف لويس إنريكي هو استرجاع قيم بارسا بيب جوارديولا باللعب كما كان يسعى من خلف أفضل مدرب بتاريخ النادي، بل إنه أراد تكوين فريق لا يمكن التنبؤ به وبالوقت الحالي يبدو انه نجح بذلك.

اليوم بارسا يستطيع التسجيل من هدف بعد 30 لمسة أو عبر 3-5 لمسات للكرة من الهدف، اليوم حارس مثل تير شتيجن يمكنه أن يصنع هدفا كما فعل لنيمار ضد مباراة الكأس وألغي بقرار ظالم من الحكم.

اليوم بارسا يمكنه أن يسجل عبر الألعاب الهوائية والأهداف يسجلها الثلاثي الخطير بالأمام أو الوسط أو حتى المدافعين. كل هذه أمور تجعل بارسا صعب التنبؤ به من قبل خصومه.

بالحقيقة هذا ما يجب أن يميز أي فريق يبحث عن الامتياز، برشلونة ظل حبيسا لأسلوبه المكشوف والذي تحول من الاستعراض المدهش بكل مباراة إلى رتابة قرابة الثلاث سنوات بعد بيب جوارديولا وهذا كان أكبر خطأ لأنه لا يمكن أن تطلب من لاعب بعمر 35 سنة أن يطبق نفس ما كان يفعله قبل 6 سنوات مثلا.

اليوم يوجد فريق جديد بموارد جديدة وخصوصا بخط الوسط (راكيتيش ورافينيا) و هما بدون شك ليسا شابي أو انيستا و من سيأتي لاحقا كهليلوفيتش أو دينس سواريز لديهما اسلوبهما الخاص أيضا.

لذلك أسلوب بارسا بدأ يتطور تدريجيا أو بمعنى أصح الجوهر هو ثابت لكن التفاصيل تغيرت قليلا وهذا ما كان يطالب به الناس منذ سنتين على الأقل.

لويس إنريكي مطالب اليوم بالحفاظ على هذه الموارد و زيادتها قدر الإمكان لأنني واثق أن أفضل هذا الفريق لم يصل بعد وهناك أشياء ابعد مما يقدمها الآن يستطيع عرضها لجمهوره.

بخصوص اتهام بارتوميو.. الذي تابع صفقة نيمار منذ البداية يعرف أنه من المستحيل أن كل تكلفة التحويل بلغت 57.1 مليون يورو.

نعم هذا المبلغ يشمل حصة سانتوس وإحدى الشركات لكن بالمقابل كان يجب أن تعلن حينها النسبة التي حصل عليها والد نيمار والتي تقدر بـ40 مليون لأنك لا يمكن أن تغلف هذا المبلغ على انه عمولة، ووالد اللاعب يملك أسهم ببطاقة ابنه.

هذا كلام لا يمكن أن يعبر على أي مدقق بوزارة المالية و خصوص إن كانت إسبانية و التي تبحث عن كل يورو لدعم بلد يعاني اقتصاديا.

لا يوجد مجال للشك أن ساندرو روسيل وإدارته ارتكبت خطأ وأنا هنا لست بصدد تأكيد أنه بقصد أو من دون قصد لكن ما هو واضح أن في المؤسسات الإسبانية هناك أعداء كثر لبارسا وهذا الموضوع يبدو وكأنه سقط عليهم من السماء بدليل الإجراءات المتسارعة التي يتخذوها.

فموضوع مع الوزارة المالية يأخذ سنوات طويلة أما بحالة البارسا اتهام شخص يكون بـ48 ساعة فقط على طلب وزارة المالية وهذا هو الذي يجعل الشكوك تزداد يوما بعد يوم أن هناك شخص ما لديه سلطة لم يعجبه أن يرى نيمار ببارسا أو أنه أصلا لديه مشكلة مع النادي.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات