كتب : خالد طلعت | الثلاثاء، 06 يوليه 2004 - 14:09

سيكاديلي وبيكاديلي .. وتارديللي!

فقدت مصر تماما فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 , وانحصرت المنافسة بين "الأسود" و"الأفيال" , بينما انحصرت المنافسة بين منتخبى مصر وليبيا على المركز الثالث فى المجموعة والذى أتوقع أن يذهب الى ليبيا , ولنحمد الله جميعا أن كأس الأمم ستقام فى مصر وإلا لكنا قد فقدنا فرصة التأهل لها , وهو مؤشر خطير لانحدار مستوى الكرة المصرية .

بداية أحب أن أوضح أنني لست متشائما لقول هذا الكلام , ولكنها الحقيقة المرة التى يجب أن يعلمها الجميع , فيجب أن تعرف الناس الحقيقة حتى لا تفاجأ بها فى النهاية وتصدم وتتهم الصحافة بالتضليل مثلما حدث مع صفر المونديال الشهير.

أنا شخصيا أحمل الايطالى تارديللى مسئولية الخيبة الثقيلة للمنتخب الوطنى , وبالتالى فيتحملها معه عصام عبد المنعم رئيس اتحاد كرة القدم الذى اختار تارديللى , ولأننا نعيش فى عصر هابط هبط فيه مستوى الفن حتى أصبحنا نستمع الى اغانى من نوعية "سيكاديلى وبيكاديلى" و"مطرب حمبولى" وهى أغانى تصدر من أناس لا علاقة لها بالفن , فإننا وجدنا مدرب يدعى تارديللى من نوعية سيكاديلى وبيكاديلى وهو مدرب "حمبولي" يقدم لنا أداء كرويا هابطا يصدر من رجل لا علاقة له بكرة القدم.

إن تاريخ تارديللى التدريبى سيء جدا ولا يحمل اى انجاز يذكر وتمت اقالته أكثر من مرة وكان يدرب فريق بارى الايطالى الذى يلعب فى الدرجة الثانية وفشل معه فشلا ذريعا , والغريب أن تاريخ تارديللى الفاشل كان هو السبب الرئيسى لاختياره لتدريب المنتخب , حيث قال عبد المنعم بالحرف الواحد : "نحن لا نريد مدرب صاحب تاريخ بل نريد مدرب يصنع تاريخه معنا" , وهو تفكير غريب جدا , واذا كان كذلك فلنجعل أى مدرب مصرى مغمور مدربا للمنتخب حتى يكون لديه الطموح ويصنع تاريخه مع المنتخب!

ان تارديللى قبل أن يدرب المنتخب المصرى كان لديه عرض واحد فقط من تدريب احد الاندية الصينية (اه والله الصينية) , والغريب أنه فضل عرض مصر لسبب واحد فقط حسب قوله : "لأن تدريب الفريق الصيني يتطلب منى البقاء خارج ايطاليا لفترة طويلة , أما تدريب المنتخب فلا يتطلب ذلك " , أى أنه جاء الى مصر (التكية) ليقضى بها خمسة أيام فى الشهر ويقضى فى بلده بقية أيام الشهر.

ثم خرج علينا تارديللى بتصريح اخر أكثر غرابة بعد الهزيمة من كوت ديفوار قائلا : "إن مصر لم تصل الى كأس العالم منذ 14 عاما , فهل تريدون منى أن افعل ذلك فى شهرين"؟ وهنا أسأل السيد تارديللى : "أمال احنا جايبينك ليه ؟ عشان نكسب بوروندى فى ماتش ودى ؟؟ ولو انت مش قد المسئولية ليه تحملتها من الأول"؟ , وأعتقد أن تصريح تارديللى هذا كفيل بإقالته فورا.

لن أتكلم كثيرا عن أخطاء تارديللى الفنية التى يعرفها الكثير وتكلم عنها الكثير ولكنى أود أن أشير الى نقطة تخص تارديللى وأيضا جوزيه , وهى أن نجاح التغييرات أثناء المباراة دليل على اختيار تشكيل خاطىء من البداية ودليل على فشل المدرب , فالتغييرات تتم فى حالة الاصابة او الاجهاد او تراجع مستوى اللاعب , ولكن ان تتم التغييرات الثلاثة ونجد أن البدلاء أفضل فنيا من الأساسيين فهنا يكون خطأ المدرب من البداية أنه لم يشركهم كأساسيين.

نقطة أخيرة : خرج علينا بعض المسئولين والصحفيين يقولون إن البطولة العربية سبب تعادل المنتخب حيث أدت إلى إصابة أربعة لاعبين , ولكنى فقط أود أن أذكرهم أن ثلاثة منهم لم يلعبوا مباراتى السودان او كوت ديفوار رغم أنهم لم يكونوا مصابين وقتها وهم حازم وعبد الواحد وابو جريشة , أى ان الغياب الوحيد كان لحسنى عبد ربه فقط , كما خرج علينا البعض الأخر قائلا أن تارديللى ليس هو السبب , وأن اللاعبون مستواهم متواضع (وهى دى القماشة الموجودة) ولكنى أرد على هذه النقطة بأن ينظروا الى أوتو ريهاجل الذى صنع "من الفسيخ شربات" وقاد اليونان لانجاز تاريخى ونجح فى توظيف لاعبين لا يعرفهم أحد وليس من بينهم نجم واحد.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات