كتب : محمد الأمير | الأحد، 24 أكتوبر 2010 - 21:21

الإعلام "الكويس"

الألوان لا ترسم لوحة وحدها، ولكنها تملأ تكوينا يحدده خط، دعونا نتفق على هذه القاعدة قبل النظر بدقة إلى لوحة بيضاء لطختها خطوط يرسمها أصحاب اللوحة أنفسهم ويتركون لغيرهم الحرية لزيادة تشويهها بأي لون، هكذا أرى حال الزمالك في وسائل الإعلام.

لست وحدي من يسمع عبارة إن مشاكل الزمالك يتسبب فيها الإعلام أو يضخمها على الأقل، ومع كون هذه التصريحات قديمة إلا أن الواقعة الأخيرة التي لعب دور البطولة فيها أحمد رفعت عضو مجلس إدارة الزمالك أعادتها لبالي من جديد.

فما حدث أن الإعلام ممثلا في مقدم البرنامج ومحاوره مصطفى عبده هو من نبّه رفعت إلى أن ما يقوله لا يليق خروجه في بث مباشر على الهواء، وهنا نرى إعلامي يصحح خطأ مسؤول.

لن أتطرق كثيرا لما قاله وفعله رفعت، فمن ناحية اللاعب محل الأزمة تقبل اعتذار المسؤول وطويت المسألة برمتها، ولكن ما يهمني هو وضع تلك الواقعة في وجه كل من قد يكرر على مسامعنا أن الإعلام مسؤول عن مشاكل الزمالك.

يا رجال الزمالك .. القانون واضح، إذا نشرت إحدى وسائل الإعلام تصريحا كاذبا على لسان أحدكم ورأيتم فيه ضررا لناديكم، يمكنكم مقاضاة الإصدار، أو على الأقل إرسال رد تكذيبي وعلى الإصدار نشره بنفس المساحة وفي نفس مكان الخبر الكاذب.

وحينها سيسكت من يكذبون ويفبركون، ولكن سيكون لزاما عليكم أيضا الكف عن لوم الإعلام الحقيقي على مشاكلكم.

سأتفق معكم أن بعض الأقلام والبرامج تلون تناولها لما يحدث داخل البيت الأبيض بألوانها ومصالحها، وسأسلم أن فيها من يتناول أحداث بعينها في ناديكم ويغض النظر عن أخرى وفقا لأجندته الخاصة، ولكن هذا ينطبق عليكم وضدكم، ينطبق على برامج مقدموها نجوما سابقين في فريقكم، وينطبق على صحف رؤساء الأقسام الرياضية فيها يتفاخرون بزملكاويتهم الشديدة.

الآن بعدما أسقطنا من حساباتنا التصريحات المفبركة والكاذبة، وأبعدنا اختلاف التناول للأحداث والوقائع باختلاف المؤسسات الإعلامية، دعونا نركز على الدافع لكتابة هذا المقال .. التصريحات المسجلة والموثقة لمسؤولي ولاعبي الزمالك، والتي يلومون عليها الإعلاميين لتناولها فيما بعد.

أقول ذلك بعدما طلب مسؤول رفيع المستوى من زميلي حسام عادل مراجعة أي تصريح أو حدث مع مسؤولي الزمالك يخص النادي قبل نشره على صفحات FilGoal.com، وذلك على خلفية حوار حازم إمام لاعب الأبيض للموقع والذي وضعه في أزمة مع الجهاز الفني وإدارته.

وحينما دافع عادل عن حقه وحق القارئ في معرفة الحقيقة ونشر التصريح طالما خرج من فم قائله كان رد المسؤول "طيب يا أخي خاف على مصلحتهم وفهمهم غلطهم" هكذا بات مطلوبا من الإعلامي مراجعة كل مصدر للمعلومة في حديثه وكأنه ولي أمره، ومناقشته في أقواله "خلي بالك كده ممكن تودي نفسك في داهية، لأ كده ممكن تفرح فيك الأهلاوية".

على مسؤولي الزمالك ولاعبيه إدراك أن الكلمة طالما خرجت من أفواههم باتت حقا للجماهير التي تشجعهم والتي تنظر إليهم باعتبارهم منافسين، وليس مطلوبا منا كإعلاميين تجاهل تصريحات من نوعية أن مدير الكرة غلب مع لاعبيه أو أن عملا على حوائط النادي سبب الخسائر السابقة.

وعليهم إدراك أن مهمة الإعلامي والصحفي الأولى هي إعلام جمهوره بما يدور، وأن يكون عينه وأذنه على مواقع الأحداث، لا أن يضع نفسه في موقع المسؤول.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات