كتب : محمد سيف | الجمعة، 23 سبتمبر 2005 - 05:03

خاراشوف .. يا دراويش!

غريب أمر هذا الفريق! فما يفعله مجلس إدارة هذا النادي العريق بفريق كرة القدم الأول أصبح لا يرضي عدو ولا حبيب ، وبقرارات عشوائية متسرعة أخذ في تغيير المدربين واحدا تلو الآخر ومن الألماني هانز-شميدت إلى المصري الشجاع عماد سليمان ، حتى انكتبت لمدرب روسي "خالي شغل" في أحراش أفريقيا ان يمسك زمام هذا الفريق المأسوف على أمره!

فالبداية استعدادية مأسوية للموسم الحالي مع شميدت الذي أقيل قبل أن يلعب مباراة واحدة لأنه قال رأيه في الفريق بكل صراحة وأكد أن هناك لاعبين في الفريق لا يستحقون اللعب ضمن صفوفه ، وهؤلاء هم اللاعبون "المسنودون" ، وبالطبع كان الرحيل مصيره هو لأنه تجرأ وقال حقائق لابد أن تبقى مدفونة!

طب ماشي .. شميدت "كخة" ، رغم أن مجلس الإدارة - وتحديدا صلاح عبد الغني رئيس النادي حتى لا أظلم الجميع داخل المجلس - هو الذي اختاره من بين مئات السير الذاتية وهو أول من يحاسب لرحيله بعد أن قبض "القرشينات" وعاد إلى ألمانيا و"يا دار ما دخلك شر" ، فأتى المجلس بعماد سليمان مدربا مؤقتا للفريق حتى يتم البحث عن مدرب بشعر أصفر وعيون خضراء ، فيما يذكرني بمسلسل كان يعرض قبل عشر سنوات اسمه "عاوز عروسة"!

جاء عماد سليمان وحقق فوزا "بالصدفة" على ليبرافيل 105 الجابوني في ملعبه ، وهو الفريق الذي خسر من طوب الأرض في المسابقة ، فقرر المجلس تثبيت سليمان في منصب المدير الفني ، لتثبت الإدارة أن تسديدة طائشة بالعرض تسكن الشباك بالصدفة قد تتحكم في مصير النادي العريق. وتولى المدرب الشجاع الذي يعشق ناديه المسئولية رغم كل الظروف المعاكسة ، وبدأ في تحقيق النتائج الإيجابية حتى أنه تصدر الدوري بعد مرور ثلاثة أسابيع بثلاثة انتصارات متتالية ، وحقق الفوز على المقاولون في القاهرة 3-2 وبدا في طريقه نحو نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية .. فماذا حدث؟

وجد مجلس الإدارة فكرة عبقرية لوضع المزيد من التحديات والعقبات أمام سليمان لإكمال مهمته ، فأتوا بإرتوجرال الذي كان سببا في حل المجلس السابق قال بدعوى أنه سيكون المشرف الفني على كرة القدم بالنادي ، وهو أصلا فشل في أن يكون المدير الفني لفريق كرة القدم الأول! وبالفعل ومع أول مباراة يحضرها هذا الإرتوجرال من الملعب لقي الفريق هزيمة أمام المقاولون بهدف نظيف ، بل وحاول إرتوجرال التدخل في سير المباراة بإعطاء سليمان ورقة بالتغييرات التي ينبغي عليه أن يقوم بها ، وهو ما أثار سليمان وأخرجه عن تركيزه في المباراة طوال الشوط الثاني لينل الفريق هزيمته الأولى ، ثم من بعدها الهزيمة الثانية أمام أسمنت السويس بعدما أيقن المدرب المصري أن رحيله من على رأس الجهاز الفني مسألة وقت ليس أكثر.

وحقيقة فإن عودة إرتوجرال في هذا التوقيت تثير الكثير من التساؤلات ، فهو المدرب الذي تسبب في حل المجلس السابق للدراويش ، كما أنه صرح لهيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الماضي قبل رحيله أنه لم يوقع على أي عقد مع الفريق لتدريبه أو الإشراف على الكرة داخل القلعة الصفراء .. فلماذا جاء؟

لكن بالربط بين إرتوجرال الذي عمل معظم فترات حياته في جنوب أفريقيا وبين مجيء المدرب الروسي الأصل الأوكراني الجنسية فيكتور بوندرانكو والذي عمل معظم فترات تدريبه في جنوب أفريقيا أيضا ، لابد أن نجد صلة ما ، ومن المؤكد أنها ليست صدفة ، خاصة لو علمنا أن أحد المواقع الجنوب أفريقيا ذكر أن بوندرانكو - وليس جيمس بونز مثلما قيل - قدم طلبا منذ فترة ليست بالقصيرة إلى رئيس ناد هناك للقيام بتدريب الفريق ، لكن رئيس النادي رفض بدبلوماسية وطلب منه تقديم طلبه في الموسم القادم ربما يكون له مكان في ذلك الوقت!

وأعتقد أن حضور إرتوجرال إلى مصر كان من أجل تقديم المدرب الروسي لمجلس الدراويش ، وإذا كانت هذا هو السبب الحقيقي ، فهل فعلها المدرب التركي بحسن نية ، أم أن هناك في الأمور أمور ، خاصة وأن "مستر بوند" يحصل على 17 ألف دولار شهريا ، فهل يستحق مدرب صاحب سيرة ذاتية ضعيفة كل هذا المبلغ؟!

ولمن لا يعرفون بوندرانكو ، فهو مدرب روسي أوكراني ، قضى معظم فتراته التدريبية في جنوب أفريقيا حيث تولى تقريبا تدريب كل الفرق هناك ، ابتداء بصان داونز مرورا بأورلاندو بيراتس ثم أياكس كيب تاون وبوش باكس وموروكا سوالوز ، وغيرهم وغيرهم من الأندية الجنوب أفريقيا ، كما تولى تدريب منتخبي ليسوتو وموزمبيق الأفريقيين.

إن الأزمة الحالية التي يعيشها الفريق الأكبر في مدينة الإسماعيلية أثبتت أن الإدارة هي مشكلة الرياضة المصرية الأزلية ، ومن مجلس العثمانيين إلى مجلس عبد الغني يا قلبي لا تحزن.. نفس الأخطاء ، نفس المدربين أصحاب التواريخ المجهولة والمغامرات الفاشلة ، ولا أحد يدفع الثمن سوى المشجع المسكين الذي يحلم دائما في رؤية فريقه على منصات التتويج ، لكنه دائما ما يسقط بفع

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات