كتب : أحمد سعيد | الأربعاء، 06 سبتمبر 2006 - 00:31

جدو مالديني!

في وسائل الإعلام الإيطالية خبر يقول إن باولو مالديني صاحب الـ38 عاما تعافى تماما من إصابته وبات جاهزا لقيادة نادي ميلان في مباراته الافتتاحية في الدوري الإيطالي أمام لاتسيو.

بحثت في الصحف الإيطالية عن محلل ينصح مالديني باحترام تاريخه وإعلان اعتزال الكرة حتى يتذكره الجمهور دائما وهو في القمة ولكني لم أجد.

لم أعثر أيضا على أي عمود صحفي يهاجم مالديني ويتهمه هو ورفيق دربه كوستاكورتا بأنهما السبب في عدم ظهور جيل جديد من المدافعين في ميلان أو أنهما لا يزالان يتمسكان بالملعب على رغم من أن الشيب بدأ يغزو رأسيهما من أجل المال.

ولكني لم أيأس.

بدأت رحلة تنقيب في أرشيف أخبار النجم الإيطالي الأشهر في العامين الماضيين ، وهي فترة سوداء حل فيها ميلان ثانيا في الدوري مرتين خلف يوفنتوس ، وفشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا على رغم تقدمه على ليفربول بثلاثة أهداف في النهائي ، وحتى كأس إيطاليا لم يستطع انتزاعها.

حتى في الأرشيف ، وفي عز هزائم ميلان ، لم يتفرغ النقاد أو حتى أنصافهم لمطالبة "جدو" مالديني بالاعتزال و"إتاحة الفرصة لجيل جديد قادر على تحقيق الإنجازات"!

يعرفون جيدا في إيطاليا وفي كل الدول الأوروبية المتقدمة كرويا قيمة لاعبيهم الكبار ، ويبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على هؤلاء العمالقة وتكريمهم بما يليق مع ما قدموه ولا يزالوا يقدموه لأنديتهم وبلادهم.

وبالطبع هذا لا يجعل الكبار خارج دائرة النقد عندما يخطئون ، ولكنه النقد الموضوعي الذي يلتزم بتناول وتحليل وقائع محددة في سياقها الطبيعي بدلا من إشهار سلاح "السن الكبيرة" في وجه أي منهم عندما يفشل في اللحاق بتمريرة واحدة من أصل عشرين يتلقاها في كل مباراة.

الوضع في مصر ، كالعادة ، ليس مماثلا لما عليه في أوروبا إذ يتلذذ بعضهم في بلادنا بإرهاب أي لاعب يتخطى عامه التاسع والعشرين بسلاح السن.

ويهدر كثير من الناس أوقاتا طويلة في مناقشة جدوى استمرار حسام حسن من عدمه في اللعب ، ويحاول كثير منهم ترويج نظرية أن العميد يجب أن يتوقف عن لعب الكرة منذ نحو عشرة أعوام ، وهو ما سيتعرض له حازم إمام هذا العام ، وينتظر محمد أبو تريكة قريبا.

عندما يبلغ اللاعب عامه الثلاثين ، ينظر بعضهم إليه باعتباره كهلا من دون الأخذ باعتبارات كثيرة من قياسات بدنية وذهنية وقدرة على تنفيذ خطط مدرب أو القيام بواجبات خاصة داخل الملعب وخارجه.

الغريب أن مسألة استمرار اللاعب من عدمه هي أحد المواضيع التي لا يجب أن تثير جدلا في الكرة باعتبار أنه يرتبط برغبتي اللاعب والنادي في الاستمرار معا. إذا توافرت الرغبة المتبادلة استمرا وإذا لم تتوافر فلا.

أهدي قصة مالديني ، الذي يلعب أوقاتا كثيرة في مركز الظهير الأيسر ويقطع الملعب في سباقات سرعة مرات عدة في المباراة الواحدة ، إلى كل من يحاول التخلص من لاعبينا الكبار ، في القيمة قبل العمر ، لأسباب لا يعلمها إلا الله.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات