كتب : شادي أمير | الإثنين، 15 أغسطس 2005 - 16:40

من استاد القاهرة .. إلى أليانتس أرينا!!

من وحي مباريات الأسبوع الأول من الدوري المصري ، ومن وحي استعدادات مصر لاستضافة بطولة الأمم الأفريقية في يناير القادم في نفس العام الذي تستضيف فيه ألمانيا كاس العالم ، انتابتني فكرة عقد مقارنة صعبة بين حالتين متشابهتين في الظروف ، مختلفتين في المضمون!

سأدخل في الموضوع مباشرة ، وسأعقد بعض المقارنات البسيطة بين مصر وألمانيا كدولتين تستعدان لاستضافة حدثين كبيرين ، مع الوضع في الاعتبار أنني أعقد هذه المقارنة وأنا أعرف تماما حجم الفوارق بين البلدين من شتى النواحي ، ولا أريد زيادة "العُقد" عندنا من الألمان ، ولكنها مقارنة لابد منها ، على الأقل لنستفيد ونتدارك ونتعلم :

فإذا تناولنا أولا على سبيل المثال مشكلة الملاعب التي تفجرت على الساحة الكروية المصرية منذ ما قبل بداية الدوري بسبب إغلاق معظم ملاعب الجمهورية استعدادا لكأس الأمم ، يكفي لنا أن نقول إن ألمانيا ستستضيف المونديال في 12 مدينة ، منها 11 مدينة يلعب فيها أندية في الدرجة الأولى ، بينما هناك مدينة واحدة لا تضم فريقا في الدرجة الأولى وهي لايبزيج ، ولكننا لم نجد أن الأندية الـ11 تلهث وراء ملاعب أخرى لتلعب عليها مبارياتها في الدوري ، إذ أن ملاعبها سيتم تجديدها استعدادا لكأس العالم ، بل على العكس ، فبايرن ميونيخ يلعب على ملعبه الجديد أليانتس أرينا ومعه ميونيخ 1860 الذي يلعب في الدرجة الثانية ، ونجد شتوتجارت يلعب على ملعبه ولم يتم طرده من الملعب بحجة الاستعداد ، والسبب أن الملاعب جاهزة على المدى البعيد لاستضافة مباريات وبطولات.

أما هنا ، في مصر ، فاستاد القاهرة فمغلق مثل عام تقريبا ، ولم يتم الانتهاء من العمل به بعد ، وملعب الكلية الحربية يتم تجديده إلى الآن ، ومعه استادات الإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية ، فهل يعقل أن يتم تجديد الملاعب قبل البطولة بخمسة أشهر؟ ولا أعلم : أين كان المسئولون عن هذه الملاعب طوال الفترة التي سبقت ذلك؟! ولماذا لم تبدأ عمليات التجديد منذ بدايات فصل الصيف مثلا ، ولماذا لم يوضع لها برنامج زمني لكي تنتهي قبل بداية الموسم الكروي؟ لماذا هذه المدة الطويلة؟!

ونشأ عن هذا التباطؤ مشكلات مفارقات غريبة ، فحرس الحدود عليه اللعب خارج الإسكندرية لأن ملعبه يتم تجديده ، والأهلي لجأ إلى تأجير ملعب السكة الحديد وتبعه الزمالك ، والإسماعيلي يلعب في ملعب هيئة قناة السويس ، فهل يعقل ذلك؟!

المشكلة التي لن نستطيع حلها نهائيا أيضا هي استمرارنا في الاعتماد على "النجيلة" الطبيعية وهو ما يهلك الملاعب ، وحل هذه المشكلة بسيط ، وهو اتباع نظام الملاعب الأوروبية ، فعلى سبيل المثال ، ملعب بايرن ميونيخ الجديد تكلفت أرضيته نحو عشرة ملايين يورو ، ولكن لم يتم تغييرها لسنوات وسنوات ، إذ أن النجيلة صناعية ، وهي الأفضل على المدى البعيد ، فمتى نفهم ذلك؟!

وإذا انتقلنا إلى المقارنة بين مصر وألمانيا حول عنصر "الجمهور" ، سنأتي إلى مشكلة أخرى ، فكم كان منظر الملاعب في المرحلة الأولى للدوري المصري جميلا واللاعبون يلعبون بهدوء بدون أي "دوشة" من الجماهير!

ولا أدري لماذا لم تذهب الجماهير إلى المباريات؟ فالمرحلة الأولى أقيمت في يوم جمعة ، وتحديدا في أوقات المساء ، بالإضافة إلى أن طلبة المدارس والجامعات ما زالوا في العطلة الصيفية ، أم أننا نهوى الشكوى من أن المباريات لا تقام في مواعيد مناسبة ، وعندما يتم مراعاة ذلك لا نذهب؟!

على عكس المنظر الجميل في مصر كان المنظر سيئا للغاية في ألمانيا ، ففي تسع مباريات بيعت جميع التذاكر في ثلاث مباريات ، وهي : بايرن ميونيخ مع بروسيا مونشنجلادباخ ، وشالكه مع كايزر سلاوترن ، وكولن مع ماينتس ، وبلغ عدد الجماهير التي حضرت المباريات التسع 391 ألفا و527 متفرجا!

وإذا انتقلنا إلى المقارنة في المستوى الفني بين "البوندزليجا" و"العكليجا" - نسبة إلى العك طبعا - لن نجد أنفسنا في حاجة إلى الخوض كثيرا في هذا الموضوع ، لأنهم بوضوح يلعبون كرة قدم غير التي نلعبها ، فالأداء كان في سرعة السلحفاة بالنسبة للدوري المصري في الأسبوع الأول وكأن اللعيبة "لسة قايمين من النوم" وليس في بداية الدوري ، وعلى العكس ، ففي ألمانيا يشعر اللاعبون أن بلادهم ستستضيف بطولة هامة بعد عشرة أشهر وليس بعد خمسة أشهر فقط ، لذا فجميعهم يلعبون بجدية وحماس من أجل الظهور في الموسم الأخير قبل انطلاق كأس العالم.

وللدلالة على هذه النقطة التي لا تحتاج أصلا إلى أدلة ، يكفي القول إن عدد الأهداف التي تم تسجيلها في الأسبوع الأول من الدوري الألماني بلغ 32 هدفا - أي بواقع 3,5 أهداف في المباراة - بينما شهد الدوري المصري 11 هدفا في سبع مباريات - أي بواقع 1,5 هدف في المباراة.

وللعلم فقط ، فحصيلة أهداف الدوري الألماني في مرحلتين بلغت 65 هدف

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات