كتب : محمد الأمير | الثلاثاء، 25 مارس 2008 - 13:48

وماذا لو؟

بينما يعلو الحزن وجوه أصدقاءه، بعد علمهم بخبر غياب ليونيل ميسي عن لقاء منتخبي مصر والأرجنتين، مال برأسه إلى الوراء مطلقًا ضحكة غيرت ملامح وجوه أصدقاءه إلى الدهشة.

كان سبب حزنهم واضح، سيخسرون رؤية مهارات خليفة مارادونا على ملعب استاد القاهرة، أما ما أضحكه فكان تذكره لنفس الجلسة مع أصدقاءه قبل لقاء مصر والكاميرون، في الدور الأول من كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.

ضحك لأنه تذكر خوفه مما سيفعله هداف نادي تشيلسي ديديه دروجبا ورفاقه في هجوم كوت ديفوار، بعدما مزح معه حارس العقار قائلاً "تفتكر أبو ركبة هايعمل فينا ايه"، لتأت الإجابة بفوز المنتخب المصري باللقب للمرة الثانية على التوالي.

ولكن ماذا لو؟ وسط هذه الثقة المفرطة، وجد ذلك السؤال يتردد داخله، فازت الأرجنتين مثلما فازت أسبانيا والبرتغال على مصر بهدفين للاشيء وديا تحت قيادة شحاتة، ماذا لو عاد الأداء الباهت لمباريات المنتخب خلال تصفيات الأمم إلى استاد القاهرة؟

إنه يعلم أن الشعب المصري طيب ولا ينسى أحبابه سريعًا، ماذا لو لقي نفس مصير محمود الجوهري، والذي كان على أعناق المصريين بطلاً فاتحًا، عاد من نهائيات كأس العالم متعادلاً مع منتخب هولندا، ليجد نفسه قبل أن تمنحه مباراة ودية أمام اليونان لقب "المدرب الأسبق"، بعدما هزم فيها بسداسية.

كيف يضمن لنفسه بقاء شحاتة، وهو سيقود فريقاً صعد لنهائيات كأس العالم مرتين في تاريخه، أمام فريق حصل على تلك الكأس مرتين، كان يحاول إقناع نفسه بأن نغمة عدم ملائمة المدرب الوطني لتدريب المنتخب لن تعد، يحاول إقناع نفسه بأن من عادوا ليقدموا أداءً مملاً في الدوري المحلي، سيرتدون رداء التميز للحفاظ على وجه بطل أفريقيا في مواجهة ممثل أمريكا الجنوبية.

هو نفسه كان مؤمناً قبل اللقب الأفريقي الأخير أن الفوز بكأس الأمم 2006 كان محض صدفة خلقتها المساندة الجماهيرية، لكنه بعد فوز منتخب بلاده على الكاميرون بهدافها الأسمر، أصبح يرفع حسن شحاتة إلى مصاف المدربين العالميين، ومحت ثقته في رجال المعلم أي خوف قد يساوره عند لقاء فرق من عينة الأرجنتين.

وقال لنفسه أنه ليس الوحيد الذي عاش ذاك التغير، لذا ذكر نفسه بأن هزيمة الأهلي أمام فريق برشلونة الأسباني في إطار احتفالاته بالمئوية لم تعن انهيار الأهلي متصدر الدوري حاليًا، لكن السؤال عاد ليقفز، وماذا لو تصيد بعض أعضاء اتحاد كرة القدم الأخطاء لشحاتة في مباراته، وماذا سيضمن أنهم لن يطالبوا بإبعاده عن منصبه في المباريات التالية؟

لكنه نفض عن باله هذه المخاوف، وهو يحضر العلم المصري الذي اشتراه للمرة الأولى في نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2006 لمباراة الأرجنتين، وخطاب أصدقاءه "يالا نشجع مصر".

رد على دهشة أصدقاءه بتفسير زاد استغرابهم، فإن كان غياب ميسي يعني غياب المتعة لهم، فأنه يعني له تفويت فرصة أخرى على وائل جمعة مدافع المنتخب، يثبت بها أنه صخرة الدفاع الأفريقية، وأن محليته أو احترافه في نادي متواضع في الدوري القطري، لا يقللان منه عند مواجهة أعتى نجوم القارة الأوروبية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات