كتب : شريف حسن | الثلاثاء، 01 يوليه 2008 - 18:43

نحس القائد

أسعد لحظة في مشوار لاعب كرة القدم هي قيادته لفريق يتوج ببطولة كبرى، وهناك نجوم مقدر لهم حمل الكؤوس باستمرار، وآخرون يلازمهم النحس دائما .. يجتهدون طوال المشوار ولكن دون كؤوس.

وبالطبع يكون قائد الفريق هو الأكثر سعادة لأن اسمه يسطر في تاريخ اللعبة وصوره وهو يحمل الكأس ستظل عالقة بالأذهان إلى فترات بعيدة.

وعندما تحدث البعض عن سوء الحظ الغريب الذي يرافق الألماني مايكل بالاك بعدما خسرت بلاده نهائي كأس الأمم الأوروبية أمام إسبانيا تذكرت على الفور راؤول جونزاليس القائد الحقيقي للمنتخب الإسباني.

فمع اعترافي الكامل بنحس بالاك غير المسبوق إذ فشل في كل النهائيات التي خاضها بل وغاب عن بعضها بدواعي الإصابة والإيقاف، لكنني أرى راؤول هو "الأنحس".

تحدثت الصحافة حول العالم عن سوء حظ بالاك وإحباطه بعدما خسر مباراة نهائية جديدة ووصل سنه إلى 32 عاما وصعوبة تكرار الفرصة.

وفردت وكالات الأنباء العالمية صفحاتها للتحدث عن النهائيات التي خسرها القائد الألماني سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، بل ووصل الأمر إلى وضع صورته على إحدى الصحف الألمانية وكتب تحتها "المنحوس".

فنحس بالاك على الأقل هو سوء حظ للفريق الذي يلعب له ككل .. يخسر ويكرم ولو بميدالية فضية.

ولكن راؤول ضاعت عليه فرصة تاريخية لحمل كأس أمم أوروبا مع المنتخب الإسباني الذي توج باللقب بعد غياب 44 عاما عن منصات التتويج.

وبالرغم من معارضتي الشديدة لانضمام لاعب لمنتخب بلاده لمجرد التكريم، لكنني أرى أن راؤول ظلم وبشدة أيضا، إلا أن اللاعب الذي تألق مع فريقه طوال الموسم وسجل 22 هدفا في الليجا الإسبانية كان يستحق مكانا ولو احتياطيا في قائمة المنتخب الإسباني.

بل أن الأمر وصل بالقائد الأسطوري للنادي الملكي أن يصرح قبل إعلان القائمة النهائية للمنتخب "أرغب في التواجد مع الفريق ولو لأسقي اللاعبين".

فبالرغم من كل إنجازات هذا المهاجم الفذ من الناحية الشخصية إلى أنه لم يحمل قط أي كأسا كقائد لبطولة كبرى ماعدا الدوري الإسباني المحلي فقط.

فبعدما تسلم قيادة ريال مدريد الذي لا تغيب عنه البطولات الأوروبية عام 2003 لم يصل الفريق حتى للأدوار النهائية لبطولات أوروبا، بل وضاعت كل محاولاته مع المنتخب الإسباني هباء.

وعندما قاتل طوال الموسم للحصول ولو على مقعد على دكة البدلاء توج منتخب بلاده بلقب هو الأهم في تاريخ إسبانيا الكروي، فهل هذا سوء الحظ أم أنه النحس بعينه.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات