كتب : هاني عسل | الثلاثاء، 08 مارس 2005 - 03:06

جوزيه .. إغضب كما تشاء!

إذا كان جوزيه غاضبا من لاعبيه ، فإنني ألتمس له العذر في ذلك ، فقد اصطدم الرجل بواحد من أسوأ عيوب الكرة المصرية على مر تاريخها ، ومن حقنا نحن أيضا أن نقلق ، لأن اللعب على التعادل مع فيلا في كمبالا يعني من الآن أننا سنلعب للهزيمة أمام الفرق الأقوى!

وجه جوزيه "دشا باردا" إلى لاعبيه بعد خروجهم من المباراة ، وصرح بما معناه بأنهم دخلوا إلى الملعب وفي ذهنهم اللعب من أجل التعادل لا الفوز ، وبصراحة هي فعلا "حاجة تغيظ" ، لأن الأهلي لم يكن ينقصه شيء لتحقيق فوز ضخم على فريق لا يزيد مستواه عن فريق الناشئين في الأهلي تحت 16 سنة!

كلام جوزيه يؤكد أن المشكلة أكبر مما يتصور ، أو أنه فوجيء بها للمرة الأولى ، أو ظن أننا عولجنا منها ثم تبين أنها مرض عضال!

المشكلة أن الرجل فكر في تحقيق الفوز خارج ملعبه ، ووضع خطته بناء على ذلك ، واعتمد على أن لاعبيه اعتادوا بالفعل على تحقيق الفوز خارج ملعبهم في الدوري والكأس المحليين ، في الإسكندرية والمحلة وبورسعيد ، وحتى في الإسماعيلية ، ولكنه في كمبالا ، وعلى ملعب أرضيته أفضل حالا من أرضية ملعب الكلية الحربية والمقاولون ، وجد أمامه نموذج اللاعب المصري التقليدي بزيه الفرعوني ، الذي تعلم منذ قديم الأزل أن يدخل أي مباراة خارج ملعبه محتسيا قدح "البلادة" ، وفي نيته عدم تجاوز خط منتصف الملعب ، و"تطفيش" الكرة في الثلث الدفاعي ، الذي يمتد عادة في هذه الحالة حتى منتصف الملعب للأسف ، وفي النصف الثاني من الملعب يكون التمرير ببطء شديد ، والتصويب على المرمى بتكاسل ممزوج بأعلى درجات اللا مبالاة ، أما الهجوم المرتد ، الذي هو أصل الكرة الحديثة الآن ، فنطبقه في الملعب على طريقة مباريات كرة اليد عندما تكون هناك تغييرات ، فالكرة تقف تماما ، ولا أحد يفكر في التحرك في المساحات الخالية ، ولا في الشاغرة ، وحتى إنهاء الهجمة يكون بتكاسل ، أو ربما بإحساس بالحرج من الجماهير صاحبة الملعب ، لست أدري!

وبعد أن يطلق الحكم صفارة النهاية ، ربما تجد بعض اللاعبين – من عديمي الإحساس والحياء – يرفعون أيديهم في الهواء تعبيرا عن فرحتهم بالتعادل ، والحمد لله أن هذا لم يحدث بعد مباراة فيلا!

وسبق في مقال سابق أن حذرت بشدة من أن يكتفي لاعبو الأهلي بما حققوه في الدوري المحلي ومن أن يعتبروا ذلك إنجازا ، وقلت وقتها إن الأصعب قادم ، والإنجاز الحقيقي هو في الفوز ببطولة أفريقيا والتأهل إلى بطولة العالم للأندية ، لأن المفروض أن هذا هو مستوى الأهلي.

وقبل مباراة فيلا ، كنت أتمنى أن "يفترس" الأهلي هذا الفريق ، أو على الأقل يلعب بطريقة هجومية خالصة ويحاول التسجيل ، حتى وإن انتهت المباراة بالتعادل ، ليس لأنني أحب الأهلي ، أو أنني أكره أوغندا لا سمح الله ، ولكن لأن "دخلة" الأهلي على بطولة أفريقيا الحالية كان لابد أن تكون هكذا ، تماما كدخول نجم مسرحي عظيم للمرة الأولى على خشبة المسرح.

ويبدو أن جوزيه فكر بالطريقة نفسها ، ولكن اللاعب المصري ، مافيش فايدة فيه ، تطبع على هذا من زمان : "أتعادل برة أرضي ، أو أتغلب حتى بجون واحد ، وفي مصر ربنا يبقى يحلها من عنده ، والجمهور بقى والحكم وخلافه".

ونعم بالله ، ولكن ألا يعد هذا تواكلا؟ ألا ترون معي أننا الوحيدون الذين يفكرون بهذا الأسلوب ، ألا ترون أن نتائج الفرق التونسية والمغربية والجزائرية دائما خارج ملعبها تكون أفضل من نتائج فرقنا خارج أرضنا؟! أليست فرقنا هي الوحيدة في الشمال الأفريقي التي أصبحت صيدا سهلا على أرضها من كل من هب ودب ، أقول على أرضها وليس خارج أرضها ، وحدث هذا بالفعل في مناسبات عديدة ، ولا داعي لتقليب المواجع!

المشكلة ليست مشكلة الأهلي وحده ، ولكن ، هذه المرة ، الأمر جد خطير أن يأتي من الأهلي ، والغريب أن أحدهم كتب بعض المباراة يقول إن الأهلي تعادل لأن "النجيلة" كانت عالية ، وآخر قال إن الملعب كان مرتفعا عن مستوى سطح البحر ، وآخر زعم أن رحلة الطيران كانت مرهقة!

طيب هية الفرق التونسية والمغربية دي مش برضه زينا وألا إيه؟ هوة النجم الساحلي ده مش بيلعب على النجيلة نفسها وبيقطع مشوار طيران واحد ، وألا هما بيجيبوا نجيلتهم معاهم مثلا أو بينتقلوا إلى البلاد الأفريقية الأخرى بالمقشة الطائرة بتاعة الساحرة الشريرة؟!

لا أريد أن أقسو على الأهلي ، ولكن هذه هي عادتي دائما ، أنتظر منه الأفضل دائما ، والغريب أن مستوى الأهلي كان يؤهله لأن يحقق أفضل النتائج بين الفرق المصرية الأربعة ، وربما كان الإسماعيلي قد استفاد من بطولة دوري أبطال العرب بأن أصبح لديه الجرأة يفوز دائما خارج ملعبه ، وقد فعلها مع الهلال والاتحاد السعوديين ومع الأفريقي ، أما الزمالك "فكتر خير الدنيا" إنه فاز خارج أرضه باعتبار إنه فريق قادم من منطقة حروب هذه الأيام "أق

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات