كتب : مهاب مجدي | الأربعاء، 17 أكتوبر 2007 - 22:12

أولاد البطة السوداء

المقارنة بين تغطية وسائل الإعلام العربية والإسبانية لمباريات فريق أراجون الإسباني لكرة اليد الذي يلعب له النجم المصري حسين زكي تؤدي إلى الإحساس بالإعجاب والفخر بالإنجازات الكبيرة والمستوى المشرف الذي يقدمه اللاعب في البطولة، مصحوبا بالحسرة لما يجده من تجاهل شديد من وسائل الإعلام المصرية.

فمن المؤكد أن نجما بحجم حسين زكي وما حققه من إنجازات دولية، لو كان ينتمي لأي دولة تقدر "أبجديات" رعاية الرياضيين، لكان لقى تكريما كبيرا يليق بانجازاته الكبيرة والتي تجعله أعظم من أنجبتهم القارة السمراء في تاريخ ممارستها لكرة اليد.

إن استعراض تاريخ زكي من الإنجازات والألقاب منذ بدايته عام 1999 عندما قاد المنتخب للمركز الثالث وفاز بلقب أحسن لاعب في البطولة كافية للغاية لإدراك مكانته.

كان زكي أيضا عوضا في الفريق المصري الذي حصل على المركز الرابع في كأس العالم فرنسا 2001 واختير في منتخب العالم لهذا العام. وعلى الرغم من المشاركات المتواضعة لمصر في النسخ التالية من البطولة، فإن زكي حافظ على مكانه ضمن منتخب العالم ولقب أفضل لاعب في مركزه من 2003 إلى 2005.

ولم يكن تألق زكي اللافت للنظر على مستوى المنتخبات فحسب، وإنما امتد أيضا إلى الأندية الأوروبية التي انطلق إلى رحابها من ناديه الزمالك.

وأكد زكي للذين اندهشوا من صفقة انتقاله إلى ثيوداد ريال الإسباني مقابل 150 ألف يورو – رقم قياسي مصري وإفريقي – أنه يستحق هذا المبلغ وأكثر بعد قيادته الفريق للحصول على فضية دوري أبطال أوروبا بفارق هدف عن برشلونة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

خاض زكي بعدها مغامرة جديدة مع فريق أراجون الذي تصدر قائمة هدافيه الموسم الماضي بـ136 هدفا ليصبح معشوق الجماهير وتتصدر صورته الصفحة الرئيسية للموقع الرسمي للنادي.

وفي الوقت الذي احتفت فيه المنتديات العربية المهتمة بكرة اليد باللاعب وأبرزت إنجازاته، كان الإعلام المصري يغط في سبات عميق فيما يخص زكي وحصلت القضايا "المصيرية" مثل حذاء شيكابالا واعتزال عمرو زكي على كل الاهتمام.

سرطان التجاهل امتد أيضا إلى نجم منتخب مصر للكرة الطائرة عبد الله عبد السلام، الذي انتقل لصفوف نادي سيسلي تريفيزو الإيطالي – أكثر الأندية الأوروبية عراقة وتحقيقا للأنجازات – مقابل 200 ألف يورو عام 2006.

عبد السلام كان زميلا للثلاثي الدولي الإيطالي أليساندرو فاي وصامويل بابي وفاليريو فيرميجليو إضافة إلى العملاق البرازيلي جوستافو أندريس وكان أحد العناصر المؤثرة في جمع الفريق الإيطالي بين بطولتي الدوري والكأس واختير أفضل لاعب في بطولة الكأس.

كل ما سبق لم يثر حماسة وسائل الإعلام المصرية للسعي خلف أخباره، وكالعادة قابلت وسائل الإعلام المصرية القليلة التي علمت أصلا بهذا الحدث ببرود شديد، في الوقت الذي لم تعلم الكثير منها بإنجاز اللاعب حتي الآن.

ونجوم الألعاب الجماعية ليسوا وحدهم أبناء البطة السوداء، إذ لا يتمتع أبطال الألعاب الفردية بحظ أفضل.

ففي الإسكواش، يسيطر عمرو شبانة على بطولة العالم التي فاز بها 2003 و2005 وأحكم قبضته على التصنيف العالمي الذي يتربع على قمته منذ أبريل 2006 إلى الآن، ولكنه لا يلقى ما يوزاي اهتمام الصحف بأي لاعب من أندية الوسط في الدوري.

وتمتلك مصر خمسة ضمن أفضل 15 لاعبا على مستوى العالم وهم عمرو شبانة المصنف الأول، ورامي عاشور المصنف الثاني، وكريم درويش المصنف التاسع ووائل حاتم المصنف 12 ومحمد عباس المصنف 15.

ومن الاسكواش إلى لعبة فردية أخرى وهي الملاكمة، والتي توج فيها ثلاثة من أبطالنا بثلاث ميداليات (فضية وبرونزيتين) في أوليمبياد أثينا عام 2004، وسأترك القراء يختبرون ذاكرتهم ويحاولون استعادة أسماء الثلاثة، وأعتقد أن النسبة التي ستتمكن من اجتياز هذا الأختبار الصعب لن تتجاوز20 % على أقصى تقدير!

وقد يبرر بعضهم تجاهل القائمين على الرياضة في مصر إضافة إلى وسائل الإعلام لنجوم رياضات الظل – أو الألعاب الشهيدة كما يطلق عليها - بأن هذه الألعاب غير جماهيرية بشكل كبير في مصر، وهو ما قد يحدث في العديد في بعض دول العالم، ولكن هل يمتد هذا التجاهل إلى باقي دول العالم التي تعاني من حمى كرة القدم؟

شهد عام 2005 في الأرجنتين، أحد أكثر دول العالم ولعا بكرة القدم، تكريم لاعب التنس ديفيد نالبانديان كأفضل رياضي في البلاد عقب فوزه ببطولة كأس الأساتذة على حساب السويسري روجر فيدرر، متفوقا على نجوم التانجو الذين يبدعون في كل أرجاء الأرض.

السباحة الأوكرانية يانا كلوتشكوفا اختيرت أفضل رياضية في البلاد عام 2004 بعد محافظتها على ذهبيتي 200 و400 متر متنوع في أوليمبياد أثينا، في الوقت الذي كان فيه النجم الكروي الكبير أندريه ش

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات