
كتب : هاني عسل | الأحد، 27 مارس 2005 - 23:21
المغرب .. الجزائر .. تونس .. ليبيا!
استقبلت مصر الفريق الليبي بكل ترحاب ، وأفردت وسائل الإعلام مساحات شاسعة للحديث بإعجاب عن مستوى الفريق الليبي والتطور الهائل الذي شهدته الكرة الليبية وجعلها لا تختلف كثيرا عن مستوى الكرة التونسية أو المغربية ، أو الجزائرية "سابقا" ، ووفر اتحاد الكرة كل سبل الراحة للفريق الليبي الزائر ، وكانت الأمور تشير إلى أن المباراة ستكون بين أشقاء ، أو على الأقل سيكون حالها أفضل بكثير من حال مباريات مصر مع منتخبات شمال أفريقيا الأخرى.
ومع ذلك ، علمنا بأن بعض المقالات التي كتبت في وسائل الإعلام الليبية بهدف "التسخين" تجاوزت حدود الحماسة الكروية التقليدية ، وربما لم أصدق أنا شخصيا هذا الكلام ، بل ولم أعرها التفاتا ، ولم أشأ التعليق عليها ، وافترضت أنها غير صحيحة ، إلى أن شاهدنا عبر قناة "دريم" الفضائية أكثر من بادرة سيئة ، حيث عرضت القناة قبل المباراة لقطات حية لمحمد الخمسي المدير الفني لمنتخب ليبيا وهو يرفض بإباء وشمم الحديث لمقدم البرنامج عن أي شيء ، بل ويرفض حتى السماح لأي من لاعبيه بالإدلاء بأي تصريح ، وكانت إجراءات السرية الشديدة هذه غريبة على فريق يلعب في بلده ، وكأن المباراة التي سيلعبها ستصعد به مباشرة إلى كأس العالم!
وفي لقطة أخرى اقترب مقدم البرنامج من جهاد المنتصر الذي بدأ في الحديث بود وترحاب ، ولكنه لم يكد ينطق بكلمتين فتح الله عليه بهما إلا وفوجئنا بأحد أفراد الجهاز الفني وهو يضع يده فوق الميكروفون ويدفعه بعنف وهو يجذب المنتصر من يده كي لا يدلي بأي تصريح!
وفي نفس اللقطات التي عرضها البرنامج ، شاهدنا أحد أعضاء الجهاز الفني للفريق الضيف وهو يتعامل مع سمير عدلي المدير الإداري "المهذب" لمنتخبنا بمنتهى العصبية و"الأنزحة" وهو يصر على طلبه بأداء مران على ملعب المقاولون في موعد محدد ، لدرجة دفعت عدلي إلى مخاطبته قائلا وهو يغادر المكان في هدوء : "خلاص أنا آسف يا جماعة ، أنا باعتذر على حضوري إليكم" ، وعبثا حاول الخمسي إرضاءه بكلمتين!
وخلال المباراة ، لم أفاجأ بهذا العدد الغفير من الجماهير الليبية التي ملأت أحد مدرجات ملعب المقاولون ، فهم في بلدهم ، أهلا وسهلا ، ولكن الجمهور الذي حضر اللقاء ، ووفقا لما عرفته ممن كان في الملعب ، بادر قبل المباراة بتوجيه الشتيمة إلى أحمد حسام "ميدو" ، لا أدري لماذا ، وهو ما استفز الجماهير المصرية ودفعها إلى الرد بالمثل على طارق التائب!
ومنذ بداية المباراة ، شعرت بأن لاعبي الفريق الليبي يلعبون المباراة بروح حماسية لم نشاهدها من قبل في أي مباراة للفريق الليبي في التصفيات ، ولا أعتقد أننا سنشاهدها في مباراة ليبيا وكوت ديفوار القادمة في التصفيات نفسها ، تماما مثلما نجد باقي فرق شمال أفريقيا "تستأسد" أمام أي فريق مصري ، وتلعب وكأنها "البرازيل" أمام مصر ، وعندما تواجه فريقا أفريقيا آخر نجد أن هذه الأسود تحولت إلى كائنات أخرى وديعة حالمة مسالمة مستعدة للهزيمة بالأربعة والخمسة ، وهذا الأمر واضح الآن في الفرق الجزائرية التي لا تحقق أي نتائج تذكر على الصعيدين العربي والأفريقي ، ولكنها تستثني نفسها من هذه القاعدة عندما تواجه فريقا مصريا.
وبدأ الاستفزاز منذ بداية المباراة ، فلاحظنا تعمد التائب والمنتصر ونادر كارا السقوط وكأن أحد لاعبينا ضربه برصاصة سامة لكي يتعاطف معهم الحكم الفرنسي ، وأدهشني هذا الحماس والروح القتالية غير العادية التي لعب بها ناجي شوشان الظهير الأيسر الذي بدا في هذه المباراة "ولا روبرتو كارلوس" ، ورأينا نادر كارا وهوة يضرب الكرة في الأرض احتجاجا على قرار للحكم ، واكتفى الحكم بإنذاره رغم أنه كان من المفروض أن يطرده من الملعب تطبيقا للقانون ، ورأينا لاعبا آخر "يبصق" على أحد لاعبينا في مناسبة أخرى ، وآخر يتبادل العبارات "شتيمة طبعا" مع بشير التابعي ، ثم رأينا اللاعب حليق الشعر ، ولا أعرف اسمه ولا أريد أن أعرف ، الذي نزل في الشوط الثاني وهو يوسع لاعبينا ضربا وعنفا دون أن يحصل حتى على إنذار ، إلى أن جاءت لقطة أخرى لم أفهمها حتى الآن ، إذ شاهدت لاعبا ليبياً يمسك الكرة بيده ليلقي برمية تماس ، وفي الوقت نفسه يركل الميكروفون الموضوع بجانب خط التماس لينقل صوت الجمهور إلى التليفزيون!
وبصراحة ، نفسي حد يفهمني بالضبط ما الحكمة وراء ما فعله اللاعب ، هل هي عقدة لديه من الميكروفونات عموما؟ أم أنه يقلد محمد نجم في مسرحيته الشهيرة عندما كان يقول : "بكام دي" قبل أن يحطم ما أمامه ، أم هل اللاعب لا يريد من أ
مقالات أخرى للكاتب
-
مسك الختام! الأربعاء، 05 يوليه 2006 - 14:36
-
إحلال وتبديل إيه بس؟! السبت، 17 يونيو 2006 - 16:03
-
Suck it Up! الأحد، 11 يونيو 2006 - 15:08
-
لا أحد يسمعنا! السبت، 10 يونيو 2006 - 23:15
نرشح لكم









