كتب : جلاء جاب الله | السبت، 14 فبراير 2004 - 00:00

الفضيلة الغائبة عن الكرة المصرية

عندما استقال سمير زاهر ومجلسه عام 1999 من اتحاد الكرة لم يكن القرار قرارهم ولم يتخذوا القرار إيمانا منهم بأن من فشل فى مهمته يجب أن يترك المجال لغيره فقد ينجح .

زاهر ومجلسه استقالوا تحت ضغط رسمى .. استدعاهم مسئول كبير وقتها وقال لهم استقيلوا فاستقالوا وجاء حرب بالتعيين ثم جاء هو ومجلسه بالانتخاب والآن قال لهم الجميع : استقيلوا فقالوا : آسفين الاستقالة هروب !!

نحن نجهل ثقافة الاستقالات تماما .. عندما احترق قطار الصعيد لم يستقل وزير المواصلات وعندما عادت الطوابير للمخابز بحثا عن رغيف الخبز لم يستقل وزير التموين وحتى عندما فشلت سياسة تعويم الجنيه لم يقل أحد لوزير المالية : قدم استقالثك .. فلماذا ننتظر من حرب ورفاقه المبادرة وتقديم الاستقالة يرغم أنهم منتخبون وليسوا موظفين معينين كالوزراء .. إذا كان لابد من الاستقالة فالأولى أن يستقيل وزير الشباب لأنه المسئول الحكومى الرسمى عن الرياضة فى مصر .

الدكتور زكريا عزمى ناشد حرب وزملاءه خلال اجتماع لجنة الشباب فى مجلس الشعب وقال لهم :" باسم شعب مصر أناشدكم الاستقالة " لأن الاقالة ستضر مصر وملفها لاستضافة مونديال 2010 ولأن طرح الثقة من خلال الجمعية العمومية لاتحاد الكرة سيؤكد الثقة فيكم مما سيغيظ الناس واستقالتكم هى الحل الأمثل .

الدكتور عزمى يعلم جيدا أن الاستقالة لا مكان لها فى قاموس حياتنا العامة وأننا جهلاء تماما بثقافة الاستقالات لأن المستقيل _ للأسف _ سيكون متهما بأبشع الاتهامات ومعرضا للذم والتشكيك فى ذمته المالية بل وفى شرفه بعد أن يترك كرسيه بساعات وتلك هى القضية بل إنها الفضيلة الغائبة عن الكرة المصرية .

لعل هذه الأسباب كانت وراء رفض اتحاد الكرة كل الضغوط التى مورست ومازالت تمارس عليه لكى يستقيل ولا أعتققد أنه الرغبة فى البقاء والاستمرار والتمسك بالكراسى لأن الانتخابات بعد عدة شهور والتربيطات والعلاقات والمصالح ستأتى بنفس المجلس عن طريق الانتخابات حتى الذين تحرمهم اللائحة من الترشيح سيبقون من الأبواب الخلفية .

السياجى سيستمر كمدير للجنة المسابقات بأجر أو رئيسا للجنة ملف المونديال إذا استمرت اللجنة وهانى أبو ريدة مستمر بحكم اللائحة باعتباره عضوا بالمكتب التنفيذى للاتحاد الأفريقى وأحمد شاكر مستمر بصفته رئيسا لمنطقة الدقهلية أو كمدير للجنة الفنية أو لجنة التسويق مادامت نفس المجموعة مستمرة .

من الآخر : نفس الوجوه مستمرة وإذا حدثت المعجزة وذهبت هذه الوجوه فمن سيأتى بدلا منهم ؟ سيأتى سمير زاهر وأحمد شوبير و هشام عزمى وأحمد مجاهد رئيس نادى الحامول بكفر الشيخ ومجدى المالكى فهؤلاء جبهة زاهر حتى الآن وجميعهم كانوا ضمن جبهة حرب أو مؤيدين له بقوة واختلفوا .. يعنى " شالوا ألدو .. وجابو شاهين " !!

أعتقد أنك ستقول _ عزيزى القارىء _ ماذا تريد ؟ هل تريد أن تقول " مفيش فايده " وأحمد زى الحاج أحمد ..؟ طبعا لا أقصد ذلك فقط بل أحاول أيضا أن أشير إلى أن مشكلتنا ليست فى الأشخاص بقدر ماهى فى القيم والمفاهيم والمبادىء واللوائح التفصيل والثغرات التى يعرفها الجميع ..

ببساطة شديدة المشكلة فى نظام عام .. ونظام كروى مهترىء ولوائح عقيمة عفا عليها الزمن وعدم وضوح فى الرؤية وانتصار المصالح الشخصية على المصالح العامة

وإذا استمرت نفس الظروف وبقى الحال على ماهو عليه فلن تكون نكسة تونس هى الأخيرة حتى لو جاءوا بمجلس إدارة من الملائكة !!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات