كتب : شريف حسن | الإثنين، 22 أكتوبر 2007 - 22:21

القرعة كدابة

عندما تتابع قرعة بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أجريت في غانا التي تستضيف البطولة في يناير المقبل تتخيل من اللحظة الأولى أن القدر كان رحيما بمنتخبنا الوطني عندما أوقعه في مجموعة غير مجموعة الموت كما يطلق عليها خبراء الكرة المصرية ومعلقيها.

ظن المتابعيين للقرعة أنه أخيرا ابتسم الحظ لفريقنا ولم يوقعه في أصعب المجموعات كالعادة في كل قرعة ولكن كما تقول المقولة الشهيرة "المظاهر كدابة" أو "القرعة كدابة" فعندما تدقق النظر إلى مجموعة مصر في نهائيات كأس الأمم تجدها ليست المجموعة التي تخيلتها للوهلة الأولى فهي بالرغم أنها تضم منتخبات الكاميرون والسودان وزامبيا فهي مجموعة تتخيلها نظريا أنها من المجموعات السهلة في البطولات الكبرى ولكنها عمليا ليست كذلك على الأطلاق.

فالجميع يتحدث عن حظنا العالي على الكاميرون والعقدة وعلو الكعب وكلام الدجل الذي نسمعه كثيرا ولكن الواقع يؤكد أنها أحد أقوى فرق إفريقيا وقادرة على المنافسة في أي بطولة بفضل كتيبة محترفيها المنتشرين والمتألقين في ملاعب أوروبا.

أما السودان فتشهد الآن أكبر تطور شهدته كرة القدم السودانية منذ السبعينات فهي صعدت للنهائيات كأول مجموعتها على حساب تونس كما قدمت الأندية السودانية أداء رائع في بطولتي إفريقيا للأندية.

كما أن المنتخب الزامبي مكافح ولا يجب الاستهانة به وتلعب للنهاية كما شاهدنا فريقها الشاب في البطولة الماضية وهو يهزم جنوب أفريقيا.

وجاءت الخدعة الأكبر في الجزء الثاني من القرعة الخاص بترتيب المباريات إذ تبدأ مصر مبارياتها بلقاء الكاميرون الأصعب بالطبع في بداية المشوار ونتيجته غير مضمونة على الأطلاق ثم تلتقى بعد ذلك مع السودان التي من المحتمل أن تكون قد فازت على زامبيا في لقاءها الأول ليصبح لقاءها معنا أصعب ثم نختتم مبارياتنا بزامبيا في لقاء يؤهلنا للدور الثاني أو لتوديع البطولة.

بالتأكيد لا أدعو للتشاؤم ولكني أدعو إلى عدم المبالغة في الفرحة بالقرعة حتى لا نصطدم بالواقع والخروج المبكر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
/articles/166757