كتب : محمد سيف | الأربعاء، 16 نوفمبر 2005 - 17:17

كأس المرحوم "سيد سمنة" .. وبركات الهداف يا أفندية!

غريب حقا أن تجد البعض مصرا على فعل أو قول شيء ما خطأ ، رغما عن أنف جميع الجهات الشرعية ، سواء كانت لائحة بطولة مثل كأس العالم للأندية ، أو ترتيب هدافي مسابقة قارية مثل دوري أبطال أفريقيا ، خاصة إذا ما عرفنا أن هذا البعض ليس معه ما يدعم طلباته!

ولذلك ، بات من الغريب أن تهل علينا أخبارا واردة من السعودية تؤكد أن اتحاد جدة استعان بخدمات اثنين من اللاعبين البرازيليين "المغمورين غمرا" من أجل المشاركة معه في كأس العالم للأندية والمزمع إقامتها في ديسمبر المقبل ، رغم أن الاتحاد الدولي واللجنة المنظمة أعلنا رفضهما وأصرا عليه ، بل وكادا يقبلان أيدي الأندية "إياها" حتى تستجيب ولا تفسد البطولة بعنادها الغريب!

وحقيقة ، لا أستطيع أن أفهم موقف اتحاد جدة ، فالاتحاد الدولي أكدها قاطعا أن الأندية المتأهلة في البطولة ستشارك بقوائمها المحلية المقيدة بالاتحادات المحلية قبل 11 نوفمبر الماضي ، وأن قوانين قيد اللاعبين في البطولة هي ذاتها قوانين قيد اللاعبين في الاتحادات الأهلية التي تتبعها الأندية ، فعلى أي أساس قام اتحاد جدة بالتعاقد مع لاعبين؟ هل تعاقد معهم على أساس أن اللجنة المنظمة "هاتمشي حالها معاه" أم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيقوم بالتحايل على لائحة البطولة وضم اللاعبين إلى صفوف الاتحاد في تاريخ سابق لتاريخ التعاقد؟ .. واللا احنا نقول طور يقولوا احلبوه؟!

أعتقد أن الخيارين مستبعدين ، فلا أعتقد أن اللجنة المنظمة ستخاطر بسمعة البطولة الوليدة في احترام لوائحها ، وإلا أصبحت اللجنة المنظمة لبطولة "كأس المرحوم سيد سمنة" ، كما أن الاتحاد السعودي أيضا لن يخاطر بمثل هذا الشيء الذي قد يكلفه عقوبات غليظة من قبل الفيفا في حالة كشفه - وهو ما سيحدث بالتأكد - في الوقت الذي سيشارك فيه المنتخب السعودي في كأس العالم المقبلة بألمانيا.

وبعيدا عن مشروعية إصرار اتحاد جدة على إضافة لاعبين جدد بشتى السبل ، فإننا نتساءل : هل يحتاج الفريق إلى هؤلاء اللاعبين بالفعل؟ وإذا كان بحاجة إلى ليما وبيدرينيو ، وأنا لم أسمع عن كليهما من قبل ، فإن ذلك يعني أن مدربه الروماني يوردانيسكو كان محقا عندما اعترف بأن فريقه غير مكتمل الصفوف ، وأن ما قاله الأرجنتيني كالديرون مدرب المنتخب السعودي من أن صلاحية لاعبين مثل محمد نور وأحمد الدوخي وحسين عبد الغني قد انتهت على الصعيد الدولي كان صحيحا تماما ، وبالتالي فإن الفريق الذي يحاول الإعلام السعودي عملقته ليس بهذا الحجم المرسوم على الحائط ، وإنما هو فقط مجرد ظل ضخم لفريق عادي يعاني من ارتفاع معدل أعمال لاعبيه ويعاني من ثغرات في بعض المراكز ، اعترف بها ضمنيا مدرب الفريق واعترف بها علنا مدرب "الأخضر".

وحتى مستوى الفريقين في المباراة النهائية يثير الكثير من التساؤلات حول قوة مستوى بطولات آسيا سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات ، فليس العين بفريق يتأهل إلى المباراة النهائية مرتين ومنتخب بلاده يخسر بثمانية أمام البرازيل منذ أيام ، فماذا إذا علمنا نتائجه المبهرة في الأدوار السابقة؟ كما أنه ليس من المعقول أن يكون هناك نظام في أي بطولة قارية على مستوى العالم يقتضي بأن يشارك حامل اللقب بداية من دور الثمانية ، أي أن مجموع ما يلعبه في البطولة كلها ست مباريات في ثلاث جولات .. فهل هذه بطولة قوية؟! أعلم أن بطل دوري أبطال أوروبا يلعب على الأقل 13 مباراة ، وبطل أفريقيا 14 ، في حين يلعب بطل آسيا - أكبر قارات العالم - ست مباريات؟!

هذا على مستوى الأندية ، أما على مستوى المنتخبات فحدث ولا حرج ، فها هو المنتخب السعودي يخسر على ملعبه أمام نظيره الغاني الذي يلعب في كأس العالم للمرة الأولى بثلاثة أهداف لهدف ، ودون أي تحيز من جانبي ضد منتخب أشجعه من قلبي في البطولات العالمية - والله على ما أقول شهيد - فإن المقارنة بين الكرة الأفريقية ونظيرتها الآسيوية لا يمكن أن تصب بأي حال من الأحوال في صالح الكرة الآسيوية ، وإذا كان أفضل إنجاز حققته الكرة الأسيوية هو المركز الرابع في المونديال الأخير بآسيا - في ظروف لن تتكرر - فإن أفريقيا عرفت بكونها الحصان المونديالي الأسود منذ عام 1990 عندما تأهلت الكاميرون لدور الثمانية ، ومن بعدها نيجيريا التي أرعبت الجميع في 1994 ، وأخيرا السنغال في المونديال الأخير عام 2002 ، ومن قبلهما قدمت تونس والجزائر والمغرب ومصر عروضا قوية للغاية في مونديالات سابقة.

هذه المقارنة لا أكتبها لإغاظة طرف أو آخر ، بل أهدف من خلفها للوصول إلى أن الكرة الأسيوية ليست بالإبهار الذي نظنه ، ولا اتحاد جدة بالفريق مرجف الأوصال ، وياما ضمت أندية لاعبين نجوم ولم تكن النتائج إيجابية ، ويكفي النظر إلى فريق مثل ريال مدريد الإسباني والإنتر ميلان الإيطالي لمعرفة ما أقصده.

ومن جهة أخرى ، فلم أكن أن

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات