كتب : هاني عسل | السبت، 28 يناير 2006 - 22:06

.. "إحنا قدها"!

نعم .. الآن نستطيع أن نقول "إحنا قدها" .. فالمستوى الذي ظهرنا به أمام كوت ديفوار جعل شكلنا أفضل .. لن أقول إننا أقوى فرق البطولة ، فما زالت الكاميرون وتونس وغينيا أفضل منا فنيا وبدنيا ، ولكننا نستطيع أن نقهرهم جميعا ، لأن الروح العالية عوضتنا عن كثير من نقص الفنيات.

وصدقوني : حتى لو لعب دروجبا وتوريه وزوكورا ، لكنا قد فزنا أيضا بهذا الأداء! .. وبعدين سؤال : حد قاللهم ما يلعبوش؟ وألا حد منعهم من اللعب؟! .. ثم وإحنا مالنا؟ .. أليست هذه مباراة دولية رسمية ومصيرية أيضا؟ ألم يكن معروفا أن هذه المباراة هي التي ستجعلنا نواجه الكاميرون أم لا؟ إن الطريق إلى الكأس يختلف كثيرا عندما تلعب مع فرق متدرجة القوة ، ومن حق أي فريق أن يخطط كما يشاء ، والذي يعرفه الجميع أن هنري ميشيل بالفعل سعى إلى تجنب مواجهة الكاميرون ، ولكنه فشل ، هل تعلمون لماذا؟ لأنه مدرب مغرور ، فقد اعتقد أنه طالما فاز على مصر في تصفيات المونديال "رايح جاي" ، فسوف يكون قادرا على التغلب عليها بدون لاعبيه الأساسيين ، ولهذا ، فإن وقوع "الأفيال" في مواجهة "الأسود" قد يكلفهم الكثير ، لأن الكاميرون تنتظر هذه المباراة بفارغ الصبر لكي تلتهمهم التهاما!

لا داعي إذن للتقليل من حجم الفوز ، ولا داعي لأن نقول إن هنري ميشيل "راجل عبقري" وفاهم ونازل الملعب أساسا متطمن عشان ضامن الصعود ، أهو راح في داهية ، ومن الواضح أن هناك "مشكلة ما" بينه وبين النجوم الكبار في الفريق قبل المباراة وعلى رأسهم دروجبا ، طب وإحنا مالنا بقى؟!

ميشيل "المغرور" هذا أصابني بـ"القرف" في بداية البطولة عندما اشتكى من سوء أرض ملعب الاستاد ، وأنا شخصيا أعتبر تصريحه هذا "قلة ذوق" ، فالذي أعرفه يا أخ ميشيل أن كوت ديفوار كلها ليس بها ملعبا واحدا بنفس مستوى استاد القاهرة ، لا من حيث الأرضية ولا من حيث الشكل العام ، وأفريقيا كلها لا يوجد به استاد مثل استاد القاهرة ، أما من ناحية أرض الملعب ، فمعروف أن النجيلة تأثرت فقط في اليوم الأول بسبب عرض الافتتاح ، وهذا يحدث في معظم دول العالم ، والدليل على ذلك أن ألمانيا ألغت حفل الافتتاح في كأس العالم حفاظا على أرضية الملعب ، ولكن أرض الاستاد كانت أفضل في الجولة الثانية والثالثة.

وبصراحة برضه ، وما تزعلش مني يا أخ ميشيل ، الملعب الذي لعب عليه الفريق المصري مباراته أمام كوت ديفوار في كاس العالم كان "زي الزفت" و"زي القطران" كمان ، ولا يستحق أن تقام عليه مباراة دولية ، أما إذا كنت تقصد المقارنة بين أرض استاد القاهرة وأرضيات الملاعب في بلدك ، فرنسا ، فهذا ليس من حقك ، لأننا في أفريقيا الآن .. أو معلش .. إنزل شوية لمستوانا عشان تعرف تعيش!

ميشيل كان جالسا على مقاعد البدلاء متوترا وكأن عليه غضب ربنا ، لأنه لم يكن قادرا على إنهاء المباراة لصالحه بدون دروجبا الذي جلس بجواره مبتسما! ولأنه - أي ميشيل أيضا - عرف أن "الأفيال" ليسوا البرازيل ، وإذا كان قد أراح دروجبا ، فالأقدار شاءت أيضا أن يخسر المنتخب المصري جهود نجمه "ميدو" في الشوط الأول ، يعني واحدة بواحدة يا "ميشو".

والأهم من ذلك أن ميشيل نفسه يجب أن يعرف أنه مدرب محظوظ للغاية ، فكل الفرق الأفريقية التي دربها حققت نتائج طيبة ليس بسبب عبقريته هو ، ولكن النجوم يصنعون الكثير ، وربما كان المدرب الوحيد في أفريقيا الذي أعتبره قد صنع فريقا رائعا بالفعل من المدربين الحاليين هو الفرنسي روجيه لومير مدرب تونس ، وبعد كدة ما تلاقيش ، ولا ميشيل ولا عزرائيل ، فالكرة التي كان يلعبها الإيفواريون أمام منتخب مصر هي نفسها الكرة الأفريقية العشوائية التقليدية ، مع الفارق في أن هناك بالفعل كمية مهارات وأجسام في بعض من اللاعبين ، وخاصة في خطي الهجوم والوسط ، أما الدفاع الإيفواري فهو "شوارع" ، والحارسان جاك تيزيه والحارس الاحتياطي أيضا دون المستوى.

المهم ، لا نريد أن نطيل في الحديث عن منتخب كوت ديفوار ، فهو الخاسر في النهاية ، ولا نريد أن نطيل أيضا في الحديث عن ميشيل ، فهو لا يستحق الحديث عنه سوى أنه "مغرور" وقد عرف حجمه الحقيقي في استاد القاهرة ، ذات الأرض السيئة ، بينما فاز دروجبا بحب الجماهير المصرية وتصفيقها لأنه باختصار هو 90% من فريقه!

وإذا تحدثنا عن الفريق المصري ، فسنقول إن أكثر ما أعجبني فيه هو أنه لعب بروح مختلفة ، وكانت أفضل أوقاته هي في الفترة التي لعب فيه لاعبوه إلى الأمام وليس إلى الخلف ، ومن لمسة واحدة بدلا من اللف والدوران ، ولكننا نحذر : السلبيات ما زالت موجودة ، وما زالت واضحة ، وهي نفسها التي نتحدث عنها من زمان ، ولا تتوقعوا أن تختفي خلال البطولة ، ولكن الروح العالية تعوض كثيرا من هذه السلبيات كما قلنا.

ونقول بسرعة عن لاعبي المنتخب المصري دون تهويل أو تهوين :


ارشيف

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات