كتب : مهاب مجدي | السبت، 23 يونيو 2007 - 15:09

منتخب الطائرة والوعي الاعلامي

تعجبت وانا اطالع احد الاخبار باحدى الصحف القومية في مصر يشير الى ان المنتخب المصري للكرة الطائرة سيلتقي في ذات اليوم مع نظيره الروسي في روسيا، ويؤكد ضرورة فوز المنتخب المصري في مباراتيه بروسيا للحفاظ على فرصته في بلوغ الدور الثاني من البطولة !

وهنا تسائلت، هل كتب الزميل العزيز هذا الكلام بداعي التفاؤل بقدرة المنتخب المصري على لعب مباراتين "خارقتين" والفوز على المنتخب الروسي بطل المسابقة عام 2002 وصاحب المركز الثالث في بطولة العام الماضي على ارضه وبين جماهيره !، ام يأتي هذا الكلام نتيجة لعدم دراية كافية بخريطة المنافسة في لعبة الكرة الطائرة على المستوى العالمي، و عدم وعي باهداف المنتخب المصري من المشاركة في هذه البطولة اساسا !

دفعني هذا الى توضيح بعض النقاط التي قد تختلط على متابعي الفريق في هذه البطولة والذين قد يتصورا ان الفريق قد فشل فشلا ذريعا، وانه ما كان يجب علينا المشاركة في مثل هذه البطولات الى غير ذلك من التصريحات التي تعودنا ان نسمعها في مثل هذه المناسبات.

في البداية يجب ان يعي الجميع ان الكرة الطائرة من الالعاب التي تعترف تماما بفارق المستوى ككرة السلة والسباحة والعديد من الالعاب الفريدة، وفي اغلب الاحيان يفوز الفريق الاقوى نظريا وتنحصر المفاجأت في المباريات التي تجمع الفرق متقاربة المستوى بشكل كبير، وهو ما يفسر الشعبية الجارفة التي تحظى بها كرة القدم التي تعترف بالجهد في الملعب والتي تبقى فيها جميع المفاجات واردة ومن ينسى اليونان في كأس الامم الاوروبية 2004 ونادي بورتو البرتغالي في دوري ابطال اوروبا في نفس العام.

اما عن الكرة الطائرة، فاذا نظرنا الى خريطة اللعبة على المستوى العالمي، فسيكفي ان نقول ان المنتخب البرازيلي لم يفقد سوى لقب الدوري العالمي عام 2002 امام المنتخب الروسي، ومنذ ذلك الحين لم يخسر الفريق اي بطولة شارك بها من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، فحقق لقب بطولة العالم عامي 2002، 2006، ولقب كأس العالم عام 2003 (علما بان البطولتين تقاما كل اربع سنوات)، وحافظ على لقب الدوري العالمي لاربع سنوات متتالية منذ عام 2003 وحتى بطولة العام الماضي عام 2006، اضافة الي تتويجه بالميدالية الذهبية في اوليمبياد اثينا 2004، ولم تقوى منتخبات عريقة كايطاليا صاحبة الثمانية القاب في الدوري العالمي على انهاء السيطرة البرازيلية على جميع البطولات العالمية.

وعليه فلا يمكن ان نحكم على مشاركة المنتخب المصري في اخر نسختين من البطولة بالفشل، والفريق في بداية عهد جديد مع اللعبة بعد تغيير قوامه تماما بمجموعة من اللاعبين الشبان امثال عبد الله عبد السلام واحمد صلاح اصحاب المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين تحت 19 عاما عام 2001 بالقاهرة، مدعمين ببعض الوجوه صغيرة السن ايضا امثال صالح فتحي ومحمد عبد المنعم اضافة الى المخضرمين حمدي الصافي واشرف ابو الحسن، والذين نجحوا في انهاء فترة طويلة من الانكسار الافريقي امام المنتخب التونسي دامت نحو 14 عاما ونجحوا في الفوز ببطولة الامم الافريقية 2005 بالقاهرة لاول مرة منذ عام 1983، ليفوزوا بشرف اول من يمثل القارة السمراء في بطولة الدوري العالمي، وهو ما يجعلني اصف هذا الجيل بانه اعظم اجيال الكرة الطائرة المصرية على مر تاريخها.

وقد اتفق مع البعض هزيمة الفريق في جميع مبارياته في البطولتين حتى الان قد يبدو مخيبا للامال بعض الشيء، الا اننا لا يجب ان نغفل دور فارق الخبرة الكبير الذي ينقص الفريق المصري في مثل هذه البطولات والذي ظهر جليا في العديد من المباريات التي كان بامكان الفريق الفوز بها، الا ان قلة الخبرة ادت الى اهداره لنقاط هامة في اوقات حاسمة، علما بان مجموعة الفريق في بطولة هذا العام تضم فرق روسيا بطلة المسابقة عام 2002 وصاحبة المركز الثالث في بطولة العام الماضي، وصربيا حاملة الميدالية الذهبية في اوليمبياد سيدني 2000 وصاحبة المركز الثاني في بطولة الدوري العالمي عام 2005، اضافة الى كوبا حملة لقب الدوري العالمي عام 1998 وصاحبة المركز الثالث عام 2004 ولا ادري اذا كانت الهزيمة امام مثل هذه الفرق تعد فشلا ذريعا !!! اديني عقلك.

وتجدر الاشارة ان المنتخب الايطالي العريق والذي يعد اعظم المنتخبات العالمية على مستوى الفوز بالبطولات في الكرة الطائرة يحتل المركز الثالث في بطولة هذا العام في ظل مروره بحالة تجديد في عناصر الفريق، وهو ما ينطبق على المنتخب الارجنتيني المصنف التائع عالميا والذي خسر جميع مبارياته في البطولة مثل الفريق المصري تماما.

لذلك اتوجه بالنداء للسادة الاعلاميين المكلفين بمتابعة مباريات الفريق في البطولة بان يحاولوا التعرف على ابجديات خريطة الكرة الطائرة العالمية في السنوات الاخيرة، قبل ان تؤدي اقلامهم الى

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات