كتب : وليد الحسيني | الخميس، 06 مارس 2014 - 18:10

الدولة ترعى الفساد وتحميه

سيذكر التاريخ لوزير الرياضة السابق طاهر أبوزيد، أنه وضع يده في جحر الثعابين، الذي يسيطر على الرياضة المصرية لسنوات طويلة.

لم يجرؤ أحد قبله على فتح كل هذه ملفات الفساد المسكوت عنها منذ سنوات عدة، ووضع رؤوس الفساد في الرياضة المصرية أمام جهات التحقيق، الذي أصبح لزاما عليها أن تحسم كل هذه الملفات بشكل نهائي دون مواربة.

سيحسب لأبو زيد، أنه صمم على إجراء انتخابات الأندية في الموعد الذي حددته الدولة المصرية، متجاهلا كل الضغوط التي مارسها عليه كل رؤوس الفساد في مصر بمساندة هيئات دولية أكثر فسادا، ليمنح الجمعيات العمومية للأندية اختيار قيادتها بعد أن انتهت المدة القانونية للمجالس الحالية الراغبة في الاستمرار لفترة أطول لأسباب تتعلق بفساد من نوع آخر.

الفساد الذي يطول أغلب الهيئات الدولية الرياضة، يتضح بشدة في خطاب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لاتحاد كرة القدم المصري قبل لقاء السوبر الإفريقي الأخير بين الأهلي والصفاقسي التونسي، والذي طالب فيه الكاف، السماح لـ30 الف مشجع بدخول المباراة، بدلا عشرة ألاف كما حددت جهات الأمن في مصر، وهو خطاب كشف فضائح وفساد الجهات الخارجية.

الكاف ليس له علاقة بعدد الجماهير، وماذا لو كان طرف المباراة فريق مثل إنبي ليس له جماهير، هل كان الكاف سيطلب زيادة عدد الجماهير، وما هى اللائحة التي التي استند إليها الكاف في خطابه ؟ إنها خطابات بالطلب يا عزيزي.

لا أعرف كيف توافق الدولة المصرية على قبول إشراف مسؤول مصري عضو بأحد الإتحادات الدولية على قانون الرياضة الجديد لمجرد إنه مرشح من هيئة دولية، وهو متهم بقضية الاستيلاء على المال العام منذ سنوات في ظل صمت جهات التحقيق، رغم ما قيل في السابق أن القضية قد أغلقت؟

وكيف يسمح كبار مسئولي الدولة لأنفسهم بالاجتماع معه؟

كيف يغلق ملف التحقيق وقد ذكر تقرير الرقابة الإدارية تحت عنوان "سري جدا "، نصا " أن السيد/ حسن مصطفى استغل سلطاته وعلاقته الوطيدة بالسيد/ محمد أحمد حمدي إسماعيل وشهرته " حسن حمدي، مدير وكالة الأهرام للإعلان وقام بتحويل مبلغ 695 ألف دولار باقي مبلغ الدعم لحساب الوكالة حتى يتمكن من صرف ما يرغب منها على دعم إعادة ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة اليد بعيدا عن الرقابة المالية على أموال الاتحاد المصري لكرة اليد ".

وهذا التقرير أمام جهات التحقيق حاليا ، وننتظر أن تقول كلمتها.

لكثرة الفساد في الوسط الرياضي منذ سنوات طويلة، أفقد الفساد معناه وجرمه ورائحته، وكأن مصر تعايشت معه وارتضته سبيلا لحياتها وتتنفسه بدون أدني شعور بالاشمئزاز، وسيحسب للرئيس القادم إذا ما نجح في السيطرة على هذا الفساد إنه سيكون أول رئيس مصري ينجح في السيطرة على الوباء الذي سيطر على مصر لعقود ليست بالقليلة.

أزمة الرياضة المصرية في الشهور القليلة الماضية، أن الدولة خفضت رأسها أمام ابتزاز أصحاب المصالح والفاسدين، بداعي أن الهيئات الدولية تهدد الرياضة في مصر بالإيقاف، رغم أن فساد هذه الهيئات لا تخطئه العين، ومنحت الدولة المصرية هذه الهيئات أكبر من حجمها ، وخضعت لتهديداتها.

كما أن الدولة صمتت كثيرا على فساد كبار مسؤولي الرياضة المصرية، رغم أن بعضهم متهم بقضايا فساد واستيلاء على المال العام، وأفسد الحياة الرياضة لسنوات طويلة، وكأن الدولة راعية للفساد وتحميه.

مصر وليس الرياضة فقط ، تحتاج الأن لرجال في عقلية سمعة ونزاهة المرشح الرئاسي للنادي الأهلي محمود طاهر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات