كتب : هاني عسل | الثلاثاء، 10 مايو 2005 - 16:35

.. اتدخل يا "حنفي"!

حقيقي إحنا فعلا نستاهل عقوبة الفيفا وحرماننا من المشاركة في أي بطولة دولية ، وكله من أفعالنا وتصرفاتنا ، طبعا أنا أدرك جيدا حجم "المصيبة" التي ستحدث نتيجة لذلك ، وأعرف أن الشعب المسكين هو الذي سيدفع الثمن كالعادة ، ولكن الله سبحانه وتعالى "لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ، ونحن لم نغير ولن نتغير!

بالله عليكم دلوني على شيء واحد صحيح يحدث على الساحة الرياضية المصرية ، سواء من أيام صفر المونديال أو حتى من قبله؟!

نبتدي كدة من فوق وندخل في الموضوع على طول ونقول إن المسئولين عن الرياضة في مصر "إللي أنا أوعى عليهم" بداية من الدكتور عبد الأحد جمال الدين ، ومرورا بعبد المنعم عمارة ، ثم الدكتور علي الدين هلال ، ومن بعده أنس الفقي ، ثم ممدوح البلتاجي ، لا علاقة لهم بالرياضة ولا بالكرة من قريب أو من بعيد ، وكل واحد فيهم كان متخصصا في السياسة أو الاقتصاد أو الإعلام ، أما الرياضة فلا!

ولهذا ، كانت معظم القرارات التي صدرت منهم على مدار السنوات الماضية قرارات انفعالية غير محسوبة العواقب أضرت أكثر ما نفعت ، ويكفي أن نتذكر قرارات حل اتحادات حرب وزاهر ، وزاهر وحرب ، وشيلوا الجوهري وهاتوا الجوهري ، وجيبوا فايتسا ، وبعدين جيلي ، وراوتر وكرول .. ونمشيهم تاني .. وندفع شروط جزائية قد كدة .. وبعدين نجيب الجوهري تاني .. وآخر الحكاية : لا بطولات ولا نتائج ولا ارتفاع في مستوى الكرة .. والجمهور يدفع الثمن ، والثمن هو السمعة!

أضف إلى ذلك "مصيبة" قرار ترشيح مصر لاستضافة مونديال 2010 ، وأيضا القرار الكارثي باختيار محمد السياجي رئيسا لملف الدعاية للمونديال وبتشكيل لجان المونديال كلها ، وما تبع ذلك من فضيحة لا تقل آثارها السلبية علينا كمصريين عن آثار هزيمة 1967!

والأسوأ من ذلك أننا ، بعد منح جنوب أفريقيا شرف استضافة هذا الحدث الكبير ، بدأنا نبرر فشلنا بتوجيه الاتهامات جزافا إلى مسئولي الفيفا وإلى ذممهم المالية ، ورغم أن بعض هذه الاتهامات كان معلوما ، ولكنه معلوم في الخفاء ، ولم نثبته بأدلة ، وبالتالي كانت النتيجة أننا شوهنا علاقتنا بالفيفا وببلاتر وكبار معاونيه ، وها نحن الآن "روحنا في إيديهم" ، والخطاب الأخير الذي أرسله الفيفا إلى الاتحاد المصري لكرة القدم لم يكن خطاب مطالبة بتوضيح بقدر ما كان خطاب تحذير وتهديد شديد اللهجة : "يا الدفع يا الحبس"! أقصد يا إما الالتزام بلوائح الفيفا ، يا إما سيتم فرض العقوبات والحرمان من ممارسة النشاط الدولي تماما مثلما حدث مؤخرا مع دول أخرى أفريقية منها الكاميرون ونيجيريا ، وربما يتم منعنا من أداء مباراة السودان المقبلة أو ربما يتم تعليق استضافتنا لكأس الأمم القادمة!

ثم تعالوا هنا : هل يتوقع أحد منا أن يتقبل الفيفا أي خطاب توضيحي أو أي مبررات منا وهو يعلم تمام العلم أن الحكومة لدينا تتدخل لا في إدارة شئون الكرة فقط ولكن في إدارة شئون الرياضة كلها؟!

هل تتوقعون أن يتعامل معنا الفيفا بحسن نية وهو يتلقى يوميا شكاوى واحتجاجات من مرتضى منصور والسيد متولي ونادي الحامول ومركز شباب سراي القبة ومن اللاعب الفلاني والمحترف العلاني والناشيء الترتاني؟!

هل تتوقعون أن يتعامل الفيفا معنا بطريقة ألطف من طريقة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أعلن في تصريحات أخيرة له أنه يتمنى أن تشهد مصر انتخابات رئاسية فيها منافسة حقيقية وأن تجرى تحت مراقبة دولية؟!

هل تتوقعون أن ينصفنا الفيفا بعد ما فعله جمهور الإسماعيلي في مباراة إنيمبا ، وفي مباراة أهلي جدة ، وما فعله لاعبو الزمالك في مباراة الصفاقسي في دوري أبطال العرب الموسم الماضي؟

وهل تتوقعون أن "يطبطب" الفيفا على أكتافنا بعد ما ورد إليه عن مشكلات وقضايا الشاطر وإبراهيم سعيد ، ومن قبلهما سعيد عبد العزيز ، ومش عارف مين؟!

هل تنتظرون مجاملة أخرى من الفيفا وهو يعلم جيدا أنه ما من حكم أجنبي جاء وحضر وأدار مباريات رسمية إلا وخرج بأسوأ الانطباعات عن النظام والتنظيم والجماهير وسلوكها السيء؟!

قولوا الحمد لله لأن الفيفا لا يعرف من "بلاوينا" إلا هذه الأشياء "بس" ، وإلا فبالله عليكم ، ما الذي يمكن أن يفعله فينا إذا علم أن حكم مباراة انضرب بالشلاليت واللكاكيم من رئيس ناد ، دون أن ينصف الحكم أحد ، ومن قبله حكم آخر من كام سنة انضرب على قفاه من لاعب يتولى الآن تحليل المباريات في محطة تليفزيون محلية!

قولوا الحمد لله أن الفيفا لم يشاهد واقعة إبراهيم سعيد الشهيرة مع أحمد عبد الحكم لاعب المنصورة ، ولم يشاهد واقعة محاولة اعتداء إبراهيم حسن على مدربه محمد صلاح قبل أن تنتهي المشكلة كلها بـ"أكلة سمك وقراية الفاتحة"!

الحمد لله أن الفيفا لم يعرف شيئا عن التقرير السري للحكم محمد السيد الذي قال فيه إنه ل

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات