كتب : عبد الظاهر السقا | الجمعة، 25 يناير 2008 - 23:31

وقت إنكار الذات

بات الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسن شحاتة في مأزق كبير قبل لقاء السودان حيث يمتلك وفرة كبيرة في اللاعبين المميزين أصحاب الأسماء الكبيرة وأصبح عليه الاختيار من بينهم للانضمام للقائمة الأساسية لمباراة السودان وهو اختيار صعب للغاية.

فعودة لاعبين نجوم بحجم أحمد حسن ومحمد أبو تريكة وإبراهيم سعيد ستضع الجهاز الفني في مأزق هل يشركهم في اللقاء للاستفادة بامكاناتهم الفنية الرائعة ومن خبرتهم الطويلة، أم يستمروا على مقاعد البدلاء ويخوض اللقاء بنفس التشكيلة التي لعبت لقاء الكاميرون وتألقت وأدت مباراة رائعة.

واختيار شحاتة لتشكيلة لقاء السودان قد تغضب العديد من اللاعبين سواء الثلاثي الذي لم يشارك أمام الكاميرون لكونهم نجوما ذو خبرة أو أي لاعب شارك في اللقاء ثم سيتم استبعاده في لقاء السودان لأنه تألق وأثبت ذاته.

وأود أن أوجه رسالة الى اللاعبين قبل لقاء السودان فحواها أنه جاء وقت انكار الذات، ويجب على الجميع أن يفكر في الأمور بطريقة جماعية وليس بصورة شخصية.

ومن خلال مراجعتي لكافة بطولات كأس الأمم الأفريقية طوال العشرين عاما الأخيرة، وأيضا بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا وجدت أن المنتخبات التي تلعب كرة جماعية وتلعب بروح الجماعة وتكون يد واحدة "Team Work" تكون هي التي تحقق البطولات والكئوس.

أما المنتخبات التي تلعب بطريقة فردية ويعتمد على نجومية لاعبيه وكل لاعب في المنتخب يفكر في نفسه فقط فأنها لا تحقق أي بطولة حتى ولو كانوا أفضل مجموعة لاعبين في البطولة.

ويجب أن يعلم الجميع أن مقاعد البدلاء القوية والتي تمتلك الروح والاصرار للمشاركة في أي وقت ولو دقائق قليلة بدون ضيق أو ضجر هي التي تأتي بالبطولات، كما يجب أن يعلم اللاعبون أن الانتصار والشهرة والمكافأت والخير الذي يأتي من البطولات يعم على جميع اللاعبين سواء أساسيين أو احتياطيين.

ويجب أن يكون هذا الشعور نابعا من اللاعبين وحقيقيا وليس مجرد شعارات، وعليهم أن يشعروا حسن شحاتة بذلك على أرض الواقع حتى يزيلوا عنه الضغط النفسي "ويشتغل براحته".

وأتذكر في وقت سابق أن الكابتن حسن شحاتة كان مترددا في اختيار اثنين من بين الثلاثي بشير التابعي ووائل جمعة وأنا للعب بصفة أساسية في خط دفاع المنتخب وشعرت بذلك ولذلك اجتمعت معه وأبلغته بكل وضوح أنني على المستوى الشخصي لا توجد لدي أي مشكلة في الجلوس احتياطيا حتى لو جئت من تركيا وتركت فريقي، وأبلغني شحاتة بسعادته من هذا الموقف.

وعلى اللاعبين أن ينتظروا فقط مباراة السودان وفي حالة الفوز ستكون الأمور أسهل كثيرا في لقاء زامبيا لأننا سنكون ضمنا الصعود لدور الثمانية ووقتها قد يجري شحاتة العديد من التعديلات في التشكيل دون خوف أو قلق.

أما عن رأيي الشخصي في اختيار التشكيل لمباراة السودان فأعتقد أنه من الأفضل أن يشارك أبو تريكة من بداية اللقاء بسبب شهرته الكبيرة في السودان ومعرفة كل لاعبي السودان له ولامكانياته من خلال متابعتهم للدوري المصري ولبطولة أفريقيا للاندية.

فمشاركته من البداية ستضعهم تحت ضغط نفسي كبير وسيكون سلاحا كبيار في انتصار منتخب مصر، وربما كنت أغير رأيي لو كان اللقاء المقبل أمام زامبيا مثلا وكنت سأطالب باشراك حسن لشهرته الواسعة في البلدان الأفريقية السمراء من خلال مشواره الاحترافي الرائع في أوروبا.

ويجب على الجهاز الفني واللاعبين ألا يستهينوا بلقاء السودان لان لقاءات الأشقاء تكون أصعب كثيرا من المباريات مع المنتخبات الأفريقية بسبب الحساسية المفرطة بين مصر والسودان أو مصر وليبيا مثلا.

منتخب مصر من الناحية الفنية جيد جدا وبامكانه الفوز على السودان ومواصلة مشواره نحو كأس البطولة ولكن يتبقى فقط التركيز والاصرار وانكار الذات التي أضع تحتها عدة خطوط.

نقطة أخيرة:

أريد أن أتوجه بالشكر لجميع من قاموا بالرد على مقالتي السابقة وهي الردود التي أسعدتني جدا وأشعرتني أن جهدي مع منتخب مصر طوال 12 سنة متتالية لم يضع هباء وشعرت بسعادة أن الجمهور المصري مازال يتذكر عبد الظاهر السقا ويحبه ويحترمه.

أما من اختلف معي في الرأي فأوجه لهم الشكر أيضا وأقول لهم أن المقالات التي أكتبها من خلال موقع FilGoal.com تعبر عن وجهة نظري وتحتمل الصواب والخطأ، وليس من الضروري أن تكون صوابا على طول الخط، كما أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات