كتب : محمد الأمير | الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008 - 16:56

اللي خايف يروح

ما معنى الفوز ببطولة الأمم الإفريقية في نسختيها الأخيرتين ولايزال الخوف من فرق لم تصل حتى إلى المربع الذهبي في الدورتين مسيطرا على أفضل مدرب في القارة السمراء بالبطولات والنتيجة والأداء.

لماذا قد نخشى مواجهة السودان وقد تغلبنا عليها في البطولة الأخيرة في بطولة الأمم في دور المجموعات بثلاثة أهداف دون رد.

ولما قد ترعب "المعلم" مواجهة المغرب أو تونس أو الجزائر وهو يقود منتخبا احتكر التصنيف الأول عربيا منذ يناير الماضي وذلك على مستوى المنتخبات العربية في المطلق بما فيها العراق الفائز ببطولة الأمم الآسيوية.

بل إن تصنيف الدول الإفريقية وفقا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ بداية العام الحالي لم يضم من الدول العربية في الدول الخمس الأولى إلا مصر التي لايزال مديرها الفني يخشى مقارعة دولا عربية فشلت حتى في تصدر مجموعاتها في الدور الأول من تصفيات كأس العالم المقبلة.

لا أنتقد تصريحات شحاتة التي عبر فيها عن تمنيه تجنب المنتخبات العربية في طريقه نحو جنوب إفريقيا للاشتراك في البطولة الأعصى على المصريين ولكن انتقد الطريقة التي خرجت بها.

فلو كانت كلمات المدير الفني نابعة من فكرة احترام المنافس في المطلق لكنت أكثر المرحبين بها كما أسعدتني تصريحاته قبل ملاقاة جيبوتي الأخيرة والتي منحت لمصر صدارة مجموعتها.

ورغم فوز مصر على جيبوتي في أرضها بأربعة أهداف نظيفة لكني استقبلت تصريحات شحاتة قبل المباراة ووصفه لها بأنها صعبة ومهمة بسعادة بالغة لأن احترام المنافس – أي منافس- واجب على أي فريق يسعى للفوز ببطولة.

وإن كان شحاتة أصدر تصريحات لمجرد إثبات تواضعه وتركه نتيجة المباريات تتحدث عنه لكان لزاما عليه الحديث عن بقية الفرق الإفريقية بنفس القدر من الاحترام للمنافسين العرب.

خاصة أني لا أجد في كفة الأخوة العرب ما يرجحها في مواجهة نظرائهم الأفارقة فالمحترفين من دول الشمال الإفريقي لا يمكن مقارنتهم بزملائهم ذوي البشرة السمراء.

ونسبة ظهور الدول العربية إلى الإفريقية في نهائيات بطولة الأمم تثبت أن الأرقام تعني ضرورة إظهار المزيد من الاحترام أمام سفراء الجنوب والوسط الإفريقي.

الغريب أن تصدر تصريحات شحاتة قبل انطلاق مرحلة فاصلة في مشواره لتحقيق حلمه الأكبر بإضافة التأهل لكأس العالم إلى انجازاته الشخصية.

فشحاتة الذي تعد الروح القتالية والقيادة النفسية من أهم عوامل نجاحه في إلهام لاعبيه بثقافة الفوز في أي مباراة وأمام أي منافس كان عليه إدراك الآثار النفسية السيئة لمثل تلك التصريحات.

فما قاله شحاتة لن يسقط من ذاكرة أي فرد من منتخبه وهو يشاهد القرعة وسيكون من الصعب ألا يصيح لاعب منهم "وآدى ماتشين راحوا .. ربنا يكرمنا بالتعادل" إذا علم بوجود فريق عربي في مجموعتنا.

وماذا سيكون تصريح شحاتة إذا أوقعت القرعة مصر في نفس المجموعة مع المغرب أوالجزائر أوتونس والسودان وهو احتمال وإن كان ضعيفا لكن يمكن وقوعه .. هل سنعتذر عن إكمال مشوار التصفيات حينها خوفا من تذيل المجموعة؟

المعادلة بسيطة جدا، إذا أردنا المشاركة في كأس العالم للمرة الثالثة فعلينا معرفة حجمنا الحقيقي في قارة نحن أبطالها منذ عامين بلا منازع دون مخالطة ذلك بالغرور.

اسمحوا لي أن اقتبس شعار جماهير الأهلي .. من أراد أن يكون بطلا فلا يخاف .. واللي خايف يروح.

إقرأ أيضا .. قرعة كأس العالم كما يتمناها المعلم .. أو يخشاها

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات