كتب : هاني عسل | الأربعاء، 05 يوليه 2006 - 14:36

مسك الختام!

ظواهر فريدة وعجيبة وجديدة أفرزها مونديال ألمانيا 2006 ، وأصبح من حقنا الآن أن نتحدث عنها ونقيم كما نشاء ، ونتحدث عن الفوائد التي خرجنا منها ، مع ملاحظة أن غالبية النقاد والمعلقين "حللوا" بالفعل منذ الأسبوع الأول للمونديال ، فخرجوا للأسف ببعض النتائج غير الدقيقة وأبرزها أن البطولة "تعبانة" .. وهو تقييم غريب حقا!

وفيما يلي أبرز هذه الملاحظات ، ولكن مبدئيا أرجو ألا يغضب أي من مشجعينا ولاعبينا من بعض المقارنات التي سأجريها بين لاعبي المونديال وأبرز لاعبي منتخب مصر في بعض النقاط :

أولا : لم يعد في لعبة كرة القدم مكان لقصار القامة ، فقد فرضت طريقة اللعب الجديدة 4-5-1 نفسها على غالبية فرق المونديال ، فأصبح لزاما ، أن يكون لدى كل فريق لاعب "عملاق" قوي البنية طويل القامة عريض المنكبين يتميز بالسرعة الفائقة والقدرة على الالتحام و"الخناق" ، باختصار لم يعد هناك مكان لرأس حربة في حجم عماد متعب مهما بلغت درجة مهارته ، والمواصفات نفسها يجب توافرها في مراكز : حراسة المرمى ، قلبي الدفاع ، لاعب الوسط المدافع ، لاعب الوسط المهاجم ، رأس الحربة ، أو رأسي الحربة لمن لعب بطريقة 4-4-2 ، ومن الأمثلة على ما نقول كريسبو "الأرجنتين" ، لوكا توني "إيطاليا" ، بيتر كراوتش "إنجلترا" في مركز رأس الحربة ، وباتريك فييرا "فرنسا" ومايكل إيسيين "غانا" في مركز الوسط المدافع ، ومايكل بالاك "ألمانيا" في مركز الوسط المهاجم ، وأبوندانزييري وليمان وبوفون في حراسة المرمى (قارنوا بين أحجامهم وحجم عصام الحضري) ، بينما قصار القامة هم فقط من أصحاب المهارات العالية جدا ويتمتعون أيضا بكثير من القوى البدنية مثل خوان بابلو سورين وفيليب لام ، ومثل جاتوزو في مركز لاعب الوسط المدافع.

وباختصار ، أقولها صراحة ولمستقبل اللعبة ، إذا لم يكن اللاعب قصير القامة قويا ومتينا ومليئا بالعضلات وموهبته في حجم موهبة مارادونا ، فليبحث عن لعبة أخرى يمارسها غير كرة القدم!

ثانيا : لم يعد لجماهير الكرة أي تأثير على سير المباريات وعلى نتائج المباريات ، ولم تعد تؤثر لا في قرارات الحكام ، ولا في معنويات الفريق الضيف ، ربما لأن أساليب التشجيع الحديثة المتحضرة لا "ترهب" الفرق المنافسين "زي زمان" ، أو ربما لأن اللاعبين المحترفين القادمين من الدوريات الأوروبية القوية لا يفرق معهم اللعب أمام جمهور منافس متحمس أم اللعب على ملعبه ، وأكبر دليل على ذلك خروج فرق كان لديها جماهير كبيرة جدا في المونديال ، مثل بولندا والسويد وإنجلترا ، ثم ألمانيا!

والخلاصة أنه إذا كنت فريقا عاديا وأردت أن تهزم البرازيل في ملعبها فلتفعل ولا تتردد مهما كانت إمكانياتك ، وإذا لعبت أمامها مدافعا فليس أمامك إلا أن تتوقع الخسارة في أي وقت ، ولا يجب عموما أن تلعب خارج أرضك مرتعدا خائفا تبحث عن التعادل أو الهزيمة بهدف فقط.

ثالثا : أخطاء الحكام التي صدرت من حكام ذوي خبرة تدل على أن اللجوء إلى كاميرات التليفزيون وإلى التكنولوجيا الحديثة قادم لا محالة ، خلال سنوات على الأكثر ، حتى ولو كان بلاتر قد استبعد ذلك قبل المونديال ، ولكنه الآن أول من سيفكر في هذا ، ولم يعد مستحيلا الآن أن يستعين الحكم أثناء المباراة بمونيتور تليفزيون يعيد عليه لقطة مثيرة للجدل لكي يتخذ فيه قرارا حاسما وصحيحا ، فتوقف اللعب لدقيقة ، أفضل من احتساب قرار خاطئ أمام الدنيا كلها ، ولتترك القرارات التقديرية للحكام ، ولكن كرة عبرت الخط بمترين أمام المليارات ولا يحتسبها الحكم هدفا فهذا اسمه "هطل" ولا مؤاخذة .. أما حكم منحاز أو متعاطف مع فريق كبير أو صاحب أرض مثلا فهذا شيء آخر بالطبع .. أما حكم "قابض" فهذا شيء ثالث ، وإثباته أمر صعب بالتأكيد!

رابعا : ليس كل لاعب كرة قدم كان نجما يصلح لأن يكون مدربا ، والدليل الفارق بين فان باستن وكلينسمان وبين مارتشيللو ليبي وفيليبي سكولاري مثلا ، ولكن هذا ليس معناه أيضا ألا يحصل اللاعب المعتزل على الفرصة مبكرا لكي يتعلم ويكتسب الخبرة ليكون مثل ليبي وكارلوس ألبرتو بيريرا مستقبلا ، ولكن ينبغي ألا تكون المنتخبات حقول تجارب للمدربين الجدد بدعوى أنهم نجوم ، بل يجب أن "تطلع عينهم" الأول في تدريب عدد من الأندية والمنتخبات السنية وأن يحقق معها نجاحات ملحوظة قبل أن يتم اختياره مدربا للمنتخب الأول ، وما أقوله هو "تلسين" مباشر على حسن شحاتة والهجوم الذي يتعرض له من كثيرين ممن لا يدركون أن الرجل حقق نجاحا كبيرا كمدرب بدأ من الصفر – من دوري المظاليم – ونهاية بمنتخب الشباب الذي شارك في مونديال الإمارات وقدم نتائج مشرفة وخرج على يد الأرجنتين.

خامسا : الرياضة فوز وهزيمة ، فليس عيبا أن تخسر ، ولكن العيب أن تخسر وتغضب وتنفعل وتثور فتعتدي على الحكام واللاعبين والضباط وتشكو من الحكام و"ها تولع ه

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات