كتب : محمد عبد المطلب | الأحد، 07 ديسمبر 2014 - 21:42

سلة - منتخب مصر فى تل أبيب

منذ عام 2010 بدأ الاتحاد الدولى لكرة السلة فى نشاط ٣ *٣ فى كرة السلة (شبيهة بنشاط 5*5 فى كرة القدم) بهدف نشر اللعبة على مستويات أخرى حيث يمكن ألعب فى الملاعب المفتوحة مع وجود الفرق الموسيقية وفرق المشجعات والمسابقات الفردية املا فى جذب عدد اكبر من الشباب لممارسة اللعبة.

أيضا لترويج اللعبة قرر الاتحاد الدولي أن على كل اتحاد محلي إقامة أكبر عدد ممكن من البطولات المحلية الواجب اعتمادها من الاتحاد الدولي لكسب رصيد معين من النقاط يضاف إلى إجمالي نقاط الاتحاد المحلي لتعديل التصنيف بنفس اسلوب الاتحاد الدولي للتنس فى تصنيف اللاعبين وعلى اساس هذا التصنيف يتم تأهل الدول للبطولات الكبرى مثل كأس العالم الذي يقام فى 4 فئات عمرية تحت ١٨ سنة ناشئات وناشئين و كبار سيدات ورجال.

وعندما أدرك الاتحاد المصري أهمية هذا النشاط الجديد قرر تكوين لجنة لدفع هذا النشاط وزيادة عدد البطولات المحلية المعتمدة مع محاولة الاشتراك فى البطولات القارية والعربية التي تعطي المشارك نقاطا أكثر جدا من الاشتراك فى البطولات المحلية.

وكان نتاج هذا العمل مشاركة منتخب مصر تحت ١٨ سنة ناشئات فى اوليمبياد الشباب فى الصين ٢٠١٤ واخيرا تاهله ايضا الى كأس العالم، والتي كانت ستقام فى اسرائيل صيف ٢٠١٥.

إذن اصبح المنتخب المصرى على وشك التوجه الى تل أبيب.

انتشر الخبر كالنار فى الهشيم و بسرعة البرق بين وسائل الإعلام على هذا التأهل والمشاركة المثيرة للجدل خصوصا بعد وصول خطاب التصنيف الشهري من الاتحاد الدولي و مشاركة منتخب مصر المتوقعة فى كأس العالم.

أصبحت المشاركة موضوع فى منتهى الصعوبة والتعقيد لأن عدم اشتراك مصر قد يعرضها لعقوبات من الاتحاد الدولي من حيث الإيقاف الدولي أو الغرامات او الاثنين معا بينما اشتراكها فى بطولة تقام داخل اسرائيل وسفر المنتخب المصرى الى تل ابيب هو خيال.

وأصبح السؤال ما العمل؟

حدثت هذه المشكلة فى الجودو مع رمضان درويش فى ٢٠١٢ و فى المصارعة مع ايناس يوسف ٢٠١٣ و محمد صلاح نجم منتخب الفراعنة الذى اضطر الى السفر الى تل ابيب مع فريقه السويسرى ٢٠١٣.

وفي رأيي، يتعامل الإعلام المصرى بغرابة شديدة مع مثل هذه الموضوعات الشائكة..

ففي حال الفوز يقوم بالتركيزعلى اللقاء وأن هذا الفوز هو نتاج الوطنية المصرية لأبطالنا والروح القتالية امام أبطال إسرائيل بينما يتجاهل الحديث تماما فى حال الخسارة كانها لم تكن وإن اشار الى اللقاء يتحدث وكأن خسارة احد ابطالنا فى مباراة رياضية امام لاعب اسرائيلي هو خيانة لمصر و تقصير فى حق الوطن.

التساؤلات التى تتكرر وتواجه الرياضيون المصريون فى كل رياضة او منافسة قد تلقى بأحد الرياضيين الاسرائيليين فى طريق مصيري :

هل نلعب ام ننسحب؟

لماذا يتم تحميل لقاء رياضى بأى معنى سياسى؟ هذا شكل مرفوض تماما، شكلا وموضوعا.

ولعلنا جميعا نتذكر احداث مباراة كرة القدم بين مصر وليبيا التى اقيمت فى الجزائر 1978بعد توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل و ماحدث من عنف مع اللاعبين المصريين مما اضطر الرئيس السادات حينذاك الى ارسال طائرة حربية لعودة كامل البعثة المصرية المشاركة فى دورة الالعاب الافريقية؟

لماذا لا تقرر الدولة قرارا ثابتا ومعروفا لكل الاتحادات الرياضية انه طالما شارك ابطالنا فى اى بطولة دولية انه قد يواجه احد اللاعبين الاسرائيليين فلا تفكير في الانسحاب.

الحمد لله البطولة تم نقلها الى تونس ثم الى المجر وخرجنا من هذا المأزق والحمد لله مؤقتا ولكنه سيتكرر حتى تقرر مصر، علينا حسم المشكلة من جذورها بدلا من تركها للظروف والدعاء.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات