كتب : جلاء جاب الله | الخميس، 22 يوليه 2004 - 22:04

مولد وصاحبه غائب

إن آجلا أو عاجلا ستنتهي زوبعة إسلام الشاطر وانتقاله للأهلي وقد يصبح مكسبا كبير ا وقد لا يكون ويلحق بغيره من الصفقات المضروبة لأن حركة انتقالات اللاعبين في مصر عودتنا على عدم وجود قاعدة ثابتة وعدم وجود لاعب ثابت المستوى دائما .

وبرغم أن إسلام الشاطر يمكن تصنيفه " فنيا " أفضل ظهير أيمن حاليا في مصر إلا أن الكرة مستديرة وبصراحة شديدة لا يوجد في مصر حاليا اللاعب " الفلتة " الذي يستحق هذه الهوجة التي يثيرها الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي عند انتقال لاعب من هنا أو من هناك .

ويبدو أن ألاعيب الانتخابات تصنع الكثير في مثل هذه القضايا الجماهيرية وكل طرف يحاول أن يحقق أكبر مكسب جماهيري من وراء هذه الصفقات وتلك سمة مصرية لن نستطيع تغييرها إلا إذا نجحنا في تغيير أنماط كثيرة من سلوكياتنا العامة وأفكارنا التي تحكم علاقاتنا بالآخرين .

والمشكلة المصرية " العامة " في كل نظام جديد نحاول أن نطبقه أننا لا نبحث في وسائل التطوير بقدر بحثنا عن الثغرات القانونية التي يمكننا من خلالها أن نحقق الاستفادة الشخصية فالأنا عالية والفردية تحكمنا دائما في مثل هذه الأمور وتلك قضية عامة في كل المجالات وليس الكرة أو الرياضة فقط .

نعود لقضية الشاطر التي يبدو أنها ــ كالعادة ــ لن تنتهي بسرعة برغم وضوح الرؤية فيها . فالزمالك وافق على أن يحترف اللاعب خلال الستة شهور الأولى من عقده مع الزمالك وهذا الشرط ليس شرط إذعان كما قال مسئول زملكاوي لأنه لو كان كذلك ما وافق الزمالك ممثلا في المندوه الحسيني وهاني زادة وياسر إدريس عليه .. لكن الحكاية أن اللاعب كان أمامه ستة شهور في الإسماعيلي ويصبح حرا وناديه يحاول أن يكسب من ورائه والزمالك يريد اللاعب فاتفقت رغبات الجميع وبالتالي استجاب الزمالك لرغبة اللاعب في هذا الشرط .

وفي مسائل الاحتراف " العقد شريعة المتعاقدين " وبالفعل وافق الزمالك على إعارة اللاعب لاتحاد جدة لمدة أربعة شهور بعد أن لعب معه مباراة واحدة وطبقا للعقد حصل الزمالك على ما دفعه للاعب وللاسماعيلي ( 875 ألف جنيه ) وانتهت الإعارة وعاد اللاعب وتعاقد مع الأهلي طبقا للعقد أي خلال الشهور الستة التي تسمح له ذلك .. كل هذا سليم لكن الخطأ الذي وقع فيه الأهلي هو أنه لم يسلك الطرق الشرعية وكان يجب أن يخاطب الزمالك بدلا من أن يدفع المبلغ بشيك لاتحاد الكرة باسم الزمالك .. وهذا هو الخطأ الأول .

قد يسأل سائل : وماذا يفعل الأهلي إذا خاطب الزمالك رسميا ورفض ؟ هنا يكون قد سلك الطريق السليم وبعدها يمكنه أن يتعاقد مع اللاعب مادام عقده يسمح له بذلك .. لكن الحقيقة أن الأهلي أرادها ضربة للزمالك مقابل ضربة إبراهيم سعيد . . وقد لا يعرف الكثيرون أن محامي اللاعب عرض الأمر على الأهلي منذ فترة لكن رئيس النادي رفض احتراما لاتفاقه مع رئيس الزمالك وعندما وافق مجلس الزمالك" بالاجماع " على اعتماد عقد ابراهيم سعيد .. رد عليه الأهلي بالتعاقد مع الشاطر .

الزمالك حاول الرد على الضربة من خلال بعض الأعضاء الذين اتصلوا بخالد بيبو ومحمد جودة للتعاقد معهما أو أحدهما لكن الرد السريع لا يكسب دائما لأنه انفعالي وغير مدروس .. كما طلب الزمالك من أصدقائه في نادي اتحاد جدة تفعيل عقد الإعارة وطلب تمديد إعارة اللاعب حتى تتسع المشكلة ويدخا أطراف جدد خاصة أن عقد الإعارة يسمح للنادي السعودي بتمديد العقد سواء بالإعارة أو الضم نهائيا .

موقف اتحاد جدة لن يكون قويا لثلاثة أسباب : أولها أن النادي أنهى الإعارة رسميا في موعدها وهو يوم 30 / 6 وأرسل للاعب يوم 11 / 7 يطلب منه التوقيع على إخلاء طرف يفيد أنه حصل على كل مستقاته حتى يرسل له بطاقته الدولية .. كما أن الزمالك أرسل لاتحاد الكرة بتاريخ 14 / 7 يطالبه بمطالبة الاتحاد السعودي للكرة إرسال بطاقة اللاعب بعد انتعاء إعارته لاتحاد جدة .. وفي نفس التاريخ أرسل خطابا رسميا للاعب يطالبه بالانتظام في تدريبات النادي لانتهاء إعارته .. والسبب الثالث أن اللاعب أصبح حاليا متاقدا مع ناد آخر ولابد من حسم أهلية هذا التعاقد أولا وليس العكس وطبقا لرأي اللاعب ورغبته لأنها الأساس .

قضية الشاطر أيا كانت نهايتها تؤكد عشوائية قراراتنا الرياضية وأن ما يحكمنا هو " المزاج والهوى " وليس القانون واللوائح والمصلحة الفنية وبرغم مرور 14 سنة على بدء الاحتراف في بلدنا إلا أننا مازلنا أسرى العشوائية والمزاج والخلل الإداري والقانوني وغياب الاحترام المتبادل في هذا الوسط الذي أصبح مريضا وعليلا ولا يجد من يعالجه لأنه فعلا " مولد وصاحبه غائب " .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات