كتب : محمد سيف | الثلاثاء، 21 ديسمبر 2004 - 00:56

سلبيات الأهلي .. والنصف الممتلئ من الكوب الأحمر

ليس من طبعي الكتابة عن موضوع واحد مرتين متتاليتين ، لكنني أجد نفسي مدفوعا للكتابة عن الأهلي مرة أخرى بعدما تأملت المقالات الأخيرة على الموقع واستوقفني أنها جميعا تحمل انتقادات للقافلة الحمراء ، وهو ما لا يعكس حقيقة الوضع الرياضي في مصر ، وهي أنه بالرغم من كل سلبيات الأهلي ، إلا أنه يظل الأفضل في الوقت الحالي.

ولا يستحق الأهلي كل هذا النقد المبالغ فيه ، فصحيح أنه مليء بالسلبيات مثله مثل أي مؤسسة خاضعة للدولة ، إلا أنه يبقى الأكثر امتلاكا لنقاط إيجابية ، هي التي ساعدت فريق الكرة على تصدر مسابقة الدوري منذ أسبوعها الأول وحتى أسبوعها الثاني عشر ، عند كتابة المقال ، وساعدت أن تمر انتخاباته بمثل تلك الصورة الحضارية.

فرغم سلبيات انتخاباته الأخيرة والتي تمثلت في الحملة الإعلامية غير المسبوقة لدعم حسن حمدي وقائمته الموحدة ، إلا أن الانتخابات كانت الأفضل والأرقى والأكثر تفاعلا في تاريخ الأندية الرياضية بشهادة الخاسرين أنفسهم. ويكفي أن مواقف جميع المرشحين كانت واضحة منذ البداية ، ولم يكن هناك مجالا للتلاعب في النتيجة ، فصناديق اقتراع زجاجية ، بطاقات انتخابية مختومة وتمسك بالقواعد الانتخابية الصحيحة أكد على شفافية النتيجة وحرم المغرضين من التشكيك في نزاهتها.

حتى انتقادي لفريق كرة القدم بالنادي في مقالي السابق لم يكن يعني أنه لا يستحق صدارة الدوري ، بل كان انتقادا لسلبيات كثيرة تسببت في خروجه من مسابقة الكأس مبكرا وأفقدته بطولة من أصل اثنتين يشارك فيهما الفريق ، ولو استمرت تلك السلبيات في انتشارها السرطاني لضاعت البطولة الباقية رغم الفارق الكبير بينه وبين أقرب الملاحقين.

ولا أحد يستطيع أن ينكر على الأهلي أنه أفضل فريق في مصر في اللحظ الحالية وتحقيقه 12 فوزا من 12 مباراة منهما انتصاران على غريميه الدائمين يبرهن ذلك ، كما أنه يمتلك أقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع ، وهذه نقاط إيجابية تحسب له دون شك ، إلا أنها لا تنفي حقيقة أن الفريق يفتقد إلى هداف حقيقي يستفيد من الكم الهائل من الفرص الضائعة ، وأنه يمتلك نفس عيوب جميع الفرق المصرية من سوء تمركز في خطي الدفاع والهجوم ، وسوء استغلال للركلات الحرة وغياب اللياقة الذهنية ، وكلها عيوب باتت تكون شخصية الكرة المصرية بصفة عامة.

حتى المقارنة بين الجماهير ستصب في مصلحة الأهلي ، لا لأن جمهور الأهلي أكثر رقيا أو أخلاقا أو "ولاد ناس" عن باقي جمهور الكرة ، فهم جميعا مصريون ويملكون الصفات ذاتها ، ولكن لأن مساندته لفريقه حقيقة تستحق الاحترام ، فمجرد أن تهتز شباكه بهدف حتى تجد الجماهير تهتف له وتشد من أزره ، وتحضرني هنا مباراة نهائي كأس مصر الأخيرة والدور الحيوي لها رغم خسارة الفريق في تلك المباراة ، ويكفي أن الأهلي دائما هو الفريق صاحب الحضور الجماهير الأكثر عددا.

كل تلك الحقائق تؤكد أن الأهلي لديه الكثير من الإيجابيات أيضا ، وليس بتلك الصورة التي يعكسها كم المقالات الناقدة له ، والتي تجمعت بالصدفة البحتة لتعطي الكثيرين انطباعا بأننا لا نرى سوى السلبيات ، وهذا ليس صحيحا ، فلازلنا نستطيع النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب الأحمر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات