كتب : عبد الظاهر السقا | السبت، 02 فبراير 2008 - 17:35

يا رب خيب ظني

أعتقد أن المستوى المتواضع الذي ظهر به منتخب مصر في مباراته أمام زامبيا كان بسبب عدم التركيز في المباراة والاستهتار بالخصم واقترابنا من التأهل لدور الثمانية لكأس أمم إفريقيا، ولكني أتمنى أن يكون ظني هذا خطأ لأن عدم التركيز والاستهانة بالخصم قد يطيح بنا خارج البطولة في مباريات مقبلة وهو ما حذرت منه في المقالة السابقة.

وأتمنى فقط أن يكون خوف لاعبي منتخب مصر من الاصابات أو الحصول على بطاقات صفراء هو السبب في تواضع الأداء أمام زامبيا.

ولا أدرى تحديدا ماذا حدث لمنتخب مصر في لقاء زامبيا فظهروا جميعهم بمستوى مغاير تماما للذي ظهروا به في مباراتي الكاميرون ثم السودان، وكان يجب على المنتخب أداء مباراة جيدة أمام زامبيا وتحقيق فوز مريح حتى نوجه رسالة لكافة المنتخبات الأخرى أننا منتخب من الصعب هزيمته أو التعادل معه وأننا نستطيع الفوز على أي منتخب يقابلنا سواء كان صغيرا أو كبيرا وأننا جئنا إلى غانا للتتويج بكأس البطولة.

وبقدر حزني من عدم تحقيق الفوز بقدر سعادتي لأن يكون هذا التعادل جرس انذار للمنتخب في مبارياته المقبلة، وقد يكون لقاء زامبيا درس لنا لكي نتعلم منه، لأنه في حالة الفوز كانت ستبدأ حملة "الطبل والزمر" والتي كانت ستجعلنا نتغاضى عن أخطائنا ولا نراها، ولكن جاء التعادل ليكون بمثابة رسالة تحذير لنا حتى نلعب بحذر وحرص في المباريات المقبلة.

وقد لاحظت أخطاء فنية كثيرة للعديد من اللاعبين في لقاء زامبيا ولكني لن أذكرها حتى لا يؤثر ذلك على نفسية اللاعبين وثقتهم في أنفسهم ولكني واثق من أن الكابتن حسن شحاتة سيستطيع علاج هذه السلبيات قبل لقاء أنجولا.

وبخلاف الملاحظات الفنية هناك بعض الأمور التي أحزنتني داخل الملعب وأهمها عدم وجود حالة من الرضا على وجه اللاعبين وبعضهم شارك وهو حزين والبعض الأخر خرج من الملعب حزينا لاستبداله ويجب أن ينصهر جميع اللاعبين في بوتقة واحدة ويلعبوا لصالح الجماعة وليس الأفراد لأنه كما قلت من قبل أن هذا هو وقت انكار الذات.

وأريد أن أوجه رسالة للجهاز الفني لمنتخب مصر وللاعبين بأن فرصة التتويج بكأس البطولة كبيرة وأن الجميع يجب عليه أن يتحمل عشرة أيام فقط وثلاثة مباريات فقط لكتابة التاريخ، فعشرة أيام و270 دقيقة لعب فقط تفصلنا عن التتويج بكأس إفريقيا ويجب على الجميع التكاتف خلال هذه الفترة القصيرة لتحقيق الهدف دون النظر لأي مصالح شخصية.

وأقول للاعبين إن التركيز خلال هذه الأيام العشرة سيمنحهم كل شىء يحلمون به من شهرة ومكافأت مادية وكتابة أسمائهم في التاريخ، ويجب عليهم أن يسعوا لتحقيق الحلم أولا لارضاء أسرتهم وعائلتهم الصغيرة والتي دوما ما تفخر بهم لكونهم نجوما أعطوا لمصر كثيرا ثم ثانيا للجمهور المصري كله بدءا من رئيس الجمهورية الذي يقف خلف المنتخب وحتى عامل النظافة في الشارع وثالثا وأخيرا لأنفسهم شخصيا ولتخليد أسمائهم في التاريخ.

وأقول للاعبين أنتم في نعمة تحسدون عليها قد لا تشعرون بها الأن ولكن يجب أن تشعروا بها جيدا، فهناك أشخاص مرموقين في المجتمع "مهندسين وأطباء" يتغربوا عن مصر وعن عائلاتهم وأولادهم ليسافروا للخليج لعدة سنوات يذوقوا خلالها "المر" حتى يتحصلوا على بضعة آلاف من الجنيهات، ولكن لاعب الكرة ربنا منحه موهبة وهو في نعمة كبيرة يجب أن يشكر الله عليها ويجب أن يستثمرها جيدا، فمعظم لاعبي الكرة لم يبذلوا جهدا كبيرا في التعليم أو في البحث عن وظيفة أو في العمل نفسه ولكن الله منحهم موهبة تجلب لهم الشهرة والمادة و"البرستيج" حيث يستقبل اللاعبين رئيس الجمهورية بنفسه وكبار المسؤولين في حين يعيش البعض طوال حياتهم بحثا عن فرصة لمقابلة مسؤول كبير أو الحصول فقط على تأشيرته لقضاء خدمة معينة.

وفي حال الفوز بكأس البطولة سيخلد اللاعبين أسمائهم في التاريخ وستظل الأجيال القادمة تتذكرهم مثلما نتذكر عمالقة كرة القدم القدامي بدءا من الديبة والضظوي ومحمود الجوهري ومرورا بمحمود الخطيب وطاهر أبو زيد وجمال عبد الحميد وحتى حسام حسن وهاني رمزي، وأنا شخصيا أفتخر بحصولي على كأس أمم إفريقيا مرتين وأذكر ذلك لأولادي وسأظل أفتخر به أمام أحفادي لو أطال الله في عمري.

وأناشد اللاعبين بالتركيز التام في الفترة المقبلة حتى لا يندموا عقب نهاية البطولة على عدم التركيز لأن الوقت لن يعود مرة أخرى وأنا شخصيا جربت هذا الشعور في أكثر من بطولة وهو شعور قاسي ولا يوصف.

وأنا أعرف شعور اللاعبين في الوقت الحالي وقد ينتابهم إحساس "بالزهق" لوجودهم بعيدا عن مصر وعن أسرهم لفترة طويلة وايضا لاستمرارهم في نفس مدينة كوماسي دون الانتقال لمدينة أخرى ولكن يجب على حسن شحاتة أن يقوم بتغيير هذا الجو ويضع اللاعبين تحت ضغط ومسئولية لأننا عندما نلعب بخوف من الخصم وبتركيز نحقق نتائج رائعة مث

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات