كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 14 ديسمبر 2005 - 21:44

حقيقة جوزيه

أصاب مانويل جوزيه المدير الفني لفريق الأهلي كبد الحقيقة وقلبها وعينها في تبريره لهزيمة الأهلي أمام فريق اتحاد جدة السعودي في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية عندما صرح بعد المباراة بـ24 ساعة بأن السبب الحقيقي لتلك الهزيمة غير المتوقعة من وجهة نظر البعض هو أن اللاعب المصري لا يستطيع اللعب تحت ضغط عصبي ونفسي ، وعندما يتعرض لهذه الضغوط فإن قواه تنهار ولا يتحكم في أعصابه.

ما قاله جوزيه هو الحقيقة وسط كل التبريرات التي ساقها الجميع في أعقاب هزيمة الأهلي الأولي بعد 55 فوزا ، وهي في الوقت نفسه حقيقة يعلمها خبراء الكرة الحقيقيون ، لأن اللاعب المصري لم يتربى أو يتعود على اللعب تحت ضغط ، لا سيما وأنه يلعب في دوري عام ضعيف نتاجه هو خلق لاعبين ضعاف نفسيا وعصبيا ، ويتساوي في ذلك جميع لاعبي كرة القدم في مصر وليس لاعبي الأهلي فقط ، وفشل المنتخب الوطني في الغالبية العظمي من البطولات التي يشارك فيها ، ومن هنا يظهر دائما مصطلح أن هناك لاعبا دوليا وآخر محليا ، والعامل النفسي هو الفارق في ذلك.

عقب هزيمة الأهلي من اتحاد جدة خرج الجميع ليسوق وجهة نظره في هذه النتيجة ، والكل بررها بناء على انتماءاته لمجرد أن "يغيظ" الطرف الآخر ، ولم يحاول أحد أن ينظر للأمر بموضوعية تماما مثلما حدث من تضخيم في قوة فريق الاهلي خلال الـ17 شهرا الماضية ، وهذا أيضا ليس تقليلا من مستوى الأهلي مقارنة بباقي فرق الدوري المحلي "الهش".

كان الإعلام هو المتهم الاول فيما حدث للأهلي ، على اعتبار أنه ضخم في فريق الأهلي ولم ينظر له يوما ما بعين مجردة ، واتهم البعض الإعلام الرياضي بأنه سبب كوارث الرياضة المصرية وبصفة خاصة كرة القدم ، على اعتبار أنها منطقة الجذب ، وهذا أمر لا يستطيع أحد أن ينكره ، ولكن لابد أن يعلم هؤلاء أن الإعلام ينقل في أغلب الأوقات تصريحات المسئولين ، وآخرها التصريحات التي خرجت من النادي الأهلي سواء من الجهاز الفني أو إدارة النادي بأن الفريق ذاهب إلى اليابان للعودة بالكأس أو على الأقل المنافسة على أحد المراكز الأولى ، لدرجة أن الجماهير صدقت كل ذلك ، فكانت صدمة الهزيمة لدى جماهير الأهلي عنيفة.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الأهلي هو أفضل فريق في مصر في آخر موسمين وصاحب أفضل لياقة بدنية ، إلا أن ذلك لم يكن له وجود في لقاء اتحاد جدة الذي تفوق بصورة ملحوظة في كل الكرات المشتركة , ومن السذاجة أن نبرر الهزيمة بأنها مجرد كبوة أو أن الفريق لم يكن في يومه ، لأن الاهلي خسر أمام اتحاد جدة في آخر ثلاث مباريات ، مما يؤكد أن الهزيمة الأخيرة لم تكن مجرد صدفة ، ولكنه واقع تعيشه الكرة المصرية ولا نريد أن نعترف بأن الكرة الآسيوية تفوقت علينا مثلما سبق للكرة الأفريقية أن فعلتها ، وبالرغم من ذلك ، ما زال هناك من "يعافر" ويجادل بعكس ذلك متغنيا بالمواهب الفطرية.

علاج ما تعانيه الكرة المصرية لن يأتي في يوم وليلة ، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت ، وبشرط أن نعترف بحقيقة مستوانا بدلا من المكابرة ، وأن ننسي الانتماءات الشخصية لمتخذي القرار ومن يملكون القدرة على التأثير في الرأي العام ، ولا أقصد بالرأي العام "المفتحين الفاهمين في كل جاجة" ، ولكن أقصد رجل الشارع البسيط الذي يتخيل أن ما يقرأه هو عين الحقيقة وكلام مصدق.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات