قبل أن يعلن الأهلي عن تعاقده مع ناشيء الشرقية أحمد جلال .. لم يكن أحد يعرف عن هذا اللاعب شيئا .. ولم يفعل هو شيئا يلفت إليه الأنظار فهو مجرد لاعب قد يكون موهوبا في فريق مغمور لم ينافس بقوة للصعود إلى الأضواء !!

وبعد الإعلان عن التعاقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد .. وجرت ممارسات كشفت عن حقيقة الأوضاع الكروية والرياضية في مصر .. وعرت الخفايا التي تدار من خلالها الرياضة المصرية ككل .

لقد كشفت أزمة انتقال هذا الناشيء للأهلي عن مصائب الكرة المصرية وسوءاتها ويمكن القول أنها كشفت عن أزمة نظام كروي مهتريء وأزمة لوائح عفا عنها الزمن وأزمة ثقة متبادلة بين أطراف اللعبة وأمة جشع عام وخاص والبحث عن المصالح الذاتية بأي ثمن وبلا مبدأ .

أحمد جلال قد يكون أفضل لاعب في مستقبل الكرة المصرية .. وقد يكون " مقلب " يشربه من يرسي عليه المزاد .. وقد يكون لاعبا عاديا مثل سعيد عبد العزيز بطل " خناقة " الأهلي والزمالك والذي انتهى به الأمر إلى الاستغناء عنه ليلعب الآن في الاتحاد السكندري ولكن المهم دلالات هذه الأزمة الغريبة .

هي أزمة نظام أصبحت البلطجة والخطف هي سمته الأساسية فالإسماعيلي اكتشف اللاعب لكنه لم يتعاقد معه بحثا عن فرصة لقيده بأرخص سعر ممكن وكان يدرس إمكانية تسفيره للخارج لكن اتحاد الكرة عدل اللائحة وفرض على أي ناشيء يسافر بدون إذن ناديه عندما يعود إلى مصر أن يعود لنفس النادي الذي خرج منه .

عرض الإسماعيلي 50 ألف جنيه لشراء اللاعب الذي ظل يتدرب مع الدراويش لمدة شهر لكن رئيس نادي الشرقية عرض اللاعب على الأهلي ووافق النادي وحضر رئيس الشرقية وأمين الصندوق للأهلي وطلبوا (120 ) ألف جنية ووافق الأهلي وحصلوا على الشيك وطبقا لما هو مكتوب على ظهره فإنه ثمن لانتقال اللاعب للأهلي .

ذهب مندوب الأهلي لمنطقة الشرقية للحصول على الاستغناء طبقا للاتفاق على ضم اللاعب لكن موظف المنطقة سلم مندوب الأهلي صورة الاستغناء وليس الأصل الذي وصل بشكل ما إلى رئيس الشرقية فطلب من الأهلي زيادة السعر إلى 200 ألف جنيه حتى يعطيهم أصل الاستغناء لكن الأهلي رفض فقام ببيع اللاعب مرة أخرى للإسماعيلي .

وحتى تكتمل الصورة قام مدرب إسماعيلاوي من الشرقية برفع دعوى ضد رئيس الشرقية يتهمه بإهدار المال العام لأن ألإسماعيلي عرض 200 ألف لكنه باع اللاعب للأهلي مقابل 125 ألف فقط حتى يحمي موقف رئيس الشرقية وبالفعل ذهب اللاعب ومعه الاستغناء ( الأصل ) لإلى الإسماعيلي الذي عقد مؤتمرا صحفيا ليهلل للفوز الكبير على الأهلي .

الأهلي لم يقبل الهزيمة .. ذهب إلى منطقة الشرقية وشكا الموظف لرئيس المنطقة الذي قام بتوثيق صورة الاستغناء وكتب عليها أنها صورة طبق الأصل وتعامل معاملة الأصل .

كتب الأهلي عقدا مع اللاعب وقع عليه والده ــ وهو الذي يرفض لعب ابنه في الإسماعيلي ــ وسجل العقد مع صورة الاستغناء في منطقة القاهرة لكرة القدم .. وذهب بعض أفراد أسرة اللاعب إلى ألإسماعيلية حيث أحضروا اللاعب من استراحة الدراويش ليرتدي الفانلة الحمراء ويتم تصويره وهو يرفع يديه بعلامة النصر وكأنه خارج لتوه من معركة الشرف والكرامة .

سيناريو محبوك أفضل من أي فيلم كوميدي وخناقة بلا معنى ستنتهي بإيقاف اللاعب الذي كان ضحية الجشع والبحث عن أعلى سعر بغض النظر عن أي شيء أخر ومن المؤكد أن أوراق القضية ستذهب إلى المحكمة الرياضية وستتخذ قرارها لكن في النهاية تبقى الحقيقة المرة وهي أننا مازلنا نعاني نظاما فاشلا ولوائح بالية من السهل الالتفاف عليها وقيادات لا تستحق الكرسي الذي تجلس عليه .. ولك الله يا مصر !!!!