كتب : جلاء جاب الله | الخميس، 01 يوليه 2004 - 20:49

لا أبطال .. ولا عرب

في بيروت تابعت نهائي دوري أبطال العرب هذا الأسبوع وعدت بانطباع سلبي عن البطولة برغم بعض الايجابيات مما يجعلني أتساءل : هل هي حقا بطولة لـ " الأبطال " و " العرب " أم أنها بلا أبطال وغاب عنها العرب ؟

في البداية لابد أن نعترف أن استكمال البطولة برغم كل الصعاب التي واجهتها .. وإقامة النهائي في موعده يعد نجاحا حقيقيا كما أننا لايمكن أن ننكر أنها كانت بطولة قوية فنيا وأن اللجنة المنظمة ــ وعلى عكس النظام العربي المتبع دائما ــ رفضت كل الضغوط وطبقت اللائحة .

وفيما عدا ذلك كانت السلبيات هي الشعار الرسمي للبطولة .. ولن أسرد التاريخ السلبي الذي بدأ مع انطلاقها .. بل سأحاول أن أنقل الصورة من بيروت كما شاهدتها وكشاهد عيان على " الخيبة الأخلاقية والكروية " .

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه أولا : لماذا أقيم النهائي في بيروت ؟ والإجابة الوحيدة المنطقية هي " مزاج صاحب المحل " أقصد صاحب القرار الذي أراد أن يجعله نهائيا فنيا وليس كرويا نجومه نانسي عجرم وشيرين والفور كاتس وغيرهم ففشل النهائي كرويا ولم يهتم أحد من أهل بيروت وكلهم عشاق للكرة الجميلة لذلك اتموا بأمم أوربا في البرتغال وتجاهلوا تماما البطولة المقامة على أرضهم .

اختيار النهائي في بيروت ليس الخطأ الوحيد بل هناك خطأ دائم هو تصرفات وتصريحات المسئول التنفيذي للاتحاد العربي الذي أعتقد أن تاريخ صلاحيته في الاتحاد العربي قد انتهى منذ فترة طويلة لكنه مازال مصمما على الامساك بكل شيء في يده .

هذا المسئول يعادي ثلاثة أندية بشكل أساسي هي بالترتيب الأهلي المصري وأهلي جدة ثم الزمالك وعندما اتخذ مسئولو الأهلي قرارهم " المصيبة " بالانسحاب وبرغم خطأ هذا القرار إلا أن هذا المسئول خرج ليطالب بعقوبة مضاعفة للأهلي .. وعندما أخطأ لاعبو الزمالك ـــ وأنا لا أدافع عن خطأ ــ كان أكثرهم تشددا وأصر على ضرورة إبلاغ العقوبة للاتحاد الدولي .

وما حدث في فندق إقامة لاعبي فرق الزمالك و الإسماعيلي والصفاقسي والهلال يجعلنا نتساءل عن هذا العبقري الذي وضع الفرق الأربعة في فندق واحد ولن ندهش إذا عرفنا أنه هذا المسئول الذي حاول أيضا معاقبة بشير التابعي لأنه تشلجر مع طارق التايب في الفندق وليس الملعب .

دعونا من الكلام الكبير " المحفلط والمزفلط " عن القومية العربية ــ برغم أنني مازلت مؤمنا بها ولكن بعيدا عن الكرة وأخواتها ــ فهذا لاالكلام لا ينطبق على الكرة ومنافساتها وفي الكرة الفرحة للفائز والمكافأة لمن يسجل وتلك حلاوتها أما حكاية تقريب الشعوب وتقوية أواصر القربى ووشائج الدم فهو كلام عفى عليه الزمن في المجالات الرياضية .

وإذا تحدثنا عن أبطال العرب فسنجد إن هذه البطولة لا علاقة لها بالأبطال وتدخلت عوامل كثيرة لإفراغها من مضمونها البطولي فأين الأهلي وأين إتحاد جدة وأين الترجي والرجاء البيضاوي ؟ وحتى الزمالك بطل مصر أبعدوه عن التتويج بفعل فاعل . !!

لست مقتنعا بالهجوم على البطولة بحجة أنها تجارية وهدفها إجبار الناس على الإشتراك في القناة الفضائية التي تنظم البطولة .. لأن الإحتراف ولغة السوق المفتوح لا تعتبر ذلك عيبا والعالم كله يسير في هذا الاتجاه والمطلوب وجود بطولات قوية تفيد وتستفيد لكن بشرط ألا تضر المنتخبات ولا تعرقل مسيرة الكرة في دولنا .

وإذا كان التحكيم هو أبرز مساوئ البطولة إلى جانب توقيت المبارايات فإن من يتابع ذلك سيلمس وجود تأثير خارجي وراء تلك السلبيات .. لا أؤمن بنظرية المؤامرة فعلا لكن كثيرا من الأمور تدعونا للإحساس بها : مثلا هزيمة الزمالك أمام الصفاقسي بالقاهرة والتي أطاحت بالترجي .. هل كانت هزيمة بريئة ؟ واختيار حكام بعينهم لمبارايات الزمالك ومن قبله الأهلي قبل الهروب الكبير .. هل يمكن أن نعتبره مصادفة ؟ .

البطولة يمكن أن تكون واحدة من أهم وأقوى البطولات الرياضية في الشرق الأوسط ولكن بشرط أن يبتعد رجال الاتحاد العربي وأن يرفعوا أيديهم لأنهم ــ وللأسف ـ عفا عنهم الزمن ومازالو يتعاملون بمنطق السنوات العشر الماضية وكأنهم يتوهمون أن الزمن توقف عندها .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات