كتب : عبد الظاهر السقا | الثلاثاء، 29 يناير 2008 - 15:01

الفرصة أمامكم .. فاغتنموها

بعدما اقترب منتخب مصر بشدة من التأهل لدور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية، أعتقد أنه حان الوقت للحديث حول الطموح المشروع للتتويج بالكأس الإفريقية للمرة السادسة والثانية على التوالي، فأنا أرى أن الفرصة متاحة تماما لذلك وعلى الجهاز الفني ولاعبي المنتخب أن يغتنموا هذه الفرصة وألا يتركوها تمر من بين أيديهم.

فمن خلال متابعتي للبطولة حتى الأن ومن خلال مشاهدة كافة المباريات لم أجد منتخبا باستطاعته أن يرهبنا أو يقتنص منا كأس البطولة ويعد منتخب مصر هو الأفضل في البطولة حتى الأن وأتمنى أن يستمر على ذلك للنهاية.

فمنتخب مصر يمتلك جهاز فني على أعلي مستوى بقيادة حسن شحاتة، كما يمتلك لاعبين مميزين وذو خبرة "بدون ذكر أسماء"، ويمتلك تقريبا 17 لاعبا جاهزا للمشاركة وجميعهم على مستوى واحد ولذلك فإن مقعد البدلاء قوي وهي العوامل التي تؤدي إلى كأس البطولة.

وبامكان لاعبي الجيل الحالي كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم في حال تتويجهم بالبطولة مرتين متتاليتين وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر الا في عامي 57 و59 عندما كنا نلعب مع السودان وإثيوبيا فقط.

وكل ما أخشاه أن يتعرض منتخب مصر إلى هزيمة تطيح بنا خارج البطولة وتعيدنا خطوات كثيرة للخلف بعدما تقدمنا كثيرا للأمام.

ولعلي أذكر زملائي اللاعبين بموقف عصيب مر بنا في عام 99 حتى يكون عظة وعبرة للجميع وحتى لا يتكرر مرة أخرى في البطولة باذن الله.

ففي عام 98 توجنا بكأس أمم إفريقيا في بوركينا فاسو عن جدارة وكان منتخب مصر يملك كوكبة رائعة من اللاعبين لا يقلوا عن لاعبي الجيل الحالي، كما كان يقود المنتخب جهاز فني كفء بقيادة المخضرم محمود الجوهري.

وبعد التتويج بكأس الأمم الإفريقية شاركنا في كأس القارات وبدأنا البطولة بمباراتين رائعتين أمام منتخبي بوليفيا والمكسيك وتعادلنا مع كل منهما 2-2 بأداء رائع، وكان يكفينا فقط التعادل مع السعودية للتأهل للدور قبل النهائي للبطولة للمرة الأولى في التاريخ.

ولكن بعض اللاعبين لم يلعبوا المباراة بتركيز وأدوا ببعض التعالي والاستهتار وكأنهم واثقين من الفوز وبدأ الكثير منا يفكر في اللقاء المقبل أمام البرازيل، ولكن للأسف الشديد تلقينا خسارة تاريخية بخمسة أهداف وكانت بمثابة الصدمة لنا، وكان سببها عدم التركيز في اللقاء.

وتسببت 90 دقيقة فقط أمام السعودية في تحطيم كل ما بنيناه في ثلاثة أعوام، وتم اقالة الجهاز الفني كما تم حل اتحاد الكرة المصري، وابتعد العديد من اللاعبين عن صفوف المنتخب، وعدنا وقتها ثلاثة سنوات للخلف وبدأنا في اعداد المنتخب من جديد بجهاز فني جديد ولاعبين معظمهم جدد.

ولذلك أحذر لاعبي الجيل الحالي من أي هزيمة قد تؤثر بالسلب على مسيرة المنتخب الناجحة، وعليهم بالتركيز في كل المباريات المقبلة وعدم الاستهانة بأي خصم سواء زامبيا في اللقاء المقبل أو أي منتخب سنقابله في دور الثمانية مهما كان اسمه وتاريخه ومستواه.

وأتمنى أن يواصل المنتخب مشواره بنجاح حتى يستمر الجهاز الفني في مهمته في تصفيات كأس العالم المقبلة 2010 ويكلل مشوارنا بالنجاح، وأتمنى ألا تحدث أي هزة للفريق تؤثر على استقراره خاصة وتؤدي إلى حالة من التفكك في جهازه الفني خاصة وأننا في مصر لا نعرف معنى كلمة استقرار.

نقطة أخيرة

من خلال متابعتي للقاء مصر والسودان لم أجد أي عنف أو خشونة بين لاعبي المنتخبين وكان سلوكهم رائع ومميز، وأعتقد أن الصحافة المصرية والسودان هي التي كانت وراء "تسخين" أجواء اللقاء بنشر تصريحات غير حقيقية على لسان بعض المسؤولين والمدربين هنا وهناك.

ولذلك أود الاشادة بلاعبي المنتخبين وأحييهم على هذه الروح الرياضية لأن مصر والسودان سيظلان شعب واحد إلى الأبد

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات